-18- لاشيسيا

4.2K 387 506
                                    

"سيبدأ اجتماعنا الطارئ بحضور قادة المجمعات الشمالية الآن."
أعلن القائد العام للجيوش البشر جوهانس هيماك بحزم وباب القاعة الكبيرة تم إغلاقه على الحضور وحراسته بصرامة.

تنفست لوسيا الصعداء فلم تترقى لرائدة سوى من فترة، الفضل كان لتنحي الرائدة سيا عن منصبها وها هي ذي الآن مخولة لحضور مثل هذه الاجتماعات الخاصة والمهمة.

ألقت نظرة على المقدم أليجاه الذي ارتاح في مقعده مغلقاً أهدابه السوداء لتدحرج مقلتيها لما أمامها عالمة أن هنالك لتصرفاته أسباب كثيرة وأولها عدم رغبته الواضحة بأن يتم محادثته من أي شخص مهما كان.

"كما شهدنا جميعاً وسمعنا. يبدو أن نزاعاً ما يحصل ضمن صفوف مصاصي الدماء حالياً..."
حمحم القائد العام قبل أن يكمل بصوت أكثر عمقاً لتحشرج صوته:
"البشرية التي تم نعتها بالخائنة لتحريرها مصاصة دماء نبيلة تقف بينهم رغم كل ذلك. الأمر الحسن أن الغزو المفاجئ الذي كنا سنتعرض له لم يحدث وما لا نستطيع إنكاره أن مصاص دماء نبيل كانت ترافقه الفتاة قد أوقفه. إذاً هل سيظل لقب الخائنة ملازماً لها بعد أن...ودعوني أقول بكل صدق أنها أنقذتنا؟"

"أوليس الجواب بديهياً؟"
همست لوسيا في خضم الهمهمات التي بدأت بالتكاثف كالدخان في القاعة حيث كلُ حاضر أدلى بدلوه لجيرانه.

"أياً كان..."
استدعى انتباه الحضور مرة أخرى ليحل الهدوء فأردف:
"هذا ما حصل فلقد وجهت لنا رسالة واضحة قبل رحيلها مشددة على عدة نقاط."
نظر في نهاية جملته لآشتون الذي أومأ وبدأ بالسرد:
"شارلوت ومن معها عرضوا بشكل مباشر وصريح السلام فكرة التعايش."

"ياله من هراء!"
قاطع أحدهم بصوت عال غاضب والبعض أيده بهتاف مماثل في حين هب العميد ماثيو هيماك قائلاً:
"لقد قتلوا الكثير منا والآن نسامحهم بسهولة؟ بل ونضع أيدينا في كفوفهم الغارقة بدماء ذوينا! اقترح أن نجمع كل قواتنا ونشن هجوم مباغت على مملكتهم المزعومة لنقوم بمحوهم فحسب!"
ارتفعت الأصوات أكثر مؤيدة بصخب وعشوائية. لوسيا قضمت شفتها السفلى مراقبة الفوضى وصوت تحطم عال صدح من أمامها جاعلاً إياها وكل من هم في القاعة ينظرون بذهول.

رمشت بذهول ناحية المقدم أليجاه الذي قام برفع قدمه وحطم بها طرف الطاولة الخشبية أمامه ببساطة متسبباً بشرخ طويل من جهته وحتى نهايتها أمام جوهانس دون أن يتحرك من مقعده حتى.
 
"أأنتم همج أم مجرد حفنة من المعاتيه؟"
بدا صوته جاداً بل وغاضباً حين تحدث فجأة جاعلاً ماثيو يقول بإنزعاج:
"ما بال الحثالة؟"

"الحثالة من يرمون الآخرين للموت بدماء باردة في حين أنه من المفترض أنهم من يحمونهم. أخف الناس عقولاً أمثالك!"
حين هتف أليجاه بجملته الأخيرة الجميع تم إلجامهم من ردة فعله الغريبة والتي تصدر منه لأول مرة أمامهم.

نيـوتروبيـاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن