XXI

3.6K 426 146
                                    

M O N S T E R 2 1
_

|إيڤانچلين .|

إستيقظتُ على صوتِ قرعٍ خافتٍ على الباب الخشبي، رفت أجفاني بثُقلٍ لكمِ النعاس الذي يُهلكهما، آهٍ كم أفتقدتُ نومةٍ هنيئةٍ كتلكَ .

صدرَ صوت القرعِ مرةً أُخرى ألا انني قد أنتفضتُ فزعًا ما أن تذكرتُ أخر أحداثٍ قد مررتُ بها، أينَ قد ذهبَ ؟ مررتُ أنظاري سريعًا على الشقةِ الصغيرةِ حولي أمِلةً أن أجدَ أيي شخصٍ يُشاركني تنفسي في ذاكَ المكان ألا ان أملي قد اندثرَ ما لم أجد أحدًا منهم، و قد جفَ حلقي برعبٍ ما أن ضربت قطرات المطر فوقَ النافذةِ بجانبي بوتيرةٍ مرعبةٍ .

إستقمتُ متقدمةً للبابِ بحذرٍ، أشعرُ بكفوفي تتعرق، قدماي تخطوانِ فوقَ الارضيةِ عاريتان كالهلام، قبضتُ على سُترته التي تُحاوط جسدي بخفةٍ محاولةً عدم أصدار أيي صوتٍ يُشير لوجود شخصٍ ما بالداخل، وضعتُ أُذني فوقَ الباب الخشبي و كل ما قد سمعته هو تلكَ اللهثاتِ المُنهكةِ و الأنفاس المتخبطةِ مع بعض الأناتِ الخافتةِ تكادَ تكون غيرَ موجودةٍ .

رفعتُ رأسي مُمركزةً أنظاري لتلكَ العين الخفيةِ فالبابِ محاولةً التعرفَ على ذاكَ الشخص خلفَ الباب، شهقةٌ خائفةٌ تركتَ ثغري المُرتعش و أتجهت كفي سريعًا لمقبضِ البابِ فاتحةً إياه بحركةٍ سريعةٍ، كل ما قد واجهني تلكَ اللحظةِ ذاكَ الجسد الذي قد رمى بثَقلِه فوقي، إلتقطَه رُغم ثقل جسده فوقَ جسدي لقد كان في حالةٍ يُثرى لها، انا أيضًا كنتُ بحالٍ يُثرى لها لرؤيةٍ مشهدٍ كهذا .

"أوه يا إلهي يا إلهي !! ماذا حدثَ لكَ !!" صرختُ بضعفٍ مُحتضنةً جسده المُغشى عليه محاولةً موازنة نفسي حتى لا أقع انا و هو، و قد أستشعرتُ كم الخوف الذي قد غلّف جملتي، انه يحتضر !

دماؤه قد إفترشت الأرضيةَ البيضاء بينما هو بينَ الوعي و اللاوعي محاولًا إلتقاط أنفاسه الثقيلةَ كثُقل صدري في تلك اللحظة، أجفانه ترفُ بضعفٍ و قد فقدَ التحكم في أطرافِ جسده الوهنِ، وجهَه الذي أعتدتَه لعوبًا مُلطخٌ بالدماءِ القاتمةِ، ملابسه مُبتلةٌ إثرَ الجو الماطرِ خارجًا، سُعالٌ حادٌ قد صرخت به رئتيه ما أن وضعته فوقَ الأريكةِ و جرحَه الذي برزَ على جانبه الأيسرِ لا يكفُ عن ذرف دمائه .

الدموع قد غزت أعيُني لمظهرَه المثير للشفقةِ، انقبضَ صدري، أنفاسي قد إنتُشلت بينما أطرافي لا تكفّ عن الإرتعادِ بالإضافةِ للجوِ الماطرِ خارجًا الذي لا يساعد إطلاقًا على هدوئي بل يزيدُ رهبتي أكثرَ فأكثرَ، أشعر أنني على حافةِ الأنهيارِ ..

وقعت الحقائب البلاستيكةِ التي كان يحملها بينَ يديه بجانبه و التي قد جذبت أنتباهي للمرة الأولي، أدارَ رأسه تجاهي و قد لاحظتُ تلكَ الكدماتِ العنيفةِ التي قد أشابت ملامحه .

𝐌𝐎𝐍𝐒𝐓𝐄𝐑 | 𝐊𝐓𝐇Where stories live. Discover now