-27- آل والثعلبة السوداء الصغيرة

4.3K 370 611
                                    

"قلْ شيئاً أرجوك."
تمتمت برجاء منكسر ويداها ضغطتا أكثر على كفه. عيونها راحت تجوب تقاطيع وجهه في محاولة لمعرفة ما يجول في خلده.
"أي شيء..."
أردفت وأناملها ارتعشت ضد بشرته فبدا كمن استفاق من حلم نهاري قصير.
"فأنا لم أعرفهما، لم أعرف والدي يوماً وقد كنت أرى ظل والدتي فحسب. لم أعرف شيئاً عنها سوى اسمها الذي دائماً ما استعمله العجوز الذي ترعرعت عنده لمخاطبتها."

"أكسل هو اسم الرجل الذي قد أستطيع القول بأنه والدكِ، أما شارون هو اسم والدتكِ بالفعل."
تحدث أليجاه بعد لحظات أخيراً لتلتمع عينيها ضد أنوار الظلام هامسة:
"أنت حقاً تعرفهما."

"أنا سأخبركِ بقصة قصيرة..."
قال وهو يجلس قبالتها مسنداً فكه لقبضته بابتسامة شبحية. نظر أعلى رأسها للخارج وأخذ نفساً عميقاً ليستطرد:
"كان يا مكان، كان هنالك فتى وسيم للغاية يدعى آل، كان يبلغ العاشرة من العمر، وكان يعيش حياة طبيعية، مدرسة، أصدقاء، صفوف خاصة إضافية تبقيه مشغولاً عن رؤية أن حياته في المدينة العادية لم تكن طبيعية بحق."

تنهد أليجاه مطولاً أما شارلوت فاستمعت باهتمام له يتحدث بوضوح عن نفسه.
"لم يكترث لشؤون عمل والديه يوماً إذ كان همه الوحيد اللعب والنوم والحصول على ما يريد، لكن في فترة معينة حين نمى شعوره بالوحدة واستدرك بأنه يتم إهماله من قبلهما قرر التعرف عليهما أكثر بالذهاب لحيث يعملان."

رفع سبابته ليلوح بها بوجه شارلوت التي رمشت بدهشة لفعلته وأضاف سريعاً بهمس:
"بالطبع لم يخبرهما، أراد أن يفاجئهما. قام بتتبع خريطة بدائية رسمها من دلائل جمعها عن حيث من الممكن أن يكونا، ولأنه لم يعرف كم كان الموقع يبعد عن منزله قضى خمس ساعات متواصلة راكباً دراجته يبدل بلا توقف بإصرار."

ضحكة أبت إلا والفرار من بين شفتيها قاطعته.
"أنا كنت طفلاً أخرق؟"
سألت ساخرة.

"آل كان كذلك لأنه كان معزولاً ومحبوساً في قبضة حياة خطط لها والداه بالكامل، وأيضاً لا يمكنك الجزم بنتائج عمل ما حتى تجرب القيام به."
قال بإنزعاج مصطنع ثم قام بدفع سبابته ناحية منتصف جبهتها مردفاً بنفس خافت:
"دعيني أكمل أيتها التنمرة."

"المنصة لك."
قطبت شارلوت حاجبيها بنظرة عازمة فابتسم أليجاه مستطرداً:
"وما أن وصل آل العظيم وجهته أخيراً حتى...

...

"أليجاه!"
هتف رجل في نهاية ثلاثينياته بحدة حين وجد ابنه يتم جره من ياقة قميصه من قبل حارس الأمن لينظر ذاك الأخير له بشيء من الدهشة سائلاً:
"بروفيسور كلاي، تعرف هذا الطفل؟"

"أنا لست طفلاً!"
صرخ الفتى الضئيل بحنق منازعاً وهو يحاول الفرار من بين قبضتي الحارس الضخم.
"أنا شاب يافع."
صحح للعجوز.

نيـوتروبيـاWhere stories live. Discover now