𝐌𝐎𝐍𝐒𝐓𝐄𝐑 | 𝐊𝐓𝐇

III

M O N S T E R 3
-

|الكاتِبـة.|

إبتعدت عن الحائطِ بِبِطءٍ غيرُ قادرةً على التّحكّمِ بِأنفاسِها السّريعةِ حتى بعد أن تركَ الكوخَ مُبتعدًا، وقعت أنظارَها على ذاكَ الثّقب الرّفيع الذي يقبعُ في بِوضوحٍ في الحائطِ الخشبي الذي غرزَ بِه السّكين مُنذ قليلٍ.

أنّه لمُختلٌ عقليٌ حتمًا لِفعلِه حركةٍ كتلكَ.

حاولت ترتيبَ أفكارَها مُعيدةً حوارَهم السّريع بِلفائفَ عقلِها سريعًا مُحاولةً إستنتاجَ حلٍ ما لِتلكَ المُشكلةِ التي وقعت بِها، و لكن رهبةُ الموقفِ لم تُساعدِها أبدًا على التفكيرِ بشكلٍ سليمٍ.

أخذت خطواتَها بِتردُدٍ جهة الشُرفةِ التي قد خرجَ مِنها مِنذُ عدةَ دقائقٍ و قدميها العاريتينِ تُلامسانِ الأرضيةِ الخشبيةِ، السّتائر البيضاء الخفيفة رفرَفت بِدلالٍ أثرَ الهواءِ القدامِ مِن الخارجِ الذي يتخبّط بِها.

ظلّت تقتربُ بِرويةٍ مُتابِعةً الكوخ الخشبي مِن حولِها حتى وصلت إلى الشُرفةِ مُتخطيةً إيّاها، تطايرت خُصلاتِها البُنية إثرَ تياراتِ الهواءِ المُنعشةِ التي ضربت أجزاء جسدَها العاريةَ فجأةً.

جفّ حلقَها لِلمظهرِ السّاحرِ الذي سقطَ تحتَ أنظارها، أمواجُ المُحيطِ الصافيةِ التي تتوالي واحدةً تلوَ الأُخرى بِطريقةٍ مُرخيةٍ للأعصابِ أضافةً إلى رائحةِ المياةِ التي تمرّ على رمالِ الشاطئِ بِتتالٍ، آخذةً مِن عبيرِ أشجارِ الغابةِ التي تُحاوطُ الشاطئَ بِإتزانٍ، جزيرةٌ خضراءٌ ضئيلةٌ تتوسطُ مياةَ المُحيطِ على بُعدٍ ليسَ بِالكبيرِ مِن تلكَ الجزيرةِ التي تقفُ عليها.

هبطت درجاتُ الكوخِ بِغيرِ أتزانٍ و أناملُ قدميها لامست رمالِ الشاطئِ غيرُ عالمةً ما هو الذي أخذَ عقلها، المظهر الأخذ للأنفاسِ الذي ظهر أمامَها أم ما هي مُقبلةٌ على فعلِه.

لاحظت مِنصةً صغيرةً قابِعةً بِجانبِ الكوخِ و جرسًا ذهبيًا قد أعتلى تلكَ المِنصةِ الخشبيةِ الصغيرةِ بينما يهتزُ بِحركاتٍ تكادُ تُلاحظ إثرَ تياراتِ الهواءِ الخفيفةِ التي تصدرُ مِن أمواجِ المُحيطِ مُصاحبةً لِوريقاتِ الشجرِ الخضراءِ الزاهيةِ خاصةَ الغابةِ التي تُرفرفُ بِرويةٍ لِهدوءِ لفحاتِ الهواءِ .

أقتربت أكثرَ لِتلكَ المنصةِ لِيظهرَ لَها جانبًا مِن الكوخِ و الذي يكادُ يُعانقُ الغابةِ لِشدةِ قُربِه منها، سقطَ على مسامِعها صوتُ أنفاسٍ عاليةٍ مُصاحبًا لصوتِ أرتطامِ شئٍ ما بوتيرةٍ مُنتظمةٍ، أخذت طريقها جهةَ الجِزءِ الخلفي من الكوخِ و قد لاحظت بابًا مؤدي للخارجِ مِن الجهةِ الخلفيةِ، تأخذُ خطواتَها بِترددٍ و كلما أقتربت ظهرَ الصوتُ و بوضوحٍ.