XIV

5.3K 540 178
                                    

M O N S T E R 1 4
-

|الكاتِـبة.|

تقلّبت بِضجرٍ وسطَ أغطيةِ الفراشِ و رّفرفت جفنيها بِضيقٍ لِشعورِها المُفاجئ بِذهابِ النومِ عن جفونِها، أنتفضَ جذعها ساندًا إيّاها مِن مقبعِها الذي كانت تقبعُ بِه، أمتدّت أناملها لِتفرُك خُصلاتِها البُنيّةُ بِخفةٍ.

خطَت قدميها العاريتانِ على الأرضِ الخشبيةِ بخمولٍ واضحٍ، بعدَ لحظاتٍ مِن الجُهدِ قد أستقامَ جسدَها كامِلًا مِن فوقِ الفراشِ، مُزيحةً الأغطيةَ بعيدًا عندها.

بدأت تخطو خطواتٍ بسيطةٍ إلى بابِ الغرفةِ وسطَ ظُلمةِ الغرفةٍ لولا تصبُغ السماءِ باللونِ الأزرقِ الفاتحِ المُعكّرِ بِاللونِ الأسودِ دالًا على قُربِ بزوغِ الشمسِ.

أدارت مقبض البابِ للأسفلِ قليلًا لِيُفتحَ مُفرجًا عن ظُلمةِ ممرِ الغُرفِ الضّئيلِ، أثارُ النومِ باديةً و بشدةٍ على ملامِحها، ساقاها الخامِلتانِ تتصادمانِ مع الأرضِ بِخفةٍ باحِثًا عن وِجهتِها.

أكملت رحلتَها الضّئيلةُ تجاهَ المطبخِ ناويةً أرواءَ ظَمئها، و بالفعلِ قد وصلت لِوجهتَها باحِثةً وسطَ أرفُفِ الثّلاچةِ عن زُجاجةِ ماءٍ لِتُنهي ذاكَ الموضوع.

أغلقت باب الثّلاچةِ بعد أن أسقت جسدَها الذي كان يحتضرُ لِرشفةِ مياةٍ، ثُم ترجّلت خارجَ المطبخِ لِيقعَ تحتَ أنظارِها أبوابُ الشّرفةِ الزّجاجيةِ المُغلقةِ التي تمنع وصولَ هواءِ الفچرِ لِتسللَ داخلَ الكوخِ، الأريكة الخارجية فارغةً أي أن الشابيينِ غير متواجدين بالأرجاءِ .

لاحظت صراعُ قُرصِ الشمسِ على البزوغِ مِن خلفِ الأُفقِ لِينشُرَ خيوطُ ضوئِه كاسيًا بيها ثنايا أمواجُ البحرِ مُعلنًا عن صباحٍ جديدٍ .

عادت لِممرِ الغُرفِ المُظلمِ و أكملت طريقها لِغُرفتِها و كادت تُديرُ جسدَها جهةَ اليمينِ حيثُ تقبعُ غرفتها ألا أنّها لمحت شيئًا لفتَ أنتباهَها، لِتتراجع كفّها التي كانت مُقبلةً على فتحِ مقبضِ بابِ غُرفتِها تزامُنًا مع أخذَها خطوةٌ للخلفِ مُديرةً جسدَها تجاهَ ما لفتَ إنتباهَها.

الغُرفةِ، الغُرفةِ التي حذّرها مِن عدمِ الإقترابِ منها الواقعةِ بنهايةِ رواقِ الغُرفِ، مفتوحةٌ؟

إقتربت بِخطواتٍ مُترددةٍ تجاهَ الغرفةِ مُتذكرةً تحذيرَه لَها بعدمِ الإقترابٍ منها، ظلّت تقتربُ جهةَ البابِ المفتوحِ الذي يصدرُ مِن خلفِه ضوءٌ بُرتقاليٌ خفيفٌ مائِلٌ للأصفرِ مُنيرًا بُقعةً صغيرةً مِن تلكَ الغُرفةِ الحالكةِ.

مدّت رأسها بخفةٍ لتنظُرَ مِن ذاكَ الجزءِ المفتوحِ من البابِ حيثُ يتوهجُ ذاكَ الضوءُ البُرتقاليُ، و قد ظهر أمامها جالِسًا على إحدى رُكبتيه بينما الأُخرى إستند عليها بِمرفقَه مُمسِكًا بِقطعةٍ قُماشٍ ما مُلطّخةً بِالألوانِ يمسحُ بِها على كفيّه المُملؤانِ بِالدهانِ المُلونِ، بينما إستكانت فُرشاةٌ للرسمِ بينَ شفتيه مُمسِكًا بِها بِأسنانِه .

𝐌𝐎𝐍𝐒𝐓𝐄𝐑 | 𝐊𝐓𝐇Where stories live. Discover now