الفصل الحادي والثلاثون

14.8K 291 14
                                    

القيد الحادي والثلاثون

جميله

حاولت أن أستفزها لتنطق لكنها تلتزم الصمت بشكل مغيظ وهذا بعيدآ عن شخصيتها تمامآ فهذه الفتاه المتمرده المجنونه التى تشع طاقه وحيويه عندما تغضب تتحول لوحش ولا يطول حزنها لأنها سريعآ ما تفرغ غضبها بالصراخ والضرب أو التكسير هذه المره مختلفه فأنا لا أرى سوى فتاه محطمه لكن بعناد غريب ترفض أن تضع بفمها حتى رشفة الماء وكأنها تقول أما ثقيف أو الموت .... شفتاها أصبحتا ورديتنان شاحبتان وهذا غريب عن شفتيها النبيذيه بلونهما الأنثوى الطبيعى .... وجهها شاحب جدآ عينيها أزدادتا أتساعآ نظرت لمظهرها والتى تبدو به صغيرة السن بجسدها المدفون بعباءه منزليه محتشمه تختلف عن ملابسها المكونه من قطع خفيفه غير وقحه ولكنها تجعلها شديدة الفتنه وهذا عندما لا يكون بالمنزل ضيف بالطبع كمراد وزوجته ... أما شعرها قد جمعته بربطه أعلى رأسها جعل من وجهها أكثر نحافه وأكثر شحوبآ و ذبولآ ...مسحت وجهى وتنهدت وأنا أقف بيأس تاركه لها صينية طعام وأعلم أننى سأعود لأجدها كما هى نظرت لباب غرفتها بقلق ثم تصميم لن أقتلها إن كانت قطعت شرايينها بسببى لن أترك خبثى وأنانيتى يتسببا لها بالموت هذه المره كان يجب أن أخبره من البدايه دخلت غرفتى الجديده بالمنزل وأرتديت العباءه ووضعت حجاب على رأسى وجلست قليلآ على السرير أفكر ... سيلا حامل صغيره وجميله وشخصيتها مميزه و يحبها بجنون و ستنجب له طفل ؟؟ عندما أفكر أننى أظلمه بوجودى أراه يتعامل معى بطريقه تجعلنى أشعر وكأننى سيدة منزل وكأننى لى حق هنا رغم مشاعره الواضحه على وجهه رغم تردده بكل مره يقترب بها منى وكأنه ......سيخونها !! حقآ سأظلمه إن قلت أنه لا يعدل بالعكس لكن حبه لزوجته الشقيه المجنونه يجعل كفتها تثقل جدآ لكن منذ متى وأنا أهتم طالما لم يحرمنى من شئ وطالما يحترمنى ويضعنى فوق رأسه فماذا سأنتظر .... كنت بكل أنانيه أحرمه من أن يصبح أب وأبرر بأنه من لا يريد ليرتاح ضميرى لم أصر على زيارة الطبيب لأننى كنت أشعر بأن المشكله بى كنت أعرف أن بعد سهيله لم أحمل لمدة ثلاث سنوات ثم حدث الطلاق بسبب مشاكل مع والدها ومع ذلك كان عقلى يكابر على أن أكون السبب ... لقد ظلمته وها هى الحقيقه تظهر وتحمل زوجته الأخرى ب الشهور الأولى والآن سأتوقف عن التفكير بغباء سأنزل وأخبره بأنه سيخسر طفله سيخسر حلمى و طفلى أنا أيضآ فما تحمله سيلا الآن هو قطعه من ثقيف أى أننى لى به ليس ك حق سيلا به لكننى لى الحق به و أتوق جدآ لأن أراه ....... وقفت وخرجت من الغرفه ثم من باب الشقه تجمدت وأنا أراها تقف على هذا الصندوق القديم وتنظر من النافذه الصغيره جدآ بشرود كعادتها الجديده تختبى خلف الأسوار لتراه دون أن يراها أو يعلم حتى أزدردت ريقى ودخلت للمنزل وأنا أهمس بداخلى ' لماذا أحببته بهذه القوه سيلا لم تتركى شئ لى ليميزنى ليجعلنى أستحق المزيد فحبك له قد فاق تخيلى ' لقد توقعت قبل أمس أنها ستغادر مع مراد أو تذهب للحاج عبدالله بلا عوده ... جلست بالصاله وأنا أنظر للمنزل بأعجاب أنتظر حتى تنتقل سيلا لشقتها لكى أرتب الغرفه لتكون غرفة ضيوف وأضع بها غرفة نومى القديمه وبعدها سأجمع أهلى بيوم ليشاهدوا ما أنا به حتى لا يشكك أحد منهم بنوايا ثقيف بعد الآن ... بقيت جالسه لفتره طويله وأنا أشعر ببعض الغيره من قوة مشاعرها فوقفت بعدما تلاعب الشيطان بى خرجت من باب الشقه وقلت بخفوت " سيلا ما تفعلينه تصرف طفولى وسيؤذى ما ببطنك " نزلت بهدوء وألتفتت بملامح كارهه تصعد الدرجات بخمول وصمت رغم عدم الرضا المرسوم على وجهها تعدتنى ودخلت للشقه .... تظل طوال الليل بهذه الوقفه رغم أغلاق ثقيف لأضاءة الورشه ماذا ترى لا أعلم ؟! وإن أرادت أن تنظر إليه لماذا لا تأكل لتستطيع الوقوف لمده أطول .... نزلت درجات السلم ومن الباب الداخلى الصغير للورشه نظرت إلي المكان المظلم والذى لا يضيئه سوى ضوء النار بينما يقف ثقيف ويضرب على الحديد بقوه بالمطرقه وجبينه يتصبب عرقآ عروقه نافره وجسده صلب لا يغطيه سوى بنطال قماش أسود عضلاته بارزه وصلبه جسده يلمع وسط الظلام تنحنحت فألتفت بحده نظر لى ثم ترك المطرقه ببطئ وهو يتجه للكرسى يجذب من عليه قميصه يرتديه بخفه ثم يضى الأنوار أنحنى وجلس على الكرسى وهو يمسك بالمنشفه ويمسح وجهه وعنقه وجزء من صدره لم يتكلم فقلت بحب " أعطاك الله الصحه حبيبى " لم يرفع وجهه بل لم ينتبه نظرت لصينية الطعام لأجده أكل لقيمات بسيطه لا تملئ بطن سألت " لم تأكل الكثير " قال بأقتضاب " الحمدلله "سكت مطولآ فوضعت يدى فوق فمى ثم أبتسمت وأنا أقترب منه " لقد مرا اليومان ألن تصعد لبيتك وترتاح على السرير بدلآ من هذا الفراش المتعب " أشرت لما يضعه على الأرض من غطاء خفيف و وساده صغيره تنحنح وقال " هل هناك شئ ؟ " ترددت قليلآ قبل أن أقول بقلق " عجزت عن الأهتمام بها كما كنت تفعل لم تأكل لقمه منذ ما حدث أو حتى رأيتها تشرب وجهها شاحب وتبدو متعبه جدآ تتقيأ اللا شئ ومعدتها تؤلمها .... إن كنت لا تعلم أن الشهور الأولى تحتاج لعنايه لا للأنتحار الذى تفعله هذه المتهوره " كدت أن أشتم بنهاية كلامى لكن لن أسعى لخراب بيتى صمت مطولآ عاقدآ جبينه ثم رفع رأسه وقال بحيره " والحل " أزدردت ريقى و قلت من خلف قلبى " أصعد لها هى لن تستمع لأحد سواك " ظل عاقدآ جبينه بشده ويخفض وجهه يفكر وأصابعه تغلق أزرار قميصه بشرود لدقائق طويله حتى رفع رأسه بغضب وقال " أتعتقدين أنها تضعط على للأعتذار " صدمت للمرأه الأولى التى يفكر بها ثقيف بصوت عال ويأخذ رأيي أيضآ أبتسمت وقلت بحب " الله أعلم " ضغط فكه طويلآ ثم وضع أصابعه بشعره وهو ينحنى مفكرآ " حسنآ أصعدى أنت الآن " نظرت لأصابعه التى تجذب شعره بشرود فتقدمت وحملت الصينيه ثم تحركت للخارج وأنا أتذكر وهو يسأل مراد إن كان تكلم مع سيلا لكن مراد لم يكن تحدث معها صعدت للشقه وجلست أمام التلفاز تاركه الصينيه على المنضده أمامى وقد جذبنى مقطع من فيلم عربى قديم أحب متابعته كنت أتابع بأهتمام عندما فتح باب غرفة سيلا وخرجت بخطوات سريعه نحو الحمام تحركت خلفها بقلق لأنظر إليها وهى تخفض وجهها بالحوض بتعب دون أن يحدث شئ قلت بضيق " معدتك لا يوجد بها شئ " رفعت رأسى بعد سماعى صوت خطواته أبتسمت له بحذر وهو ينظر للداخل ويقول بجمود " ماذا بها ؟ " قلت مطمئنه بهدوء " لا تقلق هذا أمر طبيعى يبدو أن حملها ثقيل " لم تنفك عقدة جبينه تراجع خطوه وأستند على أطار الباب ألتفتت لسيلا التى تجمدت تمامآ وأرتجفت أصابعها التى وضعتها على فمها للحظه قبل أن تتقيأ المتبقى بمعدتها الفارغه فتحت صنبور المياه وأنحنت بتعب ودموعها تتساقط بخفه غلست وجهها أكثر من مره وتراجعت تمسك المنشفه وقد أصبحت كقطعة القماش تقدمت وأمسكت يدها فجذبت يدها بأرهاق ونفور وتحركت للخارج نظرت لثقيف والذى كان يبدو عليه الأرهاق هو الأخر ورفعت كتفى بلا حيله فليتصرف هو زفر بخفه وتحرك أمسك معصمها فتوقفت عن الحركه وهو أيضآ لم ينطق للحظه قبل أن يجذبها برفق معه للمطبخ أدخلها به وقال بجمود " كونى بحجم القرار التى أتخذتيه وأثبتى أننى غبى ولا أوزن الأمور بشكل مناسب .... وأعلمى أن لا أحد سيضع اللقمه بفمك هذه المره " تركها هناك وتحرك بخطوات غاضبه خطوت خلفه وأنا أقول كلمات مهدئه دخل غرفتنا فدخلت خلفه ورأيته وهو يجذب ملابس من الدولاب بحاجبين معقودان " تعلم انها صغيره ومتهوره لكنها مريضه أيضآ وتحتاج للهدوء وأنت كنت تجيد التعامل معها دائمآ لا أعرف ماذا حدث لكل هذا فهى حامل أى أنه خبر سعيد لماذا قلب بهم وغم فوق رؤسنا لا أعلم و " ألتفت وأمسك مرفقى وهتف بحده " أقتربنا على ست سنوات معآ وأنت لم تفهمى أننى لا أحب الثرثره وأن تجاهلى لكلامك لأن معظمه بلا فائده هذه الصغيره المتهوره التى تقولين عنها أكبر وأعقل منك يا جميله أنت أمرأه بعقل طفله هل تفهمين هذا " شهقت شهقات متتاليه وأنا أبكى قائله بهدوء " هل أنت سعيد بنفسك وأنت تجرح الجميع ... أنت ذكى بل عبقرى لكن ولا مره كنت متكبر بل لم أرى أكثر منك تواضعآ فإن كنت ستتغير علينا بسبب المنزل الفخم هذا و أنك أصبحت صاحب أملاك فأنا وسيلا وسهيله لا نريد كل هذا لا نريد سوى ثقيف القديم المتواضع " توسعتا عينيه وعندما أعدت كلامى برأسى توسعت عينى بصدمه همست بأسمه برجاء فترك ذراعى وقال بجديه " هل تعتقدين أننى تمسكنت إلى أن تمكنت " حركت رأسى برفض سريع وهمست " أنت سيد الرجال لا تفعل هذا " ضغط أسنانه وقال من بينهم " وأنت لا توزنين كلامك أبدآ لهذا لن أحاسبك ..... أعرف أنك طيبه وأن معدنك نظيف لكن لا تمثلى أنك تدافعين عنها مره أخرى لأن صوتك يقول أنه من وراء قلبك " كنت سأنكر بصدق رغم أنه صادق بما يقول صحيح أننى راضيه وقد تقبلت وجود سيلا لكن جمالها وشخصيتها ومكانتها عنده يجعلوا قلبى يمتعض قليلآ تحرك خارج من الغرفه ودخل الحمام وأنا أمام غرفتى أنظر للحمام والمطبخ المتجاورين وأنا أذم شفتاى من قسوته التى لمستها به يبدو أننى سأمتنع عن الطعام معك يا سيلا !!!!! .

يحكى أن في العناق حياة(مكتملة)Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang