XXVII

5.3K 399 386
                                    

M O N S T E R 2 7
_

|الكاتِبـة .|


سيارتهم السوداء تسيرُ بسرعةٍ عاليةٍ نسبيًا في طريقٍ وعرٍ على حافةٍ إحدى الجبال، الظلام يُحيطُ بهم من جميع الجهاتِ و كل ما كان يُنير مسارهم هو كشافاتُ سيارتهم القوي، الجو هادئٌ للغايةِ منذُ خروجهم من ذلك المنزلِ، فقط أمرها بإتباعِه و هي قد نفذت بصمتٍ و لم تُحاول اعادةَ قبعته له .

أصوات انفاسهم كل ما قد شغلَ السيارةِ، أدارت وجهَها لتُقابل جانبِه الأيمن، مُريحًا جسدَه فوق مقعد السيارةِ الرياضيةِ الفارهة، ذراعه اليُمنى موضوعةٌ فوقَ المقبضِ و الأُخرى مُستريحةٌ فوقَ حافةِ النافذةِ المُغلقةِ بجانبه، أنظاره الهادئةِ مُتسلطةٌ على ما امامه بتركيزٍ، و لكن ما لفت انتباهَها كانت قد رأته قبلًا برزَ على حافةِ عنقه خلفَ اذنه، يبدو انه قد قصرّ خصلات شعره التي كانت تُخفيه لذا هو بارزٌ تلكَ المرةِ .

لماذا قد يحفرُ كلمةَ مثل تلكَ على جسده ؟ كانت حروف كلمةِ وحشٍ بالتدريجِ من الأعلى للأسفلِ بخطٍ بارزٍ، لما هو مُتعلقٌ بلفظٍ كهذا ؟

ما ان شعرَ بتحديقاتها لم تنزاح من فوقِه حتى ادار وجهَه في حركةٍ سريعةٍ رافعًا حاجبه بخفةٍ اي بمعنى "أهناكَ خطبٌ ما ؟"

اتسعت حدقتاها بخفةٍ لحركته المُفاجئةِ ثم قابلته هي برفعها لكلا حاجبيها أي بمعنى "لا شئ ."، ثُم أدارت وجهها للأمامِ مرةً أُخرى على عجلٍ، و كانت تلكَ حركةً لطيفةً منها ألا انه زاد رفعًا لحاجبه مراقبًا إياها .

تفحصها سريعًا محاولًا إستنباط أيي خطبٍ بها و في ذات اللحظةِ التركيز على القيادةِ حتى وقعت انظاره فوقَ كفيها اللذان يقبضانِ على ما قد صُنع من القُماش، ضيقَ اجفانه قليلًا في حيرةٍ حتى تعرّفَ على ما تحمله معها .

انها قُبعته، و التي ظل يبحث عنها بعد تلكَ الحادثةِ لأن چونجكوك هو من أعطاها له لذا هي كانت غالية على قلبه، و الذي كثيرًا ما سأله چونجكوك عنها فكان يغيضه بأنه قد اضاعها، و لكن تلك المرةِ بالفعل لم يكن يستطيع ايجادها .

لكنها الآن تقبع بين اناملها .

"تلكَ تخصني ." نبس مُسلطًا انظاره على الطريقِ امامه و ما ان شعر بإلتفاتها المُفاجئِ حتى ادار رأسه هو الأخر مُراقبًا تشتُت حدقتيها اللتان تدورانِ في إتجاهاتِ مُختلفةِ .

لما هي مُتوترة ؟ لم اعتادها هكذا ؟ سؤالٌ قد طرأ عقله مُراقبًا افعالها المُتخبطةِ .

"لقد غسلتها لكَ من الدماءِ ." وضعت القبعة السوداء فوقَ قدمه اليُمنى القريبةِ من مقعدها في حركةِ خاطفةِ و كأنها كانت مُكلفةً بشئٍ و ارادت انجازه على عجلٍ .

ناظر تلك القطعة القُماشية النظيفةَ الموضوعة فوق فخذه بصمتٍ و سؤالٌ اخر حارب السؤال الأول بإستولائه على عقله، لما هي لينةٌ تجاهَه ؟

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jun 04, 2021 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

𝐌𝐎𝐍𝐒𝐓𝐄𝐑 | 𝐊𝐓𝐇Where stories live. Discover now