VIII

6.3K 669 67
                                    

M O N S T E R 8
-

|الكاتـبة.|

خطواتها تتبعُ خطواته بهدوءٍ وسطَ الأشجارِ الأستوائيةِ الكثيفةِ، وقعت انظارها على أقدامها المُجردةِ من أيي حذاءٍ يحميها، غيّرت مرمى أنظارها ليقع على هيكلَه الشاهق الذي يتحرّك أمامها .

"هيي أنتَ !" صاحت ما أن لاحظت جسدَه الذي بدأ ينحرف قليلًا ناحيةَ اليمينِ و قد أوشكَ عن الإختفاءِ وسطَ الأشجارِ لسُرعةِ خطواتُه و طولِ ساقيه .

"ماذا ؟ " صاح بالمقابلِ و قد ظهرَ صوته غير واضحًا بسبب إبتعاده عنها و دخولَه وسطَ الاشجار .

"إلى أينَ ذاهب ؟" رفعت صوتها بالمقابلِ و قد حاولت مُسايرةَ سُرعة خطواته و بالفعلِ قد نجحت حتى لاحظت جسدَه يظهر أمامها مرةً أُخرى .

"الصّيد ." أبعدَ احدى فروع الاشجارِ التي كانت تُعيقُ وجهتَه و أكملَ طريقَه مما أدّى إلى أنعقادِ حاجبيها بتشوشٍ .

"و لكن ان المُحيط على اليسارِ لماذا تتجهُ ناحيةَ اليمينِ ؟" أبعدت هي الأُخرى فرع الشجرةِ الذي أعاقَ طريقَه منذ قليلٍ مُتبعةً إياه .

"أينَ ذهبتَ ؟" تسألت ما لم يصدر منه أي صوتٍ لبعض الدقائقِ، تُشاهد خطواتها بحرصٍ خشيةً أن تقع في فخٍ ما من المُمكنِ ان يكونَ قد نصبَه .

"هُنا !" تحرّكت سريعًا ما أن إستمعت لصدى صوتِه القادمِ من بعيد بالإضافةِ الى صوتِ خريرِ ماءٍ مُصاحبٍ له .

أبعدت أوراق الشجر الكثيفةِ ما أن اقتربت لمصدر صوتِه و قد لاحظته أمامها يضع كلتا يداه على خصرِه مُتخصرًا و جدولُ مياة جارٍ يقبعُ أمامَه، إلتفتَ لها برأسِه ما أن لاحظَ وجودها ثُمّ أعادَ أنظارَه للأمامِ مرةً أُخرى .

"ها أنتِ ذا ." تمتمَ بصوتٍ خافتٍ ما أن أخذت عدةَ خطواتٍ للأمامِ حتى أصبحت على مقربةٍ منه .

"ما الذي سوفَ تفعلَه ؟" تجاهلَ سؤالها بصمتٍ ثُمّ جثى على إحدى رُكبتيه مادًّا ذراعَه تجاه المياةِ أمامَه مُتفحصًا أياها بتركيزٍ .

"إن المنسوبَ عالٍ اليومَ ." تمتمَ بخفوتٍ مرةً أُخرى مُخرجًا ذراعه من المياة مرةً أُخرى و قد حنقت عليه لتجاهلَه سؤالها البسيط .

"ألا تسطيع إجابتي على سؤالي حتى ! أنتَ أحمقٌ للغايةِ !" تنهّدت بضيقٍ لمُعاملتَه التي تضغطُ على أعصابها زيادةً على ما يدورُ داخلَ عقلها .

"ألا تستطيعين أن تصمتِ قليلًا ؟ لماذا انتِ مُزعجة ؟" يحاول إسترجاع إسلوبها الوقح و شخصيةِ الوغدِ مرةً بعدَ تصرفاته الناعمةِ تجاهَها عند نوبتها .

𝐌𝐎𝐍𝐒𝐓𝐄𝐑 | 𝐊𝐓𝐇Where stories live. Discover now