الفصل الحادي والعشرون

11.6K 271 4
                                    

القيد الواحد والعشرون

*
*
*
*
*
*

الحبيب ليس من يُبهرنا من اللّقاء الأول، بل من يتسلّل داخلنا دون أن نشعر وكأنّك فجأة تكتشف أنّه هو الهواء الذي تتنفّسه.

غالب

وقفت أطرق على الباب بعدم صبر قلبى ينبض بثقل فيزداد غضبى مجرد قربى من محيطها يجعل أشتياقى لها يتزايد إن كنت أحببتها كما أخبرت أمى ونورسين فهذا يعنى أننى لم أحب من قبل لقد كانت مشاعرى أتجاه نورسين مختلفه لقد كنت أحب جمالها الملفت تعلقت بها لأنها كانت الأنثى الوحيده التى أتحدث وأتشاجر معها لثلاث سنوات لا يمر يوم تقريبآ إلا وتختلق المشكلات ولكنى كنت أحبها ولا أتخيل أن أعيش بدونها والنتيجه أننى عشت بدونها ومع أمرأه غيرها وكنت سعيد جدآ لماذا إذن أشعر بشئ مختلف تجاه وسن وكأن ما كنت أكنه لنورسين لم يكن حبآ من الأساس لماذا العيش بدونها خانق وصعب إلى هذه الدرجه ... فتح الباب فنظرت لأم وسن وقلت بضيق " أريد أن أرى وسن " أبتسمت بتوتر وأفسحت المجال لى للدخول " أدخل غالب هى بغرفتها " وقفت بالممر و زفرت أنتظرها وهى تغلق الباب تقدمتنى وقالت بخفوت " محمد كان متوتر هذا اليوم أنت تعلم أن وسن هى أبنتنا الوحيده لهذا هو يبالغ بحمايتها " حركت رأسى بأختناق وسألت " أين هو " وقفت أمام باب الغرفه وقالت بحنان " هو بالخارج لهذا لن يزعجكما أحد " أبتسمت وتركتنى أمام الباب وغادرت نظرت للباب بتردد ولا أصدق أنه يفصل بيننا باب واحد فتحته برفق ودخلت ابحث عنها بعينى فعادت نبضات قلبى للجنون عندما وقعت عينى عليها .... كانت تجلس بكرسى نصف دائره معلق بالسقف يتأرجح بهدوء تتكوم بالنصف دائره هذه محتضنه ساقيها مخفضه وجهها شعرها يحاوط كتفيها ووجنتيها تسبل أهدابها بهدوء رفعت رأسها بأنتباه وفتحت عينيها تنظر أمامها بجمود تبدو ك لوحه حزينه ساحره لم تنطق بحرف فقلت ساخرآ " أين التى كانت تشعر بوجودى قبل أن أتحدث " أسبلت أهدابها مره أخرى وهى تنزل من هذا الشئ الغريب وقفت على الأرض ونظرت أمامها قائله " قلت أنك لن تأتى هنا " تنفست بغضب ورفعت يدى لشعرى هاتفآ " عندما أكون متزوج من أمرأه لا تعرف من أنا وما هو أكثر شئ أكرهه....... يجب أن أضغط على نفسى وكرامتى وآتى عندك لنتحدث " أقتربت منها وأخذت نفس مختنق وبتردد " لماذا كنت تبكين " وكأنها تمثال مصنوع من شمع لم يبدو عليها أنها ستفتح فمها فأشتعلت غضبآ وأنا أجد عينى تنظر لكل شئ بها بأشتياق لماذا على أن أكون هكذا أنا أحب ولا أجد من يحبنى أنا أعطى ولا أجد من تعطينى لقد خذلتنى وسن أكثر من أى شخص قد مر بحياتى من قبل لأننى أعتقدت أنها مختلفه وأنها تهتم لى لن أنسى سعادتى وتأثرى عندما قالت أنها بدأت تكن لى بعض المشاعر ردت بهدوء " أين كنت يا غالب " وضعت يدى بجيبى أخفى قبضتى التى تحارب لتجذبها لصدرى وتنهى المشكله " كنت بمنزلنا أنت تعلمين أننى لا أخرج كثيرآ " رفعت حاجبيها كمن وجدت شئ ثم أقتربت خطوتان وقالت " ما هو طعمها ؟؟!! " أقتربت خطوتان أنا الأخر وقلت بغضب " ما هى " أبتسمت أبتسامه لم تصل لعينيها الذابلتين وهمست " الخيانه " صدمتنى الكلمه بقدر بشاعتها فرفعت رأسى أنظر إليها وخطوه أخرى كنت أمسك بذراعها وأجذبها لى بعنف وغضب نفضت جسدها بيدى وصرخت " ماذا تقصدين أنت ..... أى خيانه هذه وكيف لى أن أعرف طعمها " دفعتنى بغضب وهتفت بتأثر وعينيها ممتلئتان بالدموع " لأنك خائن ستعرف كيف تكون الخيانه لأنك دهستنى تحت قدمك بدون أعتبار وكأننى ........... لا شئ " أنخفض صوتها بالنهايه فتوسعت عينى بصدمه فهدرت بغضب " بل أنت من خنتنى ودهستنى وسن لقد فضلتى والدك على وحتى دون أن ترتبين جمله جيده تراعى بها كبريائى وكرامتى وتقنعينى بمنطقك كما كنت تفعلين ... لا تعلمين أن من أمامك ألغى زفافه قبل يوم فقط لأنه رفض أن يبتزه والد خطبيته ويضع شروطه " لهثت بغضب شديد و خلعت سترتى وأنا أشعر بأن جسدى حار جدآ وضعت يداى بخصرى ليتنى ما أتيت هذا الأمر كان سيحله جدى عبدالله بحكمته وأبى بخوفه على وحبه لها وأهتمامه بكلينا ولكن واضح أنها أتصلت بى لتعقد الأمور بقيت أنظر إليها بغضب قالت بأحباط " ليتك أتممت الزواج بشروط والدها وشروطها أيضآ لكنا جميعآ مرتاحين الآن " توسعت عينى بصدمه وأنا أشعر بكلماتها تضرب قلبى بلا رحمه رفعت يدى لقلبى أتلمسه هل هو بخير هل مازال ينبض أم قتلته رصاصتها هذه المره قلت بصوت مختنق مرهق " لهذه الدرجه وسن " أغمضت عينيها فتجعدت ملامحها ببكاء وأتضطرب تنفسها أخفضت عينى للحظه لقد وسعت الألم وعمقت الجرح تحركت بخطوات ثقيله لأغادر ولكن توقفت للحظه وقلت دون أن أنظر إليها " لا أعلم لماذا أنا خائن كما لا أعلم لماذا أراك مخادعه جدآ الآن " وضعت يدى على مقبض الباب لأخرج فلا مزيد من حديث يقال ولكن صوت بكاءها أوقفنى فأضفت ساخرآ " ألم أقل مخادعه.......... كما قالت أمى تمامآ ...... أنت ناعمه وغداره " شهقت بنعومه وقالت بصوت باكى " فلننهى الأمر هنا إذن ..... طلقنى " تجمدت مكانى لوقت لا أعلم مدته ثم ألتفتت بغضب أنظر إليها " ماذا بك أنت ..... هل جننت ..... بهذه البساطه تنطقيها " حركت رأسها بموافقه " نعم يا غالب لقد أحببت شخصيتك .... صراحتك .... ولكننى كنت غافله عن أشياء كثيره أولها أنك .... كاذب " تقدمت وهدرت غاضبآ "ما هذه الوقاحه التى بك إن كنت نسيت أننى زوجك ف على الأقل أحترمى أننى أكبر منك " مسحت دموعها ودفعت شعرها للخلف وقالت هاتفه برقه " لقد أحترمتك كثيرآ لهذا أتألم غالب " حاولت أن أهدأ ولكن الشياطين كانت تقفز أمام عينى أمسكت ذراعيها ووعينى تمر على ملامحها وبصرامه " ما الذى يؤلمك وسن ..... ماذا حدث لكل ذلك " أتمنى أن يكون سبب مقنع لكى أغفر لها ونعود ولكنها أخذت نفس مرتجف وأجابت بسؤال " أين هاتفك ؟؟!" تذكرت أننى ألقيته على الحائط بالشقه وقلت بعدم صبر " بالمنزل وهذا ليس أجابة السؤال ... أريد أن أعرف ماذا حدث لتطلبين الطلاق بهذه السهوله " أبعدت ذراعيها عن يدى وأبتعدت تتحرك بتخبط حتى جلست على طرف السرير ورفعت رأسها تنظر بخط مستقيم " أريد منها أن تدخل المره القادمه الشقه علنآ .... أريد الله راضى عنك دائمآ ...... ما حدث أننى أشعر أننى متطفله على حياتك بدايتنا خطأ لهذا النهايه المنطقيه أفضل من الأستمرار بالخطأ " لم أهتم بالهراء التى ختمت به كلامها ف قد قالت بالبدايه " أريد منها أن تدخل المره القادمه الشقه علنآ .... أريد الله راضى عنك دائمآ " هدرت بغضب وقد فاقت تصرفاتها الحد " من هى التى تدخل الشقه علنآ " هتفت بقسوه " خطيبتك السابقه التى تستغل وجودى بعيدآ وتقابلها بشقتى" فتحت عينى بصدمه كبيره هل هذه وسن حقآ !!!!! جذبتها من ذراعها وضغطت عليه بأصابعى " كيف تتهمين أبنة خالتى بهذه القذاره ...... أقسم أننى إن أخبرت والدى أو عمى ستسقطين من نظرهم جدآ وسيصدمون بك .... كما صدمت " تأملت عينيها اللذان سكبوا الدموع بألم وأضفت " من لعب برأسك الصغير هذا ........... المصيبه وسن أنها المره الأولى التى أشعر بها أن رأسك صغير " شهقت برقه فوضعت يدها على فمها وعينيها الواهنتين غرقتهما الدموع وفاضتا خففت قبضتى على ذراعيها فتنفست بثقل وأخفضت وجهى أضمها لى أخرجت تأوه خافت مشتاق هذه الرقيقه أشعر معها بالكمال تزايد بكائها ولكنها لم تتخلى عن رقة صوتها الطبيعيه فمسحت ظهرها بحنان قبلت قمة رأسها فقالت بصوت باكى مختنق " أشم رائحتها بك حتى ورائحتك رجوليه جدآ بدون أى لمسه أنثويه " ضميت وجنتيها بكفى يداى ورفعت رأسها قليلآ وأبهامى يمسح دموعها هدرت بعدم رضا " إنه عقلك يا وسن يلعب به شيطان ما .... أصبحت عمياء البصر والبصيره وأيآ كان من تلاعب بك ودرجة خباثته فلن اسامحك لأنك صدقتيه " شهقت بأختناق وصرخت بعنف رقيق يظهر أنها تتألم من شئ ما " لقد تعبت من حياتى كلها ... صدمه خلف صدمه خلف صدمه .... يكفى .... لم أعد أتحمل .... أعتقدت أننى عندما أظل عمياء لن أرى شئ يؤرق نومى ويؤلم قلبى ثانيه ولكنى لم أفكر أننى سأسمع ما يجعلنى أفقد الرغبه بالحياااااه ..... ماذا أفعل أخبرنى وأنا سمعت صوت قبلتكما التى لا أعرف عددهااااااا ....... هل أفقد السمع أيضآ حتى لا أسمع شئ يؤلم وارتاح " نظرت بصدمه للألم الظاهر على صفحة وجهها هناك شئ لا أعلمه قلب موازين الواقفه أمامى .... لعقت شفتاى وأنا أشعر بأرهاق شديد ملت برأسى وكررت بأستفسار " سمعت صوت قبله ؟؟!! " أغمضت عينيها وبكت بصمت فقلت بعدم صبر " لم أفهم ماذا تقصدين " حركت رأسها برفض فغضبت حقآ لا أتذكر أننى خنتها كما تقول أمسكت مؤخرة رأسها وهتفت قريبآ من أذنها " أيآ كان ما قد سمعته ف لست أنا يا وسن ...... لا تثقين بأذنك الجباره هذه ... أخبرك شئ أخر لا تثقين بكل حواسك لأن يبدو أن أعاقتك أثرت على كل ما بك "دفعتنى بعنف عنها وهى تتراجع أضفت صارخآ " أنا لست خائن هل تفهمين ولاااا طلاق ليس لأننى متيم بك بل لأنك قريبتى وأنا لن أخسر عائلتى بسببك هل تفهمين .... أنت لى للأبد وتعاملى مع هذا " لقد أستنفذت كل مقدرتى على الصبر اليوم فصرخت مجروحآ منها " وطالما أنت نادمه جدآ على هذا الزواج لماذا قبلت به من البدايه إن كان هدفك ليس سعادة العائله كما يبدو " أجابت وهى تحرك يديها بعشوائيه وكأنها أكتشفت الآن أنها فاقده للبصر " وافقت لأننى أردت ان أكون من هذه العائله " حركت رأسى ولكنى لم أفهم شئ فقلت بأستفهام " أى عائله تقصدين أبى " حركت رأسها برفض عنيف وصرخت ببكاء رقيق " بل العائله كلها يا غالب ... أنا لست من هذه العائله ولا أعرف أبنة من أنا ؟؟؟ لن يعرف أجابه لهذا السؤال إلا أمى " وقفت مكانى كالتمثال نسيت أن أتنفس قبل أن يعلو تنفسى بالتتابع أضافت بأختناق " أنا أعيش لعامان محتاله .... ولكنى لا أستطيع أن أبوح بهذا لأحد فضلت أن أمثل الجهل وألا أحرم من أبى أو أؤلمه " تقدمت وأمسكت ذراعيها أنفضها بيدى أكثر من مره حتى تضحك وتقول أنها تمزح " أنت لست أبنة محمد .... كيف تقولين هذا هل فقدت عقلك ؟!!!!!!!! " شهقت شهقات متتاليه ثم قالت وكأن روحها ستغادر جسدها " نعم أبى عقيم " لم أشعر إلا وأنا أصفع وجهها بشده وأصرخ " لا تنطقيهااااااااا أنت أبنة محمد هل تفهمين ..... أبنته ..... وزوجتى ... هيا معى الآن للمنزل وسأرد لك عقلك " رأيت وجهها يحمر بشكل مخيف وأصابعى تطبع على وجهها بوضوح تحركت يديها بعشوائيه وهى تتحرك بأرتجاف طرق جسدها بالحائط بقوه فتحركت إليها أساعدها ولكنها دفعت يدى بعنف ومررت يديها على الحائط تتحسس هنا وهناك تلمس الأرض بلا هدف ثم تدور حول نفسها وتعود للحائط مره أخرى لم تجد إلا الحائط وهى تسير بجواره تتحسس الجدار بغضب وقفت مكانها وصرخت " أين البااااااااب " ضربت بقبضتيها على عينيها بعنف شديد " ساعدينى دون أن أحتاج لأحد ... لمره واحده لا أريد أن أحتاااااااج لأحد " صرخت ب "اااااه" بألم شديد وهى تنحنى وتمسك بطنها بألم فتسللت دمعه من عينى على حالها وأقتربت منها أحتضن جسدها برفق " الباب كان على بعد خطوتين فقط أنت يأست سريعآ " فتح الباب ودخلت والدتها تنظر إلينا بصدمه تحول إلى خوف وهى ترى وسن منهاره بحضنى " ماذا بها وسن " تمسكت بى وسن وصرخت " لا أريد أن أسمع صوتها الآن ..... أنا اكرهها أكرهها " نظرت لوالدتها المصدومه الشاحبه وقلت " من فضلك أتركينا قليلآ " خرجت من الغرفه وهى غير مستوعبه شئ ضميت وسن لصدرى بقوه أكبر وقلت بأنفعال " لقد ردت عليك عينيك وسن ... لهذا أتركى لعينيك هذا العبئ أيضآ إن أفصحت عن هذا الجنون لأحد سيفقد والدك عقله لن يتحمل محمد شئ كهذا ... أبقى محتاله لفتره أخرى لأجلى " حركت رأسها بأنهيار وتمتمت " لا أريدك ..... طلقنى " أخفضت وجهى وأنا أملئ رئتى برائحتها وقلت بخفوت وقلبى ينشطر نصفين " لك ما تريدين "

يحكى أن في العناق حياة(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن