الفصل الثالث والثلاثون ج١

11.2K 278 13
                                    

الجزء الأول من القيد الثالث والثلاثون

سلطان


كنت أجلس بكرسى أمامها وأنظر إليها بتأمل بينما هى تبدو فى غاية السعاده اممم أقصد وكأنها مربوطه بالكرسى أزدردت ريقى وقلت بخفوت وصوت يآسر النساء " تبدين جميله يا مرح أجمل من كل مره رأيتك بها من بعيد " رفعت عينيها بنظره قاتله وقالت بهدوء " هل أنت ممن يشتكون كالنساء " تراجعت للخلف ونظرت إليها ببهوت قائلآ " لا لست كالنساء آنسه مرح " كتفت يديها وأقتربت برأسها قائله " إذن إن سمعت منك لفظ وقح أو كلام قبيح أقسم بالله سأبصق بوجهك " أنتفضت غاضبآ وأنا أشعر بأننى بمصيبه سوداء لقد جاء أهلى أمس وطلبوها رسمى وقرئوا الفاتحه ولأنها لم ترضى أمس أن أجلس معها أتصل بى ثائراليوم ودعانى عندهم وها أنا أصدم بوقاحتها قالت بتردد " لماذا وقفت هل ستشتكى لثائر ؟ " رفعت حاجبى وقلت ساخرآ " وهذا كل ما يهمك ... غضب ثائر !!!! لا أطمئنى آنستى لن أخبره بشئ طالما أنتى هادئه ومطيعه ولست وقحه " رفعت رأسها قائله بحنق " يا سلاااام " وضعت يدى بخصرى وقلت " كما سمعت أى شئ أسمعه منك سأقوله لثائر .... خطيبك لا يبقى كلمه ببطنه لاكثر من ثلاث ثوان أنا رجل فتاااان أسعى للوقيعه بين الناس .... فلا تكونى أنت ضحيتى الجديده يا جميلتى " نظرت لوجهها بأمتعاض ثم جلست وقد رأيت الغضب الذى يملئ ملامحها وضعت ساق على الأخرى وقلت بمرح " هيا حبيبتى أخرجى وحضرى لى بعض الطعام أنا لم أخطب إلا لأكل وأتدلل " توسعت عينيها بشر فرفعت حاجبى قائلآ بتحذير " ها أخرج بثائر " زفرت باستسلام وضربت قدمها بالأرض وهى تقف وتتمتم " يصالحنى ثائر فقط وسأخبره بوقاحتك ووقتها سأفرح وأنا أراك مشنوق بين يديه " أمسكت رقبتى بصدمه تتحدث وأنفها مجعد وكأن هناك قطه ميته فوقه تبآ لحظى السئ .... هيثم يأخذ غبيه متيمه بحبه و ثائر يأخذ فتاه أشك أنها لا تنطق أبدآ مطيعه وطيبه وأنا يقع حظى بأم أربعه وأربعين هذه ... رفعت يداى بحقد أدعو " حسبى الله ونعم الوكيل بكم يا شلة الفساد أنتم من دفعتونى لأتزوج .... وحسبى الله ونعم الوكيل بك يا ثائر لأنك لم تخبرنى بأن أختيارى كان كارثه " أنتفضت بفزع عندما دخل ثائر ضاحكآ " هل بدأت تحدث نفسك من الآن ... أصبر قليلآ لا تتعجل " أبتسمت أبتسامه صفراء قائلآ " أدعو لك " جلس وهو يمد ساقه على الطاوله ثم يأخذ تفاحه ويقضم منها قائلآ بشفقه " غدآ ستدعى على " كتمت ضحكتى بأصابعى وأنا أدفع ساقه بساقى " لا أفعلها أبدآ أنت أخى حبيبى و نسيبى " نظر لى بطرف عينه ثم قال بعدم رضا " يبدو أن مرح تسمع الكلام فلا تبدو لى غاضب " رفعت عيناى للسقف بذهول مصطنع " أختك تجعلنى أغضب إنها كالبلسم الشافى كالملاك كال " أنزل ساقيه بحده ونظر لى هاتفآ " ما رأيك أن تطلب رقم هاتفها بالمره " شرقت بأنفاسى فأنحنيت أسعل بخفه قائلآ بخوف " وهل عندنا هذا الكلام يا رجل عيب أتحدث مع خطيبتى بالهاتف بينما أنت كنت تسكن مع خطيبتك بمنزل واحد ...... اللقمه بيد اليتيم عجبه " ضحك ثائر بشده قائلآ " أسمع يا حقير أنت أنت يتيم أنا لست كذلك وأنا وزوجتى لا مثيل لنا " تمتمت بأمتعاض " أنت تنقذنى بقرارك هذا من لسان شقيقتك " وقف ثائر يضحك وهو يحاول ضربى كمزاحنا المعتاد لكن تجمدنا للحظه ونحن نسمع صوت صراخ شديد العلو من أمرأه نظرت لثائر وهتفت بفزع " أختك أحترقت يا ثااااائر أنا سئ الحظ حرررقت الفتاه " قفز ثائر وخرج بخطوات سريعه خرجت خلفه لأرى زوجة ثائر تقف وتضع يدها على قلبها ووجهها شاحب بينما ثائر نفسه يهتف سائلآ " من أين هذا الصراخ " شعرت بالقلق على مرح فمن يخصنى بهذا المنزل سواها هى وشقيقها وها هو شقيقها أمامى خرج ثائر وأنا خلفه نقفز السلالم القليله دفع باب شقة والده الذى كان ثقف خلفه الكثير من الجيران والصراخ مستمر كان الباب مغلق فضربه بساقه ضربات قويه حتى فتحه أندفع للداخل وأنا دخلت وأغلقت الباب بوجه الجيران حتى نعرف ماذا يحدث وجدت زوجه والد ثائر أمام باب الحمام تصرخ بعنف ومرح تقف مشدوهه ثائر تخطى زوجة أبيه ودخل الحمام وقفت على الباب وألقيت نظره لأفزع وأنا أرى سالم الملاح ممدد على الأرض نظرت لمرح ثم بحركه سريعه دفعتها بعيدآ وجذبت زوجة أبيه أيضآ ودخلت أحمله مع ثائر الذى وجهه شاحب بطريقه غير منطقيه حملناه معآ وأدخلناه الغرفه وهو يقول سريعآ " أكتم الدم وسأرى طبيب يا سلطان " خرج ثائر وتركنى وحدى مع سالم الملاح رفعت منشفه لأضعها على جرح أعلى جبينه لكننى تجمدت وأرتجفت يدى عندما رأيت الدماء تجف وحدها ويصبح لون الجرح كلون جلده مع القليل من الدماء حوله .... أرتجف قلبى فدخلت مرح ونظرت للداخل وهتفت بجمود " لقد مات ... أبى مات " أنحنيت أضع أصابعى على أنفه ثم فمه لأجد الصمت التام نظرت إليها بفزع وهتفت " لا عزيزتى هو بخير وثائر سيأتى بطبيب حالآ " وبالفعل دخل الطبيب يركض وخلفه الكثير من الرجال كشف عليه ثم شحب وجهه وأرتجفت يديه وهو يعيد خطواته وكأنه يكذب نفسه نظر لى ففهمت الجواب نظرت لثائر وقلت بجديه " البقاء لله يا ثائر كن رجلآ كما عهدتك " أندفع ثائر يمسك برقبة الطبيب وهو يصرخ " أفعل شئ أفعل شئ أبى لن يمووووت أبدآ لن يموت " بصعوبه خلصنا الطبيب من يده فكان ثائر ثائر فعلآ وضرب معظمنا وهو يحاول تحريك والده والتحدث معه " قممم يا أبى .... سيدفنونك سيضعون عليك التراب .... قم ولا تكسرررنيييي " قيدناه أنا وأبناء عمه وأخرجناه من الغرفه لنجد المنزل ممتلئ بالبشر من بين جميعهم نظر ثائر لواحده منهم وصرخ وهو يحاول الأفلات من بين يدينا " ترررف أبى مات يا ترف سالم الملاح يصمت سالم الملاح يستسلم " كانت عينيها مفتوحه بفزع جسدها يرتجف أحتضنتها أمرأه ومع تعالى صوت الصراخ من النساء أخذنا ثائر وخرجنا وقد أغلق أحدهم باب الغرفه عليه ...... لم أترك ثائر للحظه وأنا أبكى مع من يبكى ثائر بعد أن تخطى صدمته جلس بجوار بوابة المنزل يستند برأسها على الحائط عينيه متوسعه حمراء بصمت مر وقت وقد جاء أعمام ثائر ورتبا أمور العزاء والدفن وقررا الدفن بعد ساعات قليله مر كل شئ سريع كالحلم وأنا لا أستوعب أن من كان يجلس مع أهلى أمس بشموخ و يبدو أنه لا يعانى من شئ يذكر سيغطى جسده التراب اليوم .... فعلآ إن لله وإن إليه راجعون تحركت ساقى بوهن بعد أن عدنا من الدفن لن أصف ما فعله ثائر ولا زيد شقيقه وقد جاء أخ ثائر الثالث وهو الذى حرق شقته وغادر بفضيحه والحق يقال لم أرى له دمعه واحده وقد كان يتصرف وكأنه الأبن الكبير لسالم الملاح وليس زيد .... مسحت وجهى وجلست بجوار ثائر والذى حوله أصدقاءه أمسح ساقه بصمت نظر لى وقال بجمود " مفتاح غرفة أبى أين " نظرت إليه وقلت " أخر مره رأيته كان مع معتز أخيك " أنتفض ثائر واقفآ ودخل المنزل دخلت خلفه لأراه ينظر لباب الغرفه المغلق سأل أخته الكبيره " أين ترف " أغمضت عينيها على دموعها وقالت " ترف فوق مع الأطفال لم تتحمل سماع صوت البكاء فأنهارت فأخذتها شجن بالأعلى " أشار برأسه بالغرفه قائلآ " من بالداخل " نظرت لنساء العائله بالزى الرسمى للعزاء الأسود يبكون بأعياء بعد أن أخذ منهم الصراخ كثيرآ من صحتهم قالت أخته " زوجة معتز تنظف الغرفه " تحرك ثائر للغرفه ودفع الباب لكنه لم يفتح فطرق عليه بعنف .... بعد لحظات فتح الباب وكانت زوجة معتز هذه قال بحده وهو ينظر بيديها " لماذا تغلقين الباب من الداخل " قالت ببرود " لأننى أنظف الغرف " نظر إليها بحده شديده ومد يده " أعطينى المفتاح " أخفت يدها خلف ظهرها وقالت " سأعطيه لمعتز هو الأكبر والأحق " كانت ملامح ثائر مخيفه فقال بفحيح " نحن لا نبحث عن الحقوق الآن أعطى المفتاح لصاحبة الغرفه ولا تدخلينها ثانيه وإلا ستضطرى لمواجهتى " وقفت أخته خلفه تحاول تهدئته فتقدم ومد يده فأرتبكت المرأه ووضعت المفتاح بيده هتف بعنف " أخرجى من الغرفه " خرجت فأخرج الباب بالمفتاح وتحرك لزوجة والده وضع المفتاح بيدها وقال بحده " غرفه بها ملابسك وذهبك لا تسمحى لأحد بدخولها ومن يفعل يضطر لمواجهتى أولآ " ألتفت وتحدث مع والدته بخفوت ثم أخذ مفتاح من يدها وخرج من الباب ألتفت لى قائلا بصوت مبحوح " سلطان أعطى هذا المفتاح لترف أخبرها أن تغلق غرفه أمى وتعطى المفتاح لأمى " نظرت إليه بعدم فهم " لماذا تفعل كل هذا " نظر لى بأعين متسعه بذهول وكأنه صدمته وفاجعته لم تنتهى بعد قال " أبى كان هناك من يرسل له الرسائل قرأت كم واحده منهم ..... كان هناك من ينتظر موته " أزدردت ريقى بصعوبه وهتفت بحمائيه " سأفعل لكن لا تضغط على نفسك كثيرآ كل شئ سيكون بخير " نظر لى بصمت ولم يرد نظر لى وأنا أصعد وتحرك للخارج صعدت وطرقت على باب الشقه التى كنت أجلس بها مع مرح قبل أن يحدث كل ما حدث فتحت الباب لى ترف كانت ترتدى عباءه سواء وحجاب أسود عينيها متورمتين عزيتها وأخبرتها بما قاله ثائر دخلت وأرسلت لى المفتاح مع مرح بحجة أنها لا تستطيع النزول نظرت لوجه مرح الباكى الحزين أمسكت يدها مع المفتاح وقلت بحنان " لا تحزنى عزيزتى والدك بالجنه إن شاء الله أدعى له فقط " زمت شفتيها وهى تمسح دموعها بيدها الحره وقالت " لم يحضر زفافى من سيجهزنى الآن ؟؟ " لويت شفتاى بسخريه " هل هذا كل ما يهمك يا حظى " رفعت عينها لى وقالت بحده " أنت السبب " تركت يدها وتراجعت بفزع مصطنع فقالت بتأكيد " وجهك فقر ووجه أمك نحس ووجه عائلتك بأكملها دمر حياتنا .... لقد قرأت فاتحتنا أمس فقط " رفعت يديها تمسك رأسها فنظرت إليها وهى بالأسود وقلت " هذا من كآبتك وفمك المقلوب بتعاسه بدون سبب .... أعطاكى الله السبب أحزنى وأنا سأنزل لثائر " دفعتها للداخل وأغلقت الباب .... بنات أخت ثائر جميلات أيضآ ألم أستطيع الصبر لأطلب واحده منهن لكن تنهدت بألم لو كان كتب كتاب لأحتصنتها غصب عنها وهونت عليها . نزلت وأعطيت المفتاح لوالدة ثائر التى لم تتوقف عن الصراخ والبكاء حتى الآن بينما زوجة سالم الملاح الأخرى تجلس بزاويه تبدو حزينه جدآ ... خرجت على أصوات عاليه لأرى معتز يقف أمام ثائر وجهآ لوجه يهتف بعنف " ليس من حقك أن تغلق غرفة أبى " كان قد غادر المعزيين فقال زيد بضيق " وماذا تريد من غرفة أبى " حرك رأسه بجنون " لا دخل لأحد أريد ما أريده " كتف ثائر يديه وقال بصوت مبحوح " أسمع يا معتز غرفة أبيك سنفتحها بوجود جميع أخوتك وأنت لن تضع بها قدمآ قبل ذلك الحين .... زوجة أبيك سأحرمها تدخل الغرفه فقط حتى لا تتهمها بسرقة شئ " وقف زيد بجوار ثائر مؤيد وكأنه ليس الكبير هنا ويجب أن يقول كلمته قال معتز بجنون " لا تجعلنى أقول عما كنت تفعله مع زوجة أبيك و أنك سبب موته عندما رآكما معآ " دفعه واحده من قبضة ثقيف أدمت جانب وجه معتز وقال ببرود " معى بدل الشاهد عشرون أننى نزلت على صراخ زوجة أبى هذا غير الجيران من سمعوا معى وشهدوا أننى بالخارج ومرح أختك كانت مع الست الشريفه ..... أى أنك فكرتك الخارقه هذه بللها وأشرب مائها " أحمر وجه معتز فحرك رأسه موافقآ ونظر لى " أنت خطبتك لمرح لاغيه لا نقبل بصديق الفاشل هذا " رفعت حاجباى بسخريه جائنى الفرج لكن قال ثائر ببرود " أتفاق أبى وثقه بكلمته لن يلغى ..... أهدأ يا معتز وأقتصر الشر لأنك لست ندآ لى أبدآ " نظر إليه معتز بقلة حيله ثم هتف بغضب " حسنآ سأسكن مع أمى من اليوم " أخفض ثائر وجهه وقال بخفوت مستفز " نااام بشقتك .... الشقه التى صرف عليها أبيك وأنت أحرقتها ناااااام بها .... لا تخطط لسلب شقة أمى وشقة زوجة أبيك لأننى لن أتركك تفعلها " أندفع معتز ليضرب ثائر بحقد وغضب وهو يهتف " لقد عدت يا ثائر ولن أغادر أبدآ " دفعه ثائر من صدره وهتف بترحيب فاتحآ ذراعيه " وأنا مستعد لهذا اليوم يا حبيبى ... كما كنت مستعد لوفاة أبى تمامآ " أخفض ثائر وجهه وأردف " العفريت مات يا معتز لكن ما لا تحسب حسابه أنه أنجب ولد عفريت شرررس " تركه ثائر ودخل المنزل وهو يقول لى بجديه " أذهب وأرتاح للعزاء غدآ " حركت رأسى برفض وقلت " سننام معك أنا وهيثم " نظر لى ثم وضع يده بجيبه ودخل بصمت وأنا خلفه أعلم أن ثائر لن ينام لهذا على الأقل سنكون بجواره حتى لا ينفرد بنفسه وقفت بنصف الطريق عندما رأى ثائر زوجته تنزل من السلالم بخمول نظرت إليه للحظه ثم نزلت بخطوات سريعه وأحتضنته وهى تبكى أحتضنها بشده وقال بصوت مبحوح " سامحيه يا ترف سامحى أبى أرجوكى .... أحلفك بالله أن تتمنى له الرحمه والمغفره " قال ببكاء ناعم " الله يسامحه الله يرحمه أقسم أننى لا أتذكر إلا كل خير له يا حبيبى أنت فقط لا تحزن لأجلى " تراجعت بخفه وخرجت أنظر لمعتز الذى يتحدث مع زيد بخفوت شديد حركت رأسى بيأس " يبدو أنك محق يا ثائر "


يحكى أن في العناق حياة(مكتملة)Where stories live. Discover now