الفصل الثاني

18K 327 44
                                    

القيد الثانى

أُحبُّكِ ..
في زَمانِ الخوفِ والغُربةْ
أُحبُّكِ رَغمَ أحزاني
ورَغمَ ظُروفِنا الصعبةْ
وإنْ أصبحتُ لا أهلٌ ولا أحبابْ
أراكِ الأهلَ والأحبابَ والصحبةْ

ترف

فركت أصابعى بقوه حتى شعرت أن الدم هرب منهم لم أخرج للأفطار والآن موعد الوجبه الأساسيه عندهم ' الغداء ' لا أريد الخروج دخلت مرح وقالت بتجهم " أنسه ترف السيد ثائر يريدك " أرتعش قلبى وقلت بتوتر " أنا .. أنا .. حسنآ .. ولكن والدك " قالت بجديه " أبى لن يناقش ثائر لأنه يعلم تصرفاته المجنونه .. المتهوره التى تجلبلنا الفضائح " أسبلت أهدابى وأنا أبلل شفتيي الجافه هل كتب على ألا أعلم ما مصيرى .. أريد رصاصه الرحمه شردت قليلآ لأسمع صوت نداء ثائر من الخارج " مرح " خرجت مرح وهى تلوى شفتيها وعادت مره أخرى لتمسك بكفى وتجرنى خلفها للخارج وحقآ هذا ما كنت أنتظره أن أجبر لأنى لن أذهب مسيره أبدآ لمكان به ' سالم الملاح ' خرجت وجلست أمام الطبليه الخشبيه الكبيره المستطيله التى تتجمع عليها كل الأسره رجلان وزوجاتهم وأبنائهم والاب سالم والأم الخاله نجوى وأمى ومرح و لم أرى ثائر ولكن جفلت فجأه عندما أنتفض ابن شقيق ثائر الذى كان يجلس بجوارى رفعت نظرى لأجد ثائر رفع الطفل من مؤخره عنقه ليلقيه بعيدآ ووضع الوساده من يده بجوارى وجلس فوقها رافع ركبته أمام وجهه وقدمه مثنيه تحته فوق الوساده ساد الصمت من تصرفه للحظه والأمتعاض وعدم الرضا واضح فى وجه الجميع إلا أمى المبتسمه ... كالعاده وضعت نظرى بحجرى ولا أجرؤ على الحركه أمتدت كف ثائر من أمامى إلى مرح الجالسه بجوارى ليأخد ملعقتها ويضعها أمامى ويقول " أذهبى لجلب أخرى " قامت مرح بدون نقاش وأنا أمسكت الملعقه وهذا الأهتمام يسرب قليلآ من الأمان بداخلى بدأت فى تناول بعض الأرز الأبيض ورفعت نظرى بقلق أمامى بعد أن شعرت بنظرات تخترقنى وجدت نظراته القاتمه مصوبه على أرتعش كفى لتسقط الملعقه نظرت لثائر أبثه خوفى الذى حرك عينيه على الجميع بعد أن تناول نظرتى بأهتمام ولكنه وجد الجميع يأكلون بنهم بعد أن وضعت أمامهم الخاله فاطمه أجزاء من لحم البط إلا أنا فأنا لم أتذوق اللحوم من مده طويله جدآ حتى أننى لا أتذكر طعمها ... قال ثائر " أمى ترف أين نصيبها " أرتبكت خالتى وسمعت الصوت البشع المخيف يرد " ترف لا تأكله صحيح عزيزتى " حركت رأسى سريعآ موافقه وأصطكت أسنانى ببعض فقط لا أريد سوى الأبتعاد عنه أنحنى ثائر وهمس بمرح " مدلله أنت إذآ " أزدردت ريقى ووضعت ملعقه أرز أخرى بفمى ومضغتها بتلكؤ وكأننى امضغ صخور مسننه مال ثائر وهو يهمس للأطفال بحديث خافت ليهمسوا الأطفال لبعضهم البعض .. ثم عاد ثائر على جلسته يأكل بسرعه لا أعتقد أنه يمضغ حتى ما إن يضع قطعه بفمه يضغط بأسنانه عليها مره أو اثنين ليس أكثر ويبلع قال وكأنه يرمى قنبله " سأذهب للفرح " أنقلب وجه والده بهذا الشكل المخيف الذى يصيبنى بالهلع وهدر بصوت خشن قاسى " ثاااااائر لم تكمل اليوم الثانى منذ خروجك وها أنت كل ما يغضبنى تفعله ..... لا تختبر صبرى لأن النتيجه لن تعجبك " قالها بتهديد صريح جعلنى أرتجف مكانى قال شقيقه بخبث " نعم ثائر أم وسن لم تخبرنا بالموضوع إلا بالهاتف ... والدك كان يجب أن يحضر الأتفاق ف وسن حفيدته وأسم الملاح ليس بالقليل " قال ثائر بغضب " أم وسن شقيقتك يا عديم الدم وحتى لو كل ما حدث خطأ لكن أن نتركها بدون عائله فى فرح أبنتها وأول فرحتها هذه ستكون طعنه قاسيه جدآ لها .... أنا سأذهب وإن لم يعجبنى العريس سأسحب وسن وأحملها على ظهرى مخلصها ... وهذا كلامى النهائى " وقف وهو يتحرك لدوره المياه وأنا شعرت بالبروده تسرى بجسدى والدم ينسحب منه وكأن مصدر الدفئ والأمان تركنى للأبد وضعت ملعقتى وقمت لأهرب للغرفه الصغيره سجنى الغالى ولكن صرخه سالم الملاح الغاضبه جعلت جسدى يتصلب " أنتظرى هنا إلى أن تحملى الطعام وتنظفى المطبخ بعدها " بطاعه وقفت بجوار الحائط وهمست " حسنآ " ثوانى وشعرت بكف مبلله تلتقط كفى بتملك أرتعشت من بروده المياه على كفى الدافئ ... رفعت نظرى لأجد ثائر بملامح لا تقرأ قال بجديه " ترف لن تحمل ورقه هنا إلا بعد أن تصبح زوجتى " حاولت ابعاد يدى عن كفه القاسيه الحنونه بشكل محير ولكنه لم يسمح لى بذلك تحرك بى و عند درجات السلم التى فى أخرها باب غرفه البدروم التى أعيش بها جلس على درجه موسع مابين رجليه وأنا أقف بخوف جذب كفى وجعلنى أمامه أقف بقامتى القصيره يرفع عينيه إلى وأنا كنت أنظر بأى مكان إلا وجهه ... إلى أن قال بهدوء " لماذا تتهربين من النظر إلى " رمشت بأرتباك وقلبى ينبض بعنف ممزوج برعشه أشعر أننى بحصار خانق للحظه واحده أريد أن أتنفس فأستنشق هواء نقى لا هواء ملوث بزفير اى من افراد عائله الملاح أجبت بأرتجاف " نعم " زفر بحده وقال باستنكار " نعم ما هو الذى ' نعم ' أجيبينى ترف ماذا حدث وأنا بالسجن .... لم أعرفك جيدآ صحيح ولكنى أعرف ما يجعلنى أستغرب خضوعك الذى لم ألمس دونه من الأمس " نزلت دموعى بهدوء وحزن مع بعض الشهقات التى جعلته يقف ويلف فيصبح ظهره لى وكفه تتخلل خصلات شعره القصيره نظرت لظهره بحريه من بين دموعى أطول منى بكثير حتى لو نزل عن الدرجتان الذى يقف عليهم وهم ما يفصلونى عنه بينما أنا أقف على الأرض قريبآ من باب الغرفه أسفل السلم قلت بهدوء " أنا أسفه " لف بعنف ونزل الدرجتان لأشهق بخفه طويل وأنا قصيره لا تكافؤ فى الطول اطلاقآ قال بغضب " هل أنت مجنونه .... على ماذا تتأسفى هل أقوم بضربك على رأسك لتستوعبى كلامى وتردى على ما أسأل لا على ما تتخيلى " أنكمشت وأكملت بكائى ليصرخ فجأه " تبآ لذلك " أغلقت فمى بكفى وتوسعت عينى ونظرت إليه أخيرآ كان غاضب حقآ كررت بتقطع " أس فه ... لن أكر رها " أمسك ذراعى وأقترب منى وقال وهو يضغط أسنانه " لن تكررى ماذاااااا " رفعت عينى وعلامات أستفهام فوق رأسى فى الحقيقه لا اجابه عندى أرتعبت أكثر ف رمشت بسرعه قال بقليل من الحنان " أوقفى هذه انها لا تمطر لتقومى بتشغيل هذه المساحات " لمس أهدابى بأصبعه السبابه وتلكأت لمسته وهو يتلمس جفنى بنعومه ليصرخ قلبى طالبآ الرحمه من شده تخبطاته أقترب بوجهه لأجفل أكثر وأتفوه بأحرف لن تجمع كلمه مجرد تمتمه لم أفهمها أنا ... همس بأستمتاع " ماذا قلتى ؟؟!!!! " أرتعش صوتى وبحذر " لا أعلم " أبتعد وضحك بصخب فحررت نفسى الذى كاد يخنقنى وعندما نظر إلى بنظره عابثه مبتسمه حنونه مزيج لا يوجد سوى بثائر هذا الشاب المتهور الذى كنت أكرهه لكن يوم وفاه والدى كان هو من حملنى عندما فقدت الوعى وهو من وجدت به حنان والدى وهو يمر يوميآ على منزلى حاملآ لكل ما يلزمنى انا وأمى لن انسى انه بعد مرور شهرين على والدى فتحت الباب سريعآ لأجده ينهرنى بغضب ان أدخل غرفتى وقتها انزويت على سريرى وأنا أبكى بحزن لأن المره الأولى التى يصرخ بوجهى أحدهم بعدها بلحظات سمعت طرق على الباب جففت وجهى وعندما فتحت الباب وجدت الاضاءه خافته ولكن أمامى كان يقف ثائر و أمى تحت اضاءه شمعه وحيده ويهنئونى ب عيد ميلادى أرتعشت أبتسامتى لأول مره كان يشترى لى أحد كعكه عيد ميلاد وايضآ أول دميه أمتلكتها كانت منه ..... أكرمته بأبتسامه مرتعشه متخوفه بعد الذكريات الجميله على الأقل هو ترك شئ لطيف قال بحنان " حسنآ سأصبر لأجل هذه الأبتسامه .... ها أخبرينى ما رأيك بى بعد السجن أكتسبت بعض الوزن صحيح " فتح ذراعيه بأستعراض نظرت إليه بحذر شديد وترك لي الحريه لتأمله ذقنه حليقه وشعره البنى قصير مصفف بتسريحه عصريه عينيه الزرقاوان الداكنتين تشعرك للحظه أنها سوداء ولكن من يتأمله جيدآ يعلم أنها زرقاء .. جسده الطويل ' للأسف ' بعرض مناسب جدآ له بنطاله المنزلى الرمادى برباط على الخصر من القماش قد تركه بأهمال ليتدلى من تحت الكنزه الصوفيه الزرقاء التى يرتديها فوقه وشراب أسود يغطى قدمه ورائحته نافذه قويه همست بخجل " جيد " لم يرد وهو ينظر إلى بأبتسامه هادئه أرتبكت وأنا أنظر للدرج ألا يأتى أحد ويأخذه ماذا سيعتقد الجميع وكأن ربنا أستجاب إلى فى الفور فقفزات الطفلين على الدرج وهم ينزلون بشقاوتهم المعهوده جذبوا أنتباهه ووقفوا أمام ثائر الذى قال " أين البضاعه " ليجيبه ابن شقيقه زيد الكبير " المال أولآ " لمعت عين ثائر ليضع كفه بجيبه ويخرج ورقه ب خمسة جنيهات ويحركها أمام وجهه ليبرز الطفل ما خلف ظهره والذى عباره عن رغيف عيش بداخله شئ تمت عمليه التبادل ليقول ثائر " لقاءنا غدآ بنفس المكان " ليصعدوا الطفلين الدرجات بسعاده وهم يتناقشون بصوت مرتفع أعطانى ثائر ما أخده منهم وقال وهو يغلق كفى على الرغيف " أنهيه قبل أن تأتى خالتى " أبعدت كفى بالرغيف وأنا أفتحه لأشهق بخفه قطعتين من صدر البطه من الواضح أنهم نصيب الطفلين ... أشفقت على نفسى فتكونت الدموع بعيناى ليقترب ثائر ويقول بحنان " لا تبكى حبيبتى أنا أعلم انك تأكلين لحم البط ... أبى كريم لكن قاسى قليلآ وأعتقد أنه يخرج قهره من سجنى بك " لم أرد ف سيره والده مع ' حبيبتى ' هذه التى نطقها والحديث عن سجنه كلها أشياء لا رد لها عندى سوى الدموع ولا أريد أن أبكى ثانيه بعد صمت طال وهو لم يتحرك قلت بعدم تصديق وبصوت خافت " أشتريت طعام الأطفال ... حراااام " قال ببساطه " لا تقولى أطفال من فضلك .. انهم عصابه " تمنعت بحزن " ولكنى لا أريد " قبل أن يرد كان يأتى صوت جاد عريض " ماذا تفعلان " نظرنا أعلى درجات السلم لنجد مرح متجهمه قلت بخجل " لا نفعل شئ " نقلت نظراتها بيننا وبضيق " أيآ كان ما تفعلاه فإنه لا يجوز " نظرت لثائر لأجد ينظر إليها باستنكار فى النهايه حرك رأسه وقال " بالمناسبه ترف أمس لم تسلمى على واليوم أمسكت يدك ولم تعترضى ... لماذا " فى الحقيقه مرح هى من تدخلت ولكنى لن أقول ذلك بكل تأكيد ولا أجد مبرر قالت مرح بجديه " أنا من قلت ذلك ف سلام الرجل للمرأه لا يجوز وكنت أخدمها ولكنها بلا مبادئ هذه القصيره " حرك ثائر رأسه بتفهم " امممممم لا يجوز ... أخبرتينى " كان يحرك رأسه حوله فجأه أنحنى ليلتقط طرف خفى المنزلى وجذبه من قدمى وبحركه سريعه قذفه ليضرب بجبين مرح شهقت أنا بينما هى تركت المكان وهى تتحلطم لأن على ما يبدو ان ثائر لم يكتفى قال بغضب " ياالله لم أرى بحياتى كم النكد هذا بأنسانه واحده وللسخريه أسمها مرح " رن هاتفه المحمول أخرجه من جيب بنطاله وأجاب بأمتعاض " نعم يا صديقى ... ليس وقتك أنت الآخر " أنفرجت أسارير وجهه ليردف بعدم تصديق " أقسم ؟؟؟ حسنآ أنا أت حالآ " أغلق الهاتف وهو بيتسم بسعاده واضحه قال بحماس " لن تصدقى لقد وجدت ' جوكى ' أخيرآ ... انه كلبى يا ترف الذى تركته وعمره شهور هذا الذى ولد ليله خطوبتنا " أبتسمت بحنين لهذه الليله الذى ترك سهرته معى بمفردنا بعد مغادره الضيوف وذهب لأن كلبته تلد وهذه الكلبه الأم توفت وهو بالسجن بعد أن بصمت بحزنها على فراقه بكل مكان والكل يقول أن الحزن هو من قتلها ويوم وفاتها كان حداد حقيقى بهذا المنزل فالكل كان يعشقها لهذه الكلبه قلت " الحمد لله " أقترب فجأه وهو يرفع كفى وقبل باطنه بقوه حتى قبلته أصدرت صوت جعلت جسدى يرتعش من ملمس شفتيه الحمراء على كفى قال بحب " أنت أول من سيراها يا وجه الخير .... إلى اللقاء تروفه " تحرك بخطوات سريعه نظرت إلى ظهره وأنصدمت وقد ظهرت جزء من ملابسه الداخليه من تحت البنطال هل هو من هؤلاء الشباب ولكنه كبير بالسن عمره تقريبآ 31 عامآ لا لا هو لن يتعمد ذلك بالتأكيد ... تحركت لغرفتى بخوف وكأن الأمان غادرنى جلست على السرير المنخفض الصغير وفتحت الرغيف ... أخدت قطعه لحم ووضعتها بفمى ومضغتها ببطئ رغم مرور فتره طويله لم أتذوقه بها لكن وكأننى فقدت حاسه التذوق لا أشعر بالتلذذ الذى يبدو عندما يأكل شخص ما ما يعجبه لم تعد تفرق لدى قطعه عيش أو خروف مشوى بالنهايه كله وسيله لأعيش وأتعذب ... وضعت قطعه أخرى بفمى وأنا أغلق أصابع كفى على مكان قبلته وكأننى أريد الأحتفاظ بها ... دخلت أمى فحاولت مرتبكه أخفاء الرغيف ولكنها رأتنى وتقدمت تحمله وتلف العيش جيدآ على اللحم
وتقضم وبتلذذ وهى تمضغ قالت " لقد كنت أشتهى الكثير من لحم البط وشقيقتى بخليه إلا على أبنائها وزوجها ... من أين لكى هذا " أنخفض نظرى لو علم ثائر سيغضب جدآ .. قطعت جزء صغير من نهايه الساندويتش ومدتها لى وهى تقول وبفمها الطعام " كلى وجهك شاحب " قمت ببطئ وأنا أتجاهل كفها الممدوده وتحركت لأجلس ع الأرض بضيق ... مرت دقائق و فجأه أقتحم الغرفه بجسده الممتلئ ليقف أمامى بغضب ... أرتعش جسدى بقوه وهو يقبض على ذراعى ليرفعنى عن الأرض ويهدر بغضب وعيون حمراء كعيون الشيطان بل هو الشيطان بكل ما فيه " ماذا تفعلين أخبرينى ... هل ستتزوجيه حقآ .. ألن يعلم برأيك بعد الزواج .. هل تنوى أن تجعلينى أخسر ولدى للأبد " حركت رأسى برفض أريد أن أفارق هذا المنزل ولكن ليس ل عصام ولا أى رجل ... لم يعد الزواج مناسب لى لن يقبل أى رجل حتى لو أتهمت سالم الملاح .. فالرجال لا يريدوا سوى ... أنهى تسلسل أفكارى وهو يقول بحده وأمر " سترفضيه بقوه وتجعليه ينفر منك .. لا أريد وجه الملائكه هذا معه .. أخبريه أنك تريدى عصام " حركت رأسى بموافقه وهمست " سأفعل " أهتزت وجنتيه بغضب هز قلبى معه بخوف لا مثيل له نظر إلى قليلآ وقال " سيعلم من وجهك أن هناك من قام بضربك بكل تأكيد " كنت سأهمس بالحمد ولكن قبل أن أستوعب كان قد دفعنى من رأسى لأسقط على الأرض ورفع قدمه بحذائه وقال " قبليه " نزلت دموعى وأنا أرتعش بأنكسار ولم أفعل ل يضرب حذائه بأمعائى بقسوه أرتج لها جسدى بأكمله وفتح فمى طالبآ للرحمه وكأننى سأخرج ما ببطنى من فمى ولكن لم يخرج سوى الهواء والصوت المكتوم المتألم ...قرب حذائه من فمى فلم أفعل ليرجعه للخلف ويدفعه مره ثانيه ولكن على صدرى هذه المره بعد أن حاوطت بطنى بكفى شهقت بالهواء وأخرجت صرخه متوجعه منخفضه ..... طرق على فمى بطرف حذائه أكثر من مره برفق وكأنه ينبهنى عن مكان الضربه الثالثه .... بكل ألم وخضوع مددت شفتاى المكتنزه قبلت حذائه ... بصق على وتحرك للخارج ليهتف " زواجك به نهايتك يا ....... " ارتجفت من بشاعه ألفاظه و أنكمشت وأحتضنت جسدى أقتربت أمى بعد أنا أغلقت الباب خلفه أنحنيت لتساعدنى ولكنى أبتعدت عنها وأنا أجلس وأحتضن ركبتي وأتحرك للأمام والخلف برتابه ونظرتى متوسعه مصوبه على الأرض بت أكرهنى ولا أطيق حتى النظر لنفسى بالمرآه لقد سلبوا منى كل شئ ما إن دخل ثائر السجن وكأننى أنا من تسببت بذلك أليس شره وجنونه هما المتسببان قالت أمى بتعاطف " لا تستمعى له خلاصك بثائر .. غضب سالم ماهو إلا علم بشر ولده و عناده ورغبته بك يعلم أن طالما ثائر يريدك لن يثنيه شخص عما يريده ..... سالم كالذى ينتفض وهو يعلم بحتميه موته ... كونى ذكيه لمره ولا تستمعى لهذا الرجل " نظرت إليها بكره عميق ووقفت وأنا أتحرك للسرير المنخفض لأنكمش فوقه كالجنين وجذبت قماش الغطاء الخشن الذى أشعر به ينغز بشرتى بخشونته أسبلت أهدابى بسكون وسؤال واحد يطرق باب عقلى بتلكؤ ' متى سأغلق عيناى للأبد !!!!!! '
........................................................................................................................
..............................

يحكى أن في العناق حياة(مكتملة)Where stories live. Discover now