الفصل الحادي عشر

12.7K 269 19
                                    

القيد الحادى عشر

*
*
*

وحين تنامين أنت أنا أصبح ' يتيمآ '
ثقيف
بلا شك أننى صخر عديم أحساس لأننى حتى الآن اقف على قدمى أمس كان اليوم الخامس لى الذى أذهب و أتهجم على منزل الكلب راشد وأضرب والده وشقيقيه و ينزعونى الرجال من منزله بالقوه وما يؤكد أن عائلته تتورط معه هو انهم لم يتصلوا بالشرطه لمره واحده حتى وهذا يؤكد أنهم يخشون على ولدهم مما سأتفوه به هناك ولا يمكنهم المغامره بولدهم الفاسق واليوم لم اجد اى فرد من أفراد العائله الكريمه و عندما سألت أخبرنى رجل جار لهم أنهم غادروا المكان ولا احد يعلم أين وجهتهم ... غامت عينى بسواد قاتم وعدت وكلى تصميم على أننى لن أرتاح ويغمض لى جفن إلا وروحه تخرج أمام عينى المصممه وبيدى فقط ... نظرت بين يدى لشعرها الذى غطى ملامحها مع نصف صدرى بألم كيف تحملت وكيف تكون بهذه القوه بعد ما حدث وكيف اعتادت بسرعه على صدرى الذى كان محرم عليها من أيام قليله هذه الليله الخامسه أيضآ الذى أنيمها به كطفله فوق صدرى لم أفعلها وهى طفله ف لم أكن بحاجه ل مواساه أو صبر أو عناق دافئ حتى مع جميله كنت اعطيها ما يكفيها فقط متى ما أرادت أن اعانقها فعلت ومتى ما أرادت أن أبثها أمان تحتاجه كنت لها ففرق السن كان يسبب لها هاجس ولكن كنت دائمآ كنت أعانقها بجمود أو بحنان أبوى لا عاطفه رجل يحتاج لأمرأه وهذا ما أفعله مع سيلا أعطيها كل حنان أبوى يذيب قلبى تجاهها بالرغم من أننى كنت أحافظ على مسافه بيننا قديمآ ليس لشئ إلا لأن جزء منى يتهمها بشكل غير صريح ببقائى على قيد الحياه لا أستطيع مسامحة عمى ولكنى وجدت بها العائله هى رائحة الماضى وهى الخيط الذى يربطنى بثقيف كنته قديمآ وهى سبب تماسك ثقيف الذى أنا عليه الآن ... مازلت أتذكر اليوم الذى ذهبت به للمدرسه بعد أتصال مديرتها بالسيده فتحيه كنت أسير بخطوات سريعه حتى وصلت لمكتب المديره ووقتها عينى وقعت عليها بشعرها المتطاير الناعم وعينيها المشتعله ورماديتها أصبحت تحيطها النيران فمها مزموم بغضب كانت لذيذه بكل شراستها .. علمت يومها أنها ضربت زميلتها وتسببت لها بجرح بجبينها بعد أن ضربتها بحجر ... ولا أحد قادر على أيقافها عند حدها تحدثت مع المديره وخرجت معها للعوده للمنزل وكانت هى غاضبه إلى أبعد حد وأنا أنظر لقمة رأسها من علو بصمت ثم أرفع عينى لأتابع الطريق تسير بجوارى بخطوات صغيره ولكنها عنيفه وقفت على الرصيف ومديت يدى لها لنعبر طريق السيارات كالعاده ولكنها نظرت لى وكتفت يديها برفض فزفرت بخفه وقلت " ماذا بك " رفعت يديها الصغيره وهتفت بصوت طفولى مشاغب " غاضبه لأنك لم تضرب الفتاه بينما هى والدها ضربنى على وجهى " توسعت عينى وأمسكت ذراعها أدرتها بحيث أصبح وجهها لى وتنفست بصعوبه وقلت بتماسك " ماذا حدث " هتفت بالشارع وهى تحرك يديها " ماذا بك .. ماذا حدث .. لماااذا ربنا أعطانى قريب مثلك بينما كل زميلاتى يمتلكن أب وأم و أشقاء .. ويتحدثون كثيرآ لا يسألون ويعاقبون بكلمه أو كلمتين فقط " ضيقت عينى وأنا أنظر لوجنتها والأحمرار الخفيف جدآ عليها قلت بضيق وحزم " أنت أصبت الفتاه ودفعتى الرجل ليمد يده عليك وستعاقبى على ذلك " ضربت بقدمها الأرض و أمسكت خصلتين من شعرها جذبتهم بغل وجنون وهتفت " على ماذا تعاقبنى لأننى لا أب لى ولا أم لأن زميلاتى يغيظونى بذلك .. ماما توحه هى من ستذهب لهذا الرجل وتضربه ولكن أنت ولا مره جلبت حقى أنت فقط تعاقبنى ثم تعاقبنى ثم تعاقبنى لا تجيد شئ سوى هذا " وليته بفائده فهى كالزئبق أغمضت عينى ثم فتحتها وقلت وأنا أمد يدى برفق " هل آلمك " رفعت يدها بلا مبالاه وقالت بعشوائيه " بالطبع فعل يده ضخمه جدآ ولكنه علامة شرف فقد أنتصرت على أبنته الحمقاء " وضعت كفها الصغير بيدى فأطبقت بأصابعى عليه ونظرت يمين ويسار فوجدت الطريق آمن خطوت معها سريعآ حتى وصلنا للرصيف الأخر وهذا طريقنا اليومى للعوده من المدرسه للمنزل لم أتركها يوم تعود برفقة زميلاتها حتى لو غضب الحداد الذى أعمل لديه .. لم أترك يدها كالعاده بعد أن نتخطى طريق الخطر وقلت بهدوء " لماذا لم تخبرينى بأنه ضربك وهو أمامى " رفعت رأسها وأجابت ببساطه " لأنك لن تضربه وعندها سأتألم لان لا أب عندى " ضغطت على أصابعها بحنان أعلم أن عمى ممدوح لو كان موجود لكان قطع يد الرجل وأنا أستطيع ببساطه أن أفعلها ولكن لا اريدها أن تفسد و أيضآ أحافظ على نفسى من أجلها لأننى لا أريد أن أتركها لأى سبب وهى صغيره هكذا .. حتى الموت الذى أتوق إليه لا أريده الآن ..وصلنا للمنزل فتركت يدها وأمسكت ذراعها بحنان ورفق أنحنيت أمام وجهها " أسمعى سيلا .. هل أنت فخوره بى .. فخوره لأننى قريبك " حركت رأسها بموافقه سريعآ فأردفت " إذن نادينى بأبى فأنا أكبر منك على كل حال " زمت شفتيها بتكشيره وحركت رأسها برفض " أنت لست أبى " أبتسمت بمراره ونظرت لملامحها الصغيره " أعلم " تركت ذراعها وقبل أن أفرد ظهرى قالت بسرعه بعد أن أبتلعت ريقها " ولكنى سأقول لك باااا عندما أريدك أن تعاملنى بهذه الطريقه وتتوقف عن عقابى بحبسى داخل الغرفه كزوجة أب شريره" أغمضت عينى وفتحتها بموافقه وضعت يدى على مؤخرة رأسها وزدت أنحناءة ظهرى ووضعت شفتاى فوق جبينها وقبلته بخفه وهذه المره الأولى التى تلمس شفتاى جزء منها لم أفعلها وهى رضيعه حتى نظرت لعينيها وكم تشبه عين جدتى الرماديه القاتمه وقلت " أعدك بأننى ما ان أضعك بمنزل زوجك أننى سأنتقم من الجميع لأجلك حتى لو كنت انت الظالمه ولكن سيلا الجارحى لن تسمح لأحد باهانتها بعد الآن .. " حركت رأسها بالموافقه بأبتسامه ثم قالت " إن كنت أنا من جرحت ونزفت دم.. كنت ستضربها صحيح " أنقبض قلبى لا أستطيع التخيل حتى نظرت إليها وتمتمت " لم أكن سأكتفى بكف واحد قطره من دماء سيلا الجارحى تقوم لأجلها الحروب " أتسعت أبتسامتها وغطت فمها لتخفى ضحكتها الخجوله ثم تمتمت " أنت رااائع عندما تتحدث "

يحكى أن في العناق حياة(مكتملة)Where stories live. Discover now