صنعت رجلا

2.2K 87 5
                                    

اسكريبت( صنعت رجلا )
آمال : يا عاصم!! تعالى إلى هنا يا ولدى
ابتسمت ببسمه بشوشه حينما رأت طفلها يركض تجاهها وآثار اللعب والمرح باديه عليه : نعم أمى
أجابته ومازالت البسمه تزين وجهها : إنه الغداء يا ولدى
جلسو يتناولون الغداء لتقول آمال : إغسل يديك أولا
فعل ما قالت وجلس مرة أخرى لتقول : سمى الله يا عاصم
عاصم : لقد نسيت
آمال : لا بأس لكن عليك التذكر
تابعت وهى تقول : ماذا قال رسولنا الحبيب حول آداب الطعام ؟
أجابها قائلا : أن نبدأ بإسم الله ،والأكل باليمين ؛ وأن نأكل مما يلينا
آمال وبداخلها فرحه : أحسنت يا ولدى
وصدق رسولنا الحبيب عليه افضل الصلاة والسلام
انتهو من تناول غدائهم وذهبت الأم لتتابع عملها بينما خرج عاصم الصغير يكمل لعبه
وبعد قليل من الوقت
نادت عليه آمال مرة أخرى : يا عاصم إنها المغرب تؤذن ؛ هيا حى على الصلاه
اتى اليها عاصم ليقول : أين أبى ، كم أتمنى أن أذهب الى المسجد برفقته ؟
أجابته بقناعه : لا إعتراض على حكم الله ؛ ما رأيك أن تكون إمامى لصلاة المغرب
عاصم بفرح : هيا يا أمى ، سأكون أنا الإمام ؛ أسرعى
آمال : هههههه ؛ حسنا أيها الإمام الصغير
صلو صلاة المغرب سويا وبعد الإنتهاء كان على وشك الذهاب لتقول آمال : اللعب ليس للرجال بل هو للصبيه الصغار وولدى رجلا رشيدا لديه الأهم
اذهب الى دروسك؛ ثم أعطته مصحف وهى تقول : احفظ كتابك يا عاصم
عاصم : لكن لما يا أمى ؛ أود اللعب ؟
أجابته آمال : كيف نذهب للجنه وكيف تلاقى ربه
وبماذا ستجيبه إن سألك عن سبب تركك لمحادثته
إن القرآن يا ولدى كلام الله الذى لا ينفد والمعجزة الخالده ؛ وكما تلاقى ربك فى الصلاه فلتحادثه وانت تقرأ القرآن
عاصم : حسنا أمى ، أرغب بالذهاب الى الجنه
حدثينى عنها!!
آمال : إن الجنه هى دار الثواب بل هى وعد وعده الله للمطيع ؛ فيها ما لا عين رأت ؛ ولا أذن سمعت ؛ ولا خطر على قلب بشر ؛ هكذا أخبرنا الحبيب عنها
عاصم : حسنا حسنا سأذهب لأستعد لها
نظرت له وهو يختفى تدريجيا من أمامها لتقول فى نفسها : يهديك الله يا عاصم
مرت الأيام والليالى ومرت معها السنين
عاصم وقد صار شابا  : هيا يا أمى أسرعى حتى لا تفوتنا صلاة القيام
آمال : ما بالك متوتر هكذا ؟
أجابها عاصم : غدا أول جمعة لى كخطيب أخشى أن أتعثر بالكلام أمام الجالسين
آمال برضا : فلتهدأ يا ولدى ؛ خير إن شاء الله
................
آمال : أحسنت أيها الإمام ؛ خطبتك كانت بأفضل حال
عاصم : شكرا يا أمى
آمال : إجلس يا عاصم أريد أن أحدثك قليلا
جلس عاصم لتقول آمال : إياك والنظر لفتاه فى الطريق ؛ وإياك وأن تؤذى المارين ؛ كن متواضعا فى سيرك؛ حكيم فى أقوالك ؛ قدوة بأفعالك
لا تكن من المتكبرين وتذكر قول الله تعالى " ولا تمش فى الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا "
عاصم : لكن لماذا تقولين هذا الآن فقد قلتيه سابقا حينما كنت طفلا أنازع العاشره ؟
آمال : إنما قلته لأشدد على أهميته فقد صرت شابا إياك وأن تغرك الدنيا ومتاعها ؛ واحذر الفتنه وشبهاتها ؛ لن أدوم طويلا لأقول لك ذالك
لكن تذكر أنى قلته لك ؛ أود الموت بسلام وأنا تاركه للبشريه رجلا
عاصم : أطال الله عمرك يا أمى
آمال : إياك وأن تأخذك العظمه وتغرك الأموال
فكلنا فقراء إلى الله ؛ إياك والبطش وتذكر قول الله تعالى " إن بطش ربك لشديد "
اعمل لآخرتك يا ولدى فما الدنيا الا فتنه ،اسعى للجنه ودعك من هذه الدنيا
فهذه الدنيا ماهى الا دار عمل وامتحان ؛ الدنيا دار الفناء ؛ أما الآخره فهى دار الخلود
كن كريما كثير الإنفاق فما نقص مالا من صدقه وما قل رجل من جود
قدوتك هو رسولنا الحبيب " لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة "
حينما تضيق بك الحياة تذكر قوله تعالى " ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرين " ؛كن كثير. الذكر والحمد والإستغفار فمن ذكر ربه يذكره الله فى علياه
حفظك الله يا ولدى
...............
أفاق عاصم من ذكرياته فوجد نفسه يجلس أمام قبر والدته فقال : رحمك الله يا أمى ،وأسكنكى جنته فقد تركتى رجلا ،حان الوقت لأقول كلامك لأولادى
فأنتى لم تصنعى رجلا بل صنعتى رجلا
سلاما عليكى يا أمى موعدنا الجنه إن شاء الله
ندى عماد

اسكريبات ندى عمادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن