الفصل الثاني عشر ج١

8.3K 257 15
                                    


الجزء الأول من القيد الثانى عشر

البكاء نافذه نضطر إلى فتحها عندما نختنق

سيلا

خرجت مع زين بعد أن أخبرنى أن سالم الملاح طلب فنجان قهوه والمعلم يجهزها له مرينا على الصيدليه أولآ و خرجنا منها ونحن نضحك وقفنا أمام محل الجزاره وتقدمت بعد أن رأيت فنجان القهوه بين أصابعه يرشف منه رشفتين ويضعه فارغ نظرت لزين الذى نظر لى بدوره وهتف " ابن الطماعه ... لقد ابتلع القهوه كلها ماذا سنفعل !!! " زميت شفتاى وتذمرت " الفنجان كان سيسقط بفمه ايضآ ولكن رحمه من ربنا أنه أمسك به وإلا كان معلمك انهار ... فأنت تعلم كم يعتز بممتلكاته " ضحك زين وهمس بخفوت " ولكنه لم يكن ليطالب به حتى .. فهو يخشى من جبروت سالم الملاح " تنحنحت وضربت مؤخرة رأسه وقلت " المهم ... سنغير الخطه ستضع الحبوب بكوب الماء وإن رآها قبل أن يشرب فنستشهد ولكن إن لم يراها " قفز زين بحماس وصفق يديه وهتف " سيفقد القليل من بطنه السمينه " حركت رأسى بثقه " هذه البدايه ولكن يوميآ سنعمل على تخفيفه حتى يصبح رشيق وتختفى وجنتيه أيضآ .. هيا لنبدأ قبل أن يرانا " تحركت بخطوات واثقه فوقفت أمامه وقلت " أريد ربع كيلو لحمه " رفع شفتيه الغليظتين بابتسامه ووقف بصعوبه وهو يدخل للمحل الكبير فدخلت خلفه وأشرت بيدى ل زين قال بينما هو يتحسس قطعة لحم معلقه " لا أبيع ربع كيلو ولكن لأنك لأول مره تدخلين هنا سأفعل " يبدو طيب عندما يتحدث دخلت أكثر وقلت بسعاده وفخر " زوجى بالعمل وإلا كنت أشتريت أكثر " وضع قطعة اللحم على خشب وقال " أنت متزوجه إذن لقد فكرت ان أخطبك لولدى ولكن لا نصيب " عقدت جبينى وأنا استمع له هل يتبقى عنده أحد غير متزوج سوى ثائر خطيب ترف قلت بقلق " هل تقصد ... ثائر !!!! " أبتسم وهو يلف اللحم ونظر لى وقال " أتعرفينه ... نعم هو ... ألديك صديقه تناسبه وتكون حلوه مثلك "حركت رأسى بموافقه ولكنى أشتعل و يجب أن أعرف كل شئ هل هذا يفسر أختفاء ترف وثائر ولماذا تحذرنا ترف من أن يعرف أنها تتحدث إلينا قلت " نعم لدى صديقات جميلات جدآ ولكن كنت أعرف أنه خطب ابنة خالته " قال بطيبه دون أن تتغير ملامحه " لقد تركها بعد أن أكتشف أخلاقها السيئه وسوء طبعها .. هل تصدقين أنها تريده أن يخرج من المنزل وتحرضه لكى يتعارك معى ومع أخوته هذا وأنا أستقبلتها بمنزلى وفتحت لها قلبى من قبله حتى وهى تتخلى عن ولدى الذى ضيع ثلاث سنوات من عمره لأجلها وترتبط بعصام الرشيدى لم أطردها من منزلى " فتحت فمى ببلاهه هل خدعتنى ترف هذا الرجل لا يبدو لى يكذب أبدآ لقد ظلمه الجميع بالتأكيد فهو يظهر كوحش ولكنه من الداخل حمل وديع مديت له المال وأخدت منه اللحم وقلت بذهول " اممم حسنآ سأختار له فتاه تليق به " تحركت للخارج ولكنه قال " صحيح أنت زوجة من بالحى" همست بأسمه وأنا أغادر " ثقيف الجارحى الحداد " خرجت سريعآ وبشارع ضيق وجدت زين بنتظرنى بأبتسامه عريضه قلت بتفكير " زين أعتقد أن ترف بخطر فهذا الرجل يدمر سمعتها مع الجميع لقد أخبرنى أشياء بشعه عنها ... كما ... كما أنها وثائر فسخت خطبتهم " شهق وقفز برعب " لا لن يحدث هذا ... تروفه حزينه وستكون أكثر حزنآ الآن ... ياإلهى أين ثائر يجب أن آراه " تحرك فأمسكته وقلت بضيق " أنتظر الآن مساءآ سأطرق نافذتها فإن لم تفتح كعادتها الأيام الماضيه سنسأل عليها غدآ بعد أن نعطى هذا الرجل جرعته ... الآن أنتظر لنرى هل سيشرب الماء أم لا " قال بضيق وقد ضاع حماسه " نعم دعينا نرى لقد وضعت له ثلاث حبوب بالماء " شهقت بصدمه " ثلاااااث ... ثلاااااث أم أقل لك أثنين فقط" رفع يده بلا مبالاه وقال " هو ضخم لن يحدث له شئ " تقدمت بمكان أتابع به سالم الملاح دون أن يراه وجدته يجلس ويضع ساق فوق الأخرى بأصبعه يتحسس شفتيه وهو غارق بالتفكير مر وقت وشحب وجهى وأنا أرى صبى القهوه زميل زين يأتى ليحمل الصينيه وحملها بالفعل بكوب الماء وفنجان القهوه ضرب زين ساقى بقدمه بقوه فدفعته بغضب ولكن رأيت يد سالم الملاح ترتفع ويحمل كوب الماء من الصينيه وشرب الكثير منها ثم عقد جبينه وألقى بالكوب كسره وحرك فمه بغضب وكلمات لم نسمعها قلت بغضب " هذا الشيطان لقد ظهر على حقيقته ... أعتقد أن طعم الحبوب ظهر بالماء وهو أعتقد انها مياه الصنبور سيئة الطعم فشتم زميلك " أنتظرنا لوقت حتى شعرنا أن وجهه يتلون وقف سريعآ وتحرك للمحل حاول جذب الباب ولكنه لاقى صعوبه بذلك فتركه وتحرك بخطوات سريعه للمنزل ... قفزت بفرحه " ثائر وترف سيسقطون بالصرف على ما أعتقد " ولكن تقوست شفتاى وأنا أرى زين الحزين نزلت أمامه وأحتضنته فقال " أنا أحب ثائر جدآ وتروفه أتمنى أن أراها تبتسم لمره واحده ... أين هم " أبعدت رأسى عنه ونظرت لعينيه الخضراوان وقلت " أعدك أننى غدآ سيكون لى تصرف .. كفك يا بطل " ضرب كفه بكفى فأغلقت أصابعى على كفه وتحركت معه نعود للمنزل لقد آذن المغرب وثقيف لم يأت لأصطحابى للطبيبه أتمنى أن يتأجل الأمر للغد حتى أحظى بيوم أخر بحضنه قلت بفخر " كيف وجدتنى كزوجه " رفع رأسه وقال بحنق " هل لأنك أرتديت عباءه سوداء ووضعت حجاب بلفه عاديه سيئه وأشتريت بعض الخضروات وربع كيلو لحم تصبحين زوجه ... أنا مازلت لا أصدق أنك تزوجت ثقيف الوسيم الطويل صاحب العضلات القويه " أبتسمت وضربت رأسه " أنت سئ للغايه وأنا لن أسألك على شئ ثانيه " طرقت باب المنزل ووضعت اللحم بيد زين وقلت " هذه لك أسلقها وأطعم شقيقتك وجدك ولا تجعل والدك يتذوقها حتى " حرك يده برفض شديد " لااااا أنا من يشترى لك فأنا الرجل واليوم جدى طبخ لنا عدس طعمه رااااائع " قرصت خده وقلت " أدخل معى إذن نتعلم الطبخ معآ " طرقت الباب ففتحت سهيله وجرت للداخل دخلت سريعآ وأنا أقلد مشيتها فضحك زين كتمت فمه وقلت " أصمت وإلا ضرتى ستغضب " ضحك زين عاليآ ففتحت باب غرفتى ودفعته بها وأنا أحذره " انا لا أخاف منها ولكن تعلم قدره النساء على قلب أفكار الرجال وهى ممكن أن تجعل زوجى يكرهنى " صمت ونظر لمكان بالغرفه فتبعت نظراته وتجمدت وأنا أرى جلسة ثقيف على الاريكه الوحيده بالغرفه موسع ما بين ساقيه ويضع كوعه على ركبتيه ويحتضن رأسه بيديه وعيناه للأسفل اقتربت بتوجس " ثقيف ... هل أنت بخير " رفع رأسه بحده فتراجعت خطوه وأنا أرى عينيه حمراوان ورماديتهم تشتعل بنيران محيطه بها عقدة جبينه لا وجود لها شفتيه مضمومتين بغضب أخفض رأسه وقال بمحاوله للسيطره " أخرج يا زين قليلآ من فضلك " رفع زين عينه لى فأشرت له ليخرج فخرج بضيق أغلقت باب الغرفه خلفه و نظرت لثقيف " لقد خرج " رفع رأسه مره أخرى ولكن هذه المره وهو يقف ويقترب منى ووضع يديه خلف ظهره وسأل " ما هو مفهومك للأغتصاب سيلا " رفعت عينى إليه وارتعشتا شفتاى فعضيتهم وحركت رأسى بأستفهام فتقدم خطوه واحده وأمسك ذراعى وهتف " ماذا فعل لتعتقدى انك فقدت عذريتك " توسعت عينى لأول مره يتحدث معى بهذا الوضوح فدائمآ ما كان ينتقى ألفاظه حتى لا يجرحنى حررت شفتاى وقلت " قلت سنذهب لطبيبه ولم تفعل ... ماذا حدث " ضغط أسنانه فشعرت أنه ليس بخير أبدآ كحالته اليوم صباحآ أسبلت أهدابى عندما هتف " أجبينى .. ماذا حدث بينك وبينه هذا اليوم " أشتعلت عيناى وهتفت " أنت تقسو على .. ماذااا حدث لك " جذبنى من ذراعى بقوه حتى طرقت بصدره وهتف بغضب للمره الأولى أراه بهذا الشكل وهذه القسوه معى " شئ واحد أريد أن أعرفه .. هل كنت تعلمين أنك مازلت عذراء ؟؟ .. هل كنت تعرفين والمآذون يعقد قراننا وهل كنت تعلمين وتصمتين وأنا أحترق يوميآ أمامك " سقطت حصونى ومعها تساقطت دموعى فهتفت بغضب " نعم .. أعلممم ... أعلممم " شعرت بكل شئ توقف حولى حتى الزمن ولكن شعرت بحرقه قويه بوجنتى من كفه الخشنه القاسيه التى لا تتعامل سوى مع الحديد ... كف واحد أسقطنى أرضآ و جعل حجابى يتطاير كف واحد جعل حزن العالم يسكن قلبى وكف واحد وأول من ثقيف جعل قلبى يخفق بعنف وأختناق فظهرت الحقيقه أمام عينى هذا الكف من الرجل الذى أحب ... قرفص أمامى وهو يتنفس بغضب وحزن وقال " لم أكن أعلم إلى اى حد أنت حقوده أنانيه وعدوانيه لقد عاقبتنى لأننى لم أتواجد لأحميك عاقبتنى وأنت تجعلينى أوقع على ورقه أتزوج بها من تربت على يدى من كانت كأبنه لى طيلة الوقت ... عاقبتنى وأنا أنظر إليك طيلة الليل وأغلى كمرجل وأنا أتخيل كيف أنتهكك كيف سرق أحلامى وأحلامك ... نعم كنت أحلم سيلا كنت أحلم بك عروس بالأبيض وبجانبك طبيب من أسره راقيه كما كان سيحلم والدك قبل أن يسقط فوق رأسه جدران المنزل " رفعنى من ذراعى عن الأرض فجلست على ساقى وهتف " هل تريدين أن تعلمين كيف فقدت عائلتى ... لقد وقع المنزل فوق رؤؤسهم لقد رأيتهم وهم يخرجون من تحت الأنقاض جثه خلف الأخرى ودفنتهم واحدآ تلو الآخر بينما كان مهاب الأكبر سنآ بالمشفى يعانى من انهيار ... وأقسم لك لم يحترق قلبى يومها كما حدث وأنا آراكى بغرفة سهيله تخبطين رأسك بالأرض " همست بوهن ودموعى لم تتوقف عن التدفق " لقد طعنت رجل قبلها بدقائق ... لم تسألنى زوجتك حتى قبل أن تفضحنى " أبتسم بعصبيه وقسوه وهز جسدى بقوه وقال " هذا هدفك إذن ... جميله انت تكرهينها إلى حد تتزوجين زوجها دون التفكير بمن يكون لك " صرخت بعمق وقد تحملت الكثير لأننى أعلم مقدار ألمه " أنت لست أبى ... لست أبييييييي ... لقد مات أبى بطريقه قاسيه قبل أن آراه كما أخبرتنى للتو وأنت ولد عمى فقط كمهاب ويجوز لى أن أتزوج منك ومن مهاب إن شئت " بهت وجهه فأبعد يده عنى ووقف ويده ترتجف بغضب تحرك لباب الغرفه وأضاف بصوت حزين " أنا لست كمهاب .. لقد تمنيت أن أكون لك كما أنت لى .. هل تعلمين معنى أسمك ... أنت الموطن سيلا أنت موطنى كنت اعود من العمل للمكان الذى أنت به لا الشقه التى بها ملابسى لأننى فكرت أن الجدران تزول والأشخاص تمووت وأنت .. أنت كل عائلتى .. أنت من ارتدى من أجلها حلة محارب وأقف بدرع أقسم من يتجرأ ويقترب منك أثنين انت موطنى شئتى أم أبيت ... رغم أننى عرفت الحقيقه فقد قتلته سيلا وأنا الآن انتظر الشرطه " صرخت صرخه عميقه برفض قاطع وهو يكمل بقسوه " أنانيتك أفقدتك ولد عمك وأظن أنك ستسعدين و جميله تبكى فراقى وأنا أنال عقابى وأعدم لأننى لم أسمعك وأنت تصرخين بأسمى يومها "

يحكى أن في العناق حياة(مكتملة)Where stories live. Discover now