-6- الحرب

5.7K 421 197
                                    

"آسفة."
همست شارلوت مطأطأة لينظر لها جايدن من بين رموشه الذهبية بتعب ويعلق:
"أنتِ لم تقومي بارتكاب أي خطأ لذا لا تعتذري أرجوكِ."
صمت لوهلة وأخذ يتلمس الضمادات التي التفت حول عنقه على مهل. شفاهه أسفرت عن ضحكة خافتة عندما أردف بصوته المبحوح:
"لابد أن هذا عقابي."

ملامح وجه شارلوت انخفضت أكثر بحزن فهي تعلم عن أي عقاب يتحدث لذا ما كان منها إلا النهوض من على كرسيها وسحب البطانية مغطية إياه بعنف مدعية الغضب:
"توقف عن الحديث واخلد للنوم، إن رأتك جين بهذه الحال فستثور علي لا عليك."

"أمركِ "
تمتم وهو يغلق عينيه بابتسامة صغيرة تلاشت عندما سحبه النوم سريعاً لعالم الأحلام.

بعد خمس دقائق من التحديق المستمر تأكدت فيه شارلوت أنه قد غفا نهضت متجهة نحو باب الغرفة لتخرج وتغلقه خلفها ببطئ قائلة:
"إذاً، ما الذي تريدينه الآن؟"

عينا لوسيا التي استندت للجدار ظهرتا من خلف أهدابها، جسدها استقام وملامحها المتأسفة تلاشت حين تحدثت بجدية:
"لقد أتيت للإطمئنان فحسب."

"وما رأيكِ بالنتائج؟"
سخرت شارلوت بابتسامة متهكمة وهي تعقد يديها لصدرها دون مرح لتجيب الأخيرة بذات النبرة:
"كان من الممكن أن ينتهي الأمر بموت أحدهم."

"نعم، موت قائدكم العام."
علقت شارلوت بجدية لتتنهد لوسيا وتقول بقلة حيلة:
"لا تتهوري أرجوك، فجوهانس هيماك هو الوحيد الذي يجمع قوات المجمعات البشرية الحربية، بموته في خضم ظروف سيئة كهذه سنسقط أكثر وسنبدأ بقتال بعضنا البعض وليس مصاصي الدماء."

حاجبها ارتفع للكلام، البشر لا يجب أن يتعلق مستقبلهم بعجوز معدني صدئ كهذا، لكنه بالفعل معلق إذ لا أحد يريد تحمل مسؤولية نفسه حتى.

"أنتم بالفعل تحاربون بعضكم لكن...أياً يكن."
تنهدت شارلوت قبل أن تردف متخطية الأخرى بنبرة جادة:
"أتمنى أن لا اضطر لرؤية المزيد من البشر فهذا يجعلني أغفر لمصاصي الدماء أكثر."

حدقتا لوسيا اتسعتا قليلاً في حين راحت ابتسامة غير مصدقة تشق طريقها لوجهها وهي تقول ملاحقة الشابة الغاضبة:
"أنتِ غريبة."

شارلوت توقفت في مكانها. صمتت لوسيا لوهلة في محاولة لإيجاد الكلمات قبل أن تردف بفضول قططي من خلف كتفها:
"أشعر بأنكِ ترين مصاصي الدماء بذات الطريقة التي ترين فيها البشر."

"هل يفترض بأن يكون هذا سيء؟ أو ربما خاطئ؟"
سألت شارلوت باستخفاف دون أن تتحرك قيد أنملة لتهز الأخيرة برأسها نفياً ثم تستدير منصرفة بقولها:
"هم لا يختلفون كثيراً بأية حال."

.
.
.

مدرج مبهرج ذو هيكل نصف دائري ارتفع بمقاعد مخملية فارهة مُلئ بأفراد الطبقة العليا التي توشحت بالمخمل والحلي النفيسة من مصاصي الدماء، النبلاء.

نيـوتروبيـاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن