المقدمة

34.3K 492 24
                                    

المقدمه


هناك لحظات من الحياه تستحق أن نهبها عمرآ كى تعود

‏< ‏ثقيف ‏‏>‏

سأنام مبكرا الأختبار الأخير لى بالثانويه العامه غدا لم يكن أكبر أهتماماتى الاختبار ففى كل الاحوال سأغش حتى لو كان سهلآ أغمضت عينى على صوت صراخ ولم أبالى ' زوجه عمى ' ستنجب الليله وكل أفراد المنزل على أستعداد لذلك ... رأيت تحت جفنى صوره لفتاه لم أراها بحياتى شعرها أسود ملامحها مشوشه غير واضحه ورغم ذلك أشعر بأننى رأيتها وتشربت تفاصيلها فتحت عينى بهلع لحظه لحظتين مرت قبل أن يعمل عقلى هذه ليست فتاتى ليست ' مشيره ' أغمضت عينى مره ثانيه بحذر وأستجمعت صوره مشيره فأبتسمت بحالميه وأنا أصنع حلمى بعقلى ولكن كالعاده لا تكتمل حتى أحلام اليقظه فى هذا المنزل عدت و فتحت عينى على صوت أخى الذى اقتحم الغرفه ... أسرع قائلا وهو يبكى " لقد أنجبت زوجه عمى طفلا ميتآ " قمت من فراشى وأقتربت من أخى مصدوما يالها من مصيبه عمى الاصغر كان ينتظر هذا الطفل بفارغ الصبر ..... سوف يتحطم قلبه بكل تأكيد لقد حلم مطولآ بهذا الطفل قلت بصوت أصبحت أفتخر بخشونته " يا له من يوم حافل أعتقد أنه لم يعد هناك نوم يا صاحب الأخبار المشؤومه " عقدت جبينى عندما سمعت بكاء طفل وليد خرج أخى مهرولآ وضعت يدى على خصرى وزفرت بقوه لا أعلم لم أشعر بهذا الانقباض فى قلبى تحركت وعدت جلست على فراشى وأنا أمسد قلبى ببطئ .. رفعت رأسى بحده عندما أقتحم أخى الغرفه مره ثانيه وقال بفرحه وخطوط الدموع تحولت لبهجه خالصه " فتاه ... زوجه عمى انجبت فتاه كانت مختنقه فقط لم تمت سيذهب بها عمى للمشفى فهو خائف عليها كثيرا أووه انها صغيره حقآ ... ألن تراها ثقيف " هل تنتفض ذراعي أخى عند الحديث من شده الحماس أم أهلوس تحركت لاخي ودفعته بخفه للباب وقلت " أخرج أخى فعدد المواليد هنا أكثر من لاعبى كره القدم ... لا أريد أن أرى أزعاج جديد هنا أرررريد فقط أن أنااااام ... أرجوك " نظر لى أخي بغضب وقال وللسخريه حرك ذراعيه بنفس الشكل ولكن بانفعال غاضب "لن أتركك تلعب معها أبداااا " قلت بهدوء و بساطه " أخى عزيزى هى لك " قال أخي بعد أن شقت شفتيه ابتسامه رضى " نعم وسأنقذها من مصاصى الدماء هناا " ضحكت فعلا الاطفال هنا كالكابوس خرج أخي و عدت براحه أرمي بنفسى على فراشى وعينى تتأمل غرفتى بلونها الابيض تشبه عنابر السجون من وضع الاربع آسره بجانب بعض كل سرير مكون من طابقين فهى ' غرفه الشباب ' .. انا فى سن السابعة عشر وأولاد عمى رشاد التوآم فى سن التاسعة عشر وابن عمى رشاد صديقى المقرب فى نفس عمرى والصغار شقيقى وأبناء عمى أحمد ... العام القادم سأدخل الجامعه وسيفتخر بى والدي صحيح اننى لاأذاكر لكن أعرف للنجاح سبل كثيره سأدخل كليه العلوم وسأصبح عالم مشهور ك أحمد زويل وأتزوج مشيره وأنجب طفلان فقط ليس كوالدى الذى أنجب أربع أنا أكبرهم أغمضت عينى وأنا أتمنى ان اناام سريعا ولكن ماحدث غيرذلك حيث أخذنى التفكير لاحلامى وطموحاتى الكثيره أحسست بلمسه لجبينى تشبه رفرفه جناج فراشه إنها أمى تقبلنى وانا نائم كالعاده لأننى لا أرحب بقبلاتها فى صحوتى انها تشعرنى بأننى مازلت طفل وتجعل ابناء أعمامى يسخرون منى أصطنعت النوم فحديث والدتى سيؤخرنى على موعدى مع الاحلام دثرتنى جيدا وهمست "أستودعك الله بنى " لحظه مرت لأشعر بخلو المكان من أمى وباقى الشباب فالكل مشغول بالطفله الجديده إلا أنا الذى يمتصنى التفكير بالمستقبل لا أريد أن أكون رجلآ عاديآ ... أريد أن أحطم صخور اليأس لأصنع بها جسرآ لأحلامى .... اخدت نفس قوى فأصطناع النوم شئ صعب ... شعرت بأهتزاز قوي يليه صوت قوى يشبه الانفجار وأصوات صراخ متتاليه قفزت من على فراشى بتأهب وفى أول خطواتى للخروج من الغرفه وجدت عمى الاصغر يمسكنى من ذراعى ويفتح الباب الصغير بالغرفه وفى يده لفافه بيضاء مزينه بورود نبيذيه قلت بتوجس " ماذا هناك ياعمى " قال عمى بأستعجال وبهوت "أنه زلزال أرجوك ثقيف أخرج بطفلتى للأمان فهى لم تر النور بعد " صرخت بفزع "سأساعد أهلى على الخروج " تحركت بسرعه ولكن منعتنى كف عمى التى قرصت على ذراعى ... وضع الطفله بين يدى وهو يغلق كفى على جسدها الصغير وبأستعجال " لاوقت للجدال انهم بالتأكيد فى الخارج ... زوجتى تحتاج من يحملها أخرج بطفلتى أمامى لأنقذ زوجتى أرجوك بنى " لا أعلم لم أختارنى أنا أريد أنا أساعد أمى وجدتى ضميت أصابعى فوق جسد الصغيره وحركت رأسى بالموافقه من نظره عمى المتوسله الفزعه قال وهو يدفعنى ليخررجنى من الباب الذى دائمآ ما كان سبيلنا للهرب ليلآ فهو يطل على بلكون بالدور الارضى بها ثلاث درجات كمدخل ثانى للمنزل أضاف عمى بأرتجاف صوته " أهتم بها إلى أن آخدها منك ... أبتعد عن أى مبنى سنتقابل بعد قليل بالارض الواسعه ... بيدك روحى ثقيف ... حافظ عليها " قال أخر كلماته بوهن و خوف وكأنه يخشى تركها ... أحتضنت اللفافه وهرولت سريعآ وكأننى أهرب من أنفجار ما غرفة الشباب كانت فى ظهر المنزل تطل على أرض جافه ... تحت شجره كبيره تبعد عن المنزل أنزلت الطفله ولكن ذراعها الصغير ذو الجلد المنكمش دخل بين أزرار منامتى الصيفيه حاولت أخراج ذراعها برفق فصرخت ببكاء حاد قلت بغضب وكانها تفعل ذلك عمدآ " أتركينى أذهب لانقاذ أخوتى سأعود اليك ... حتما سأعود " بكائها أزداد فأخرجت ذراعها المنكمش وأنا ألفه بغطائها ثم أعتدلت فى وقفتى فأصوات الصراخ تتعالى والمنازل التى تتساقط تصدر أصوات مرعبه قلت محدثا الصغيره " ستأتى معى اذا " التفت بأتجاه منزلى فأذا بهزه قويه تميل المنزل للأمام وتتساقط جدرانه واحده تلو الاخرى بتلكؤ مدروس يثير الرعب فالنفوس ... وقتها وكأن قدمى تمسكت بالارض وخفتت الاصوات لا لم تخفت فالصراخ يعلو لماذا انا لااستطيع الصراخ لماذا يصعب حتى أن أرمش بعينى لا ... هذا كابوس ... أنه أسوأ كابوس من الممكن أن يراه المرأ لاأعرف كم مر علي على هذا الحال وانا أجبن من أن أذهب لرؤيه أهلى أنتبهت على صرخه ضعيفه .. أسبلت أهدابى لأجدنى أحتضن أبنة عمى بقوه حتى كادت أن تختنق نظرت اليها كان وجهها ملئ بالدموع ' ماأصعب يوم ميلادك ' . فاذا بهزه أخرى لا أعلم إن كانت تحركت الارض تحت قدمى ولكن أعلم أن توازنى أختل فأحتضنت الطفله وجلست بها على الارض وأنا أفكر هل أنقذوا جدتى أم نسوها ياالله هى لا يمكنها التحرك هدأت الاصوات قليلآ فقمت مسرعا لآطمئن على أهلى بالتأكيد انهم سيموتون قلقلآ على مشيت الى ان وصلت للتجمع البشرى وأنا أبحث فيهم عن أحد من أهلى كان منظر منزلى مخيف فأنهياره يمتد للامام بأقدام يالله بدأت أفكر هل تأذى أحدهم لففت أبنة عمى جيدا حتى لا تتأذى من الدخان والاتربه المنتشريين كعاصفه ترابيه خانقه سرت حول المنزل أو بقايا المنزل وقفت عندما رأيت منظر الدمار الذى حل على مكان معيشتى ... مع تجول نظراتى ينقبض قلبى أكثر إلى أنا أصبح منغلق تمامآ جامد يرتجف رجفه بسيطه وهو يتابع صراخ الأطفال وأشخاص تتعانق بعنف .. آخرون يهرولون ..أمرأه تلف بكل أتجاه وتنظر لكل الوجوه و أشخاص متفرجون يقفون بمكان آمن ...التراب يملئ المكان كدخان كثيف بعض المنازل جدرانها مشتعله ليتكون دخان أسود حولها .. سيارات محمله برجال الانقاذ تأتى ... أين أهلى من كل هذا أريد أى أحد يحتضنى أريد قبلة أمى حالا أريد قوه أبى أستند عليها .. أخفضت عينى على الصغيره كانت تفتح فمها وتغلقه فى محاوله لالتقاط أنفاسها الصغيره أحتضنتها بعدما رفعتها لكتفى نزلت من رحم أمها الى رحم الحياه التى لاتعرف للأمومه سبيل اه ياصغيره انا مثلك أريد رحم أمى لاعود اليه أموت رعبآ من القادم لا أحبذ التفكير بسلبيه فعمى قال أنهم خرجوا ... رفعت رأسى الى السماء سوف ارضى بقضاءك يارب ولكن ألطف بى سرت فى الانحاء أبحث عن أهلى تحركت بلهفه عندما رأيت أبن عمى مهاب وشريكى فى الغرفه ذو التاسعة عشر من عمره هذا من كنت أكرهه لماذا الآن اشعر اننى اعشقه تحركت إليه وجلست أمامه وانا أنظر بتيه للدماء فى وجهه المختلطه بالدموع قلت بلهفه " مهاب ... أين البقيه " ضحك مهاب بصخب وأشر بيده على بقايا المنزل وقال " انهم تحت هذه الجدران يموتون وسيموتون وهم ينظرون لا يوجد هنا رجل كلهم ... نساء كلهم نساء " لماذا أرى الاشياء تهتز وتتراقص من حولى لماذا هذه العتمه المخيفه التى أشعر انها تلفنى من كل اتجاه هل فقدت حواسى اين الحروف التى أتحدث بها ... أين ... أين أمى وأبى أين أخوتى أين جدتى وأعمامى أين الاطفال عمى رشاد له ثلاث لا اجد منهم سوى مهاب وعمى محمود له ثلاث و أخوتى الثلاث وعمى ممدوح مولودته الوحيده فى يدى وزوجات أعمامى ثلاثه ... أجميعهم تحت هذه الجدران ياالله همست " لم ينجو أحد" هز راسه بالرفض أخدت نفس عميق ووقفت لن أتركهم للموت وقفت حيث أمرأه عجوز كانت مع التجمع وضعت الطفله التى أخذت فى البكاء فى يدها تعلقت نظراتى بالطفله قبل أن أتحرك لبقايا المنزل أخذت فى رفع القطع الاسمنتيه الثقيله بسرعه ورميها بعيد أقترب بعض الرجال وساعدونى وبدأنا فى رفع هذه الاثقال عن جثث أهلى لم يتبقى لى منهم سوى مهاب تخيلت أخى المرح يصرخ ثقيف سأموت وشقيقاتى الضعيفات يختنقون ببطئ ليقشعر جلدى وأتحرك بعنف وكأننى مع كل حجر أرفعه أدفع بالهواء لرئه أهلى .. أتى مهاب بجوارى والدموع تتساقط من عينيه وقال " كنا فى الخارج هرولنآ جميعآ عندما علمنا .. الكل ينقذ نفسه وفقط ولكن عمى ممدوح كانت زوجته لا تقوى الحركه هو من كان بالداخل ينقذ ابنته وزوجته بينما أبى يحمل جدتى ولكن (انهار ببكاء حاد )وقع المنزل فوق رؤسنا انهار للامام وكأنه يقصدنا ويقول لن تهربوا ( أشر برعشه ) ان معظمهم فى هذا المكان " رفعت عينى ورأيت جبال من الجدران على المكان المشار عليه أسرعت لهناك وأخذت بكل جهد احمل واحمل وأخيرآ جاءوا رجال الانقاذ بعد ساعتين ليتعاونوا معى .... قوتى بدأت تضعف مع مرور الوقت خاصة أننى غير معتاد على الحركه ورفع الاثقال مر وقت أخر الى ان رأيت بعينى أقدام لشخصين عرفت احدهم من حذائه انه شهاب توأم مهاب أبتعدت برعشه وتركت للرجال مهمه حمل الطوب من على بقيه الجسد رجعت للخلف وحدقتاى متسعه بفجيعه تنتقل من شخص لشخص وكأنها تبحث عن شئ لا أتذكره وأخيرآ وجدتا حدقتاى ما يشغلها امرأه عجوز وبين يديها لفافه بيضاء أقتربت ووضعتها فى يدى قالت وهى تمسح دموع مشفقه " صبرك الله بنى لقد أرضعنا الصغيره حتى نامت " تحركت وأنا بلا رد أصبر نفسى ب " كابوس وسأستيقظ "





يحكى أن في العناق حياة(مكتملة)Where stories live. Discover now