𝐌𝐎𝐍𝐒𝐓𝐄𝐑 | 𝐊𝐓𝐇

XVI

M O N S T E R 1 6
-

|الكاتِـبة .|

كفّه الباردةَ أحاطت كفها الضئيل مُقارنةً بخاصتِه بإحكامٍ، خطواتَه السريعةَ و المدروسةَ كونَه يحفظُ تلكَ الجزيرةِ النائيةِ عن ظهرِ قلبٍ ساحبًا إياها خلفِه، ألا أن علقها كان مُغيّبًا و أعيُنها فارغةً و قد جفّ حلقها و كأن روحها قد إقتُلِعت من صدرِها، مُتّبعةً إياه مثلَ اللُعبةِ التي يتمُ التحكّمَ بها .

تلكَ ليست صُدفةً ..

ما قد رأتـه قد أعادَ إحياء تلكَ الأحداثِ الشنعيةِ التي جاهدت على دفنِها قديمًا، و الآن قد عادت مُجددًا بعد كل تلك المعاناةِ؛ صوتُ الرعدِ الصارخِ، قطراتِ الأمطارِ التي قد أزعجت سكونَ الغسقِ لقوتِها، السُحب التي قد إقتحمها لمعانُ البرقِ وسطَ عتمةِ تلكَ الليلةِ المحفورةِ بخبايا ذكراياتِها، صوتُ طلقاتِ السلاح و الدماءِ الزاحفةِ فوقَ الأرضيةِ القذرةِ .

تعثّرت مِرارًا لعدمِ إنتباهِها و تغيُبِ عقلها ألا أن الأخرَ كان يُكمل طريقَه سريعًا وسطَ الأشجارِ الكثيفةِ و كأنَه يحفظُ المكانَ مثلَ حفظِه لحروفِ أسمِه، حتى وصلَ لمنطقةٍ ما فارغةٍ من الأشجارِ بعد دقائقٍ من الهرولةِ، تبدو مثلَ دائرةٍ و الأشجارُ تُحيطها من جميعِ الجهاتِ .

"چونجكوك !" صفرَ بعلوٍ ما أن صاحَ مُناديًا على الآخرِ و لم يستجب لنداءه .

"هُنا ." خرجَ مهرولًا من وسطِ الأشجارِ سريعًا حتى تقدّمَ ليقفَ بقربهما .

" أمازلتَ حيًا ؟" سخِرَ مستفهمًا للآخرِ الذي أنحنى قليلًا محاولًا التنفّسَ بشكلٍ صحيحٍ .

"لماذا أشعر أنكَ تشعرُ بالإحباطِ بنبرتِكَ ؟" تسألَ ساخرًا هو الأخر ألا أنّه قد إبتلعَ ما بجوفُه ما ان لاحظَ نظرات الأخر التي تكاد تحرقَه لمراوغتِه بالحديثِ .

"مُتبقِ ثلاثونَ دقيقةً، لقد جهّزتُ القاربَ ." ملامحَه الثابتةَ قد إنقلبت سريعًا ما أن لاحظَ ذاكَ الجسد الضئيل المُختبئ خلف من يقبع أمامَه .

"اوه- هي مرحبًا أتقضينَ وقتًا لطيفًا ؟" مال للجانبِ قليلًا مُبرزًا صف أسنانَه العلويةَ بإبتسامةٍ لطيفةٍ ما هزةِ رأسِه بتساؤلٍ .

"چونجكوك ." زمچرَ الأخرَ بحدةٍ ما أن تشتتَ تفكير چونجكوك ما أن وقعت أنظارَه عليها، مُختبئةً خلفَ بنيتَه العملاقة .

"هُم تائهونَ الآن وسطَ كثافةِ الأشجارِ تلكَ هي فُرصتنا ." اعتدلَ چونجكوك سريعًا مَستعيدًا ملامحه الثابتةَ، الا أنها قد تعكّرت بإنعقادِ حاجِباه لملامحِ الأخرِ التي قد إنقلبت لبسمةٍ خبيثةٍ قد زُرعت أعلى ثغرِه .