XVIII

4.8K 486 65
                                    

M O N S T E R 1 8
-

|الكاتِـبة .|

أنقضى الليلَ سريعًا ألا ان تايهيونج لم يذُق طعم النومِ ليلتها، وسطَ تياراتِ الهواءِ و ظُلمةِ الليلِ قد قضى وقتَه حارسًا ما حولَه و مُجمّعًا أفكارَه، مُراقبًا النجومَ التي كانت تتوهجُ في عتمةِ الظلامِ باحثًا عن الهدوءِ و السكينةِ، دارِسًا خطتَه المُحكمةَ التي تسيرُ بسلاسةٍ حتى الآن .

تنهيداتٌ مُثقلةٌ كانت تترُك ثغرَه ما ان يلمح طيفها يمرُ بمخيلتَه، تلكَ الهيئةَ المُنكمشةَ حولَ نفسها برُعبٍ، حدقتيها اللتانِ أحرقت قلبَه ما أن ناظرته بخوفٍ نافِرةً من لمساتِه و صوت شهقاتِها كان يتخبّطُ بينَ جوارحِ عقلَه مُثقلًا همَه أكثرَ فأكثرَ .

ما أن أنقشعت السماءَ و بدأت حربها مع قُرص الشمسِ الذي يُجاهد ليتخطّى الأُفقَ ناشِرًا خيوط ضوئَه مُنيرًا الدُنيا، حتى قد أستيقظَ چونجكوك فارِكًا خُصلات شعرَه مُتثائبًا مُشاركًا إياه الأجواء الصامتةَ بتذمُرِه، لاحظَ إستيقاظ الأخرِ ألا أنّه لم يُكلّف نفسَه بإلقاء التحيةِ و الأخرِ أيضًا قد تجاهلَه تجنُبًا لسماعِ ثرثرتِه .

إستقام المُتذمرِ متجولًا فوقَ سطحِ القاربِ مُراقبًا الأجواء الصباحيةَ و لونُ المناخِ الداكنِ إثرِ إنتهاءِ الليل و بدايةَ صباحٍ جديدٍ، تفحّصَ مُحرّكِ القاربِ و قد لاحظَ ايضًا إقترابِهم من وجهتهم .

ما أن سئِمَ الصمت حتى إستدارَ متوجهًا حيثُ المستلقى مُتخصرًا و رافِعًا إحدى حاجبيه بإمتعاضٍ، الوضعُ بأكملِه لا يروقُ له .

"هيي مرحبًا متأسفٌ لمقاطعةِ تأملكَ للفراغِ ولكن الا تودُ أن نتناقشَ بتلكَ اللعنةِ التى تحدثُ حولنا مثلَ الأُناسِ !!" بدأ حديثَه مُمتعضًا إلا أنّ نبرتَه قد مالت للحدةِ مُنهيًا حديثَه، محاوطًا القابع بإحدى اركانِ سطح القاربِ بنظراتِه الحادةِ .

مُستلقيًا محاولًا الحصولَ على بعضِ الراحةِ من الأحداث المُتتاليةِ و أفكارَه التي تُقيمُ الحروبَ بجوارحِ عقلِه المُكتظِ ألا ان لعنةَ حياتَه المُلقبةِ بـ "چونجكوك ." لم تسمح له .

"ماذا ؟" تنهدَ المعني بنفاذِ صبرٍ لعلِمه بالقادمِ إلى أنّه فقط يجبُ عليه مُجارتِه فالحديثِ .

"تايهيونج، الفتاة ." إستفسارَ بإمتعاضٍ و قلةِ صبرٍ محاولًا كسبَ أيُ معلومةٍ من الأخرِ الذي يُمدد جسدَه فوقَ أحد المقاعدِ محاولًا الحصولَ على قيلولةٍ لإكمالِ يومِه المُرهقِ .

"ماذا بها ؟" تنهدَ للمرةِ الألفِ غير راغبٍ بخوضٍ تلكَ المُحادثةِ لأنّه و لأولِ مرةٍ في حياتِه لا يستطيع حلّ مُشكلةٍ ما، هو فقط لا يعلم .

𝐌𝐎𝐍𝐒𝐓𝐄𝐑 | 𝐊𝐓𝐇حيث تعيش القصص. اكتشف الآن