الفصل الخامس والثلاثون والأخير

20.1K 496 141
                                    

القيد الأخير

يحكى في الحب :
دموع خفيه و دعوات نقيه
ترسل إلى الرب بصدق نيه

نداء

مسحت على فستانى بيدى بخجل قالت أرملة أبى " نداء أحملى الصينيه بحرص لا نريد أى كوارث اليوم أرجوك " أقتربت وأخذت من كل كأس رشفه وأنا أتمتم " لماذا تملئين الكؤس بهذا الشكل " قرصت ذراعى وقالت من بين أسنانها " أملئ الكؤس أم هى معدتك المفتوحه دائمآ " زميت شفتاى فضربت يديها ببعض " حتى أحمر الشفاه بلعته !!!! آثير ستقتلك " أغمضت عينى بحسره نسيت تحذيرات آثير فتحت عينى ونفخت فمى بتوتر وأصابعى تحفر الفستان الجديد والتى جلبته لي آثير فجأه لمعت عينى عندما تذكرت رامى والذى أحلم به طوال الأسبوع الماضى أشعر وكأنه حلم جميل جدآ ... دخلت آثير ونظرت لى بتقييم ثم حركت رأسها بيأس وضعت يدها بجيب فستانها القطنى العسلى والذى ينساب على جسدها بنعومه فجعل منها شديدة الجاذبيه والجمال وحجاب جملى وبوجهها بعض الزينه الغير مبالغ بها أخرجت أحمر شفاه ووضعت بشفتاى بحرفيه " كنت أعرف بأنه سيكون له فائده معى لكى أسير خلفك وأزينك فأنت تأكلين كل شئ " أبتسمت بخجل وقلت " أختى قلبى ينبض سريعآ أشعر بأننى سأفقد وعيي وأخشى أن يحاول رامى ليحملنى فيعجز عن حملى ويتركنى " زميت شفتاى بزعل وكأن ما قلته حدث بالفعل ضحكت آثير ضحكه عاليه فكتمت فمها بيدى سريعآ " ليس وقته ماذا يقول أبا رامى عننا .... منزل راقصات " دفعت يدى وهتفت ضاحكه " راقصات بعينك .... ما سيحدث أن نائل سيقطع لسانى فقط " أبتسمت برقه وأنا أحتضنها لقد أصبحت حياتنا أفضل بفضلها بسبب زواجها من نائل أصبحنا أفضل ماديآ وحتى قطع الجاتوه التى سأموت لألتهم قطعه منها هو من أشتراها يكفى أن وجوده فخر لنا ... كل شئ بحياتنا اليوم أفضل مما كان بوقت خطوبة أشرقت مازلت أتذكر جلوس آثير بعبائه قديمه وسؤالهم الأول ' ألا يوجد رجل نتحدث معه ' لكن اليوم نائل هو من سيتكلم وأنا سعيده لأننى أرى آثير خلف ظل رجل يأخذ عنها القرارات وينظر إليها وهى موجوده يبحث عنها إن غابت يكفى أن ضحكتها صادقه هذه الأيام .... أبعدتنى عنها وقالت بأمر " احملى الصينيه وتعالى ... يسألون عنك كما أن رامى عينه لا تفارق باب الغرفه لا يعرف أننى أسجنك بالمطبخ من نصف ساعه تقريبآ " أبتسمت أبتسامه واسعه وقلبى يرفرف " هيا يا أختى توكلنا على الله " حملت الصينيه بيدين مرتجفتين وتقدمتنى آثير وهى تهمس بالتعليمات حتى لا أسقط على وجهى " والآن أنحنى برفق وضعيها بدون أضرار " قالتها آثير من بين أسنانها قبل أن تجلس بجوار نائل الذى نظر لى بتقييم ثم نظر لوالد رامى وقال " ها هى العروس يا حاج " أبتسم والد رامى وأنا كل تفكيرى بالبرئ الذى يجلس بجوار نائل من الأتجاه الأخر وأشعر بنظراته تجعلنى أريد الأختفاء أو تنزيل وزنى خمسة عشر كيلو على الأقل سلمت على والدة رامى وندى وشقيقتها الكبرى تراجعت وجلست بجوار آثير فقالت ندى بمرح " للمره الثانيه تتجاهلى رامى ... هل أجبرناك عليه او شئ " أندفعت الدماء لوجهى وأنتفختا وجنتاى فقلت " لماذا أتيت معهم موعد نومك مر " ضحك الجميع فأنكمشت بخجل ونظرت نظره خاطفه لرامى الذى كان يخفض وجهه ويبتسم مديت يدى وقبضت بذراع آثير قال نائل بجديه " ما هى خططك للمستقبل " رفع رامى رأسه وأجابه بأحترام " أنا الآن أعمل مع أبى بجوار الدراسه وما إن أتخرج سأعمل بشركه خاصه حتى أكسب خبره وأفتح مكتب بإذن الله " زم نائل شفتيه ثم نظر لآثير بغيظ لحظه ورفع رأسه ينظر لرامى " ومتى الزواج " أبتسم رامى وأجابه " بعد أن أتخرج هذا العام .... وستكون ندا أنهت الثانويه " يا الله على أسمى من فمه هل سينادينى به هكذا سأموووت بالتأكيد ... أنحنى نائل ووضع أصابعه فوق شفتيه ينظر لرامى بتمعن ثم قال ببرود " انت ستتخرج وتضمن مستقبلك ماذا عن مستقبلها هى !!! نداء ستدخل صيدله إن شاء الله " فتحت فمى أريد أن أصحح " طب أس " أكد دون أن ينظر لى بصرامه " صيدله " سكت قليلآ ثم أردف " وسأفتح لها صيدليه لتديرها أى أنها ستعمل بعد التخرج " زفر رامى وتقدم قائلآ بجديه " ما هى طلباتك يا كابتن " قرصت آثير لتتدخل قالت آثير برفق لتخفف التوتر " قل له يا نائل بدون ألقاب لقد أصبحنا أهل " أمسكت آثير بمرفق نائل ولكنه جذبه وقال موجهآ حديثه لرامى " أنا لا أطلب أريد أن أعرف مصيرها فقط هل ستصبح ربة منزل وتوقف مسيرتها العلميه أم ستعينها على ذلك " زفر رامى وقال بعد أن نظر لى " أنا رجل أكملت تعليمى وهذا مالا يفعله معظم شباب الحى وهذا لا يعنى سوى أننى أقدر التعليم وفخر لى ولأولادى أن أختار أمرأه مثقفه ...... لهذا سأقولها أمامكم لتشهدوا على لن أقف بطريق تجاحها أبدآ والجامعه التى تريدها لن أمنعها عنها " كدت أن أحتضنه بسعاده فتح نائل فمه ليتحدث فهتفت سريعآ " صلى على النبى يا نائل ولنقرأ الفاتحه " ضحك رامى بصدمه فشهقت وأنكمشت بأثير بخجل تململ نائل ونظر لى أنا وآثير معآ فأخفض وجهه وهمس بصوت غير مسموع " نداء أبتعدى عن زوجتى ستؤذينها ... وأغلقى فمك الغبى هذا " أعتدل بجلسته ورفع رأسه قائلآ بجديه " أنا أوافق " ضميت شفتاى بقوه حتى لا أنطق لكنى لم أتحكم بيدى التى صفقتها ببعض ولمعان عيونى بالسعاده أمسكت آثير يداى وقالت بحرج " بالحقيقه هى نداء عفويه وتحب المرح " ضحكت والدة رامى " نحن نعرف معدنها وأصلها دائمآ أقول محظوظ من تكون ببيته السعاده متمثله بنداء ووجهها البشوش " أبتسمت آثير بفخر الأم بأبنتها فأدمعت عيناى ونظرت إليها طويلآ ثم أزدردت ريقى وقلت "أكثرنا كانت قربآ منه أبى بل حبيبته وفخره كانت آثير وعندما توفى أكثر من كان مصدومآ كانت آثير لكن رغم ألآمها سرعان ما أستقامت وساعدتنا على تخطى ما حدث تحملت الهم وهى صغيره ... لكن كنت أرى أبتسامتها المزيفه بعد ضحكتها العاليه على أى سبب فصممت أن أضحكها دائمآ وأنا أساعدها بأضحاك الكل حتى أصبح الضحك جزء من حياتى .... حتى إن أحزننى أحدهم أسخر وأضحك " أبتسمت أبتسامه واسعه عندما ضمتنى آثير لصدرها وقبلت رأسى وهى تقول بتأثر " نداء هى روحى وأبنتى الكبرى " تنحنح نائل فرفعت آثير عينيها إليه ولكنه كان ينظر لى بتحذير ففتحت فمى بأنتباه وأبتعدت عن آثير ضاحكه ..... قال نائل بعد أن همست له آثير بشئ " قم يا رامى لتتحدث مع نداء أولآ ثم لنسمع الرأى الأخير لكما " قفزت سريعآ لأهرب لكن نائل قام وقبض على ذراعى هتفت بأرتجاف " يا الله ما هذه السرعه !!!! وتقول بأنك مصاب سأتصل بالمدرب الآن وأخبرهم بأنك تخدعهم " أشار لرامى ليقف وسار بى لغرفة جدتى وأنا لم أتوقف عن الكلام من شدة التوتر " صلى على نبينا يا ولد عمتى نحن عائله محافظه وهذا الكلام ليس بمنزلنا .... اوه صحيح أنت سافرت وخالطت الأجانب ..... لكن هذا ليس مبرر لتتركنى مع رجل بغرفه وحدنا ..... صحيح جدتى هنا ولكن عقلها مات ودفن أيضآ و " " أصمتى يا مزعجه " شهقت بحده وألتفتت حولى لأجد نائل غادر نظرت لجدتى لأجدها تأكل من طبق قطعه كعك عينى لمعت وأزدردت ريقى وهمست " إنها بالشيكولاته " " مااااذااا !! " ألتفتت إليه بفزع ونظرت لوجهه أكاد أن أسقط من نبضات قلبى السريعه ويا للمعجزه لقد كرهت قطعة الكعك أمام نظرته المعجبه اللامعه قال بجديه " ألن نجلس " تحركت خطوه قصيره وجلست على الأرض بمكانى نظر لى ورفع حاجب ثم نظر للوسائد التى تملئ الأرض فتحرك وسلم على جدتى من بعيد ثم حمل أثنين و وأقترب واحده وضعها بجوارى والأخرى جلس عليها قريبآ منى تراجعت فقال " أجلسى فوق الوساده الأرض قاسيه " فتحت فمى الجاف وهتفت سريعآ بأرتباك " أختى تقول أننى لا أحتاج شئ أجلس عليه فأنا أسفنجيه " تلون وجهه وضحك بخفوت ثم قال " أنت مصيبه .... لست سمينه لدرجة تستحق كل هذه السخريه " زميت شفتاى بتردد " لكنى أسخر قبل أن يسخرون منى حتى أتقبل الأمر عندما أصبح بحجم الفيل " لانت ملامحه وقال برفق وحنان " لن تصلى لحجم الفيل بالتأكيد لأننى نحيف وسأهددك بالأنفضال وقتها أو ينزل وزنك فستمتنعين عن الطعام لهذا لا تسخرى من نفسك مجددآ " توسعت عينى بفزع " هل سننفصل فعلآ إن لم ينزل وزنى " ضحك بخفوت وتمتم " لا بالطبع سأكون معك بكل أحجامك فقط سأجعلك تحبين ما أنت عليه نداااا " شهقت بفزع وهتفت " رامى أنا أحبك " كتمت فمى سريعآ فأحمر وجهه ينظر لى بصدمه حاولت الوقوف لكن وكأن الأرض تجذبنى فقال سريعآ " أنتظرى .... ندا " وقفت أخيرآ وأندفعت لجدتى وأحتضنتها وبكيت وأنا أشعر بروحى ستخرج من الخجل .... ظلت جدتى تضرب على ذراعى قائله بأمتعاض " أبتعدى ستكسرين ضلوعى " سمعت صوته خافتآ هامسآ جعل جسدى يقشعر " هناك ضلعآ ضعيف لكنه يتوق ليومآ سينكسر بصدر رحب وهو يضمك إليه .... أنا أحبك أيضآ " لم أسمع بعدها إلا الصمت ثم آثير التى جذبتنى لصدرها تسأل ماذا بى وأنا جامده كالتمثال .

يحكى أن في العناق حياة(مكتملة)Where stories live. Discover now