XI

5.2K 603 165
                                    

M O N S T E R 1 1
-

|الكاتِـبة .|

يهرولُ سريعًا وسطَ الأشجارِ الأستوائيةِ مُبعدًا فروعها كلما تلاحمت مع ملامحِ وجهِه التي تتجعّدُ بضيقٍ ما أن تُصدمُ بأوراق الشجرِ مُتمتمًا تحتَ أنفاسِه لاعنًا .

يلعنُ اليومَ الذي وُلدَ به و اليوم الذي أتى به، و الفتاة الحمقاء الذي يدورُ مثلَ النحلةِ حولَ نفسِه محاولًا الوصولَ لها و صديقَه الأخرقَ الذي هدّدَه إن لم يجدها سيُفجّر رأسَه لأنه كان سببَ أنشغالَ أنظارَه عنها، هو فقط كان يرغب بتناولِ بعضَ الطعامِ و الإسترخاءَ بعدَ ذاكَ الأسبوع الشاق الذي قد قضّاه هربًا، ألا أن مُخططاتَه لم تفلح .

"أينَ أنتِ يا صغيرة ؟ أينَ أنتِ !!" تمتمَ بضيقٍ مُستندًا على إحدى الأشجارِ محاولًا تنظيمَ وتيرةَ تنفُسِه و قد بدأ صبرَه ينفذ و عقلَه يُردد كلمةً واحدةً و كان "النوم ."

كان يرغبُ بالنومَ بشدةٍ، جسدَه كان مُرهقًا لعدمِ أخذِه وقتًا كافيًا للنومِ إضافةً إلى المجهود الذي كان يبذلَه حتى وصلَ سالِمًا و الآن كُلّفَ بمهمةِ البحثِ عن فتاةٍ هاربةٍ .

رائع، فقط رائع .

أخذَ الغابةً كلها بحثًا حتى وصلَ إلى حدودِ الغابةِ، خمسُ ساعاتٍ متواصلةٍ يسيرُ على أقدامِه باحثًا بأنحاءِ الجزيرةِ محاولةً الوصولَ لها حتى بدأ ينفذ صبرَه، و ها قد بدأ المحيط الأزرقَ يظهرَ تحتَ أنظارَه بعد الكثيرِ من السيرِ و قد تنهّدَ بإمتعاضٍ .

"أقسمُ إن وضعتُ يدي عليها فسوفَ تخشى رؤيةَ وجهي مرة أُخر--" تمتمَ بنفاذِ صبرٍ بينما يتخطّى الشُجيراتِ الأخيرةِ و قد لازمَه الصمتَ فجأةً ما أن لمحَ هيكلًا ضئيلًا يقبعُ فوقَ صخرةٍ ما بجانبِ الأشجارِ .

إلتفتت له بُبطءٍ حتى تعرّفت عليه بملامحٍ راكدةٍ ثُمّ أدارت جسدها لما تفعلَه و الذي لم يتعرّفَ عليه الأخرِ و كأنّها لم تكُن غائبةً عن أنظارهم لما يُقارب الست ساعاتٍ .

"أوه، مرحبًا ." حاولَ لفتَ إنتباهَها بمحاولتَه تمثيلَ نبرتِه المرحةِ المُعتادةِ و القليلِ من التفاجئ ألا أنه قد فشلَ في ذلكَ هذه المرةِ .

"مرحبًا ." تمتمت بنبرةٍ خفيضةٍ مُعطيةً أياه ظهرَه ألا أنه رغبَ بمعرفةِ ماذا تفعل هُنا بينما الأصهب يكادُ يفقد عقلَه باحثًا عنها .

"آآ-- أتُمانعينَ إن تسائلتُ عن ماذا تفعلينَ هنا ؟" أخذَ خطوةً حذرةً مُتقدمًا حتى وصلَ أمامَها و قد لمحَ بعض الورود و النباتاتِ الأستوائيةِ الخضراءِ مُرتصةً أمامها بطريقةٍ مُنظّمةِ و تحملُ بيدها بعضَ أغصانِ الأشجارِ الرطبةِ و تربطُ الورود المُختلفةِ حولها بطريقةٍ إحترافيةِ و قد أوشكت على الأنتهاءِ من ذاكَ التاجِ الذي تصنعه .

𝐌𝐎𝐍𝐒𝐓𝐄𝐑 | 𝐊𝐓𝐇حيث تعيش القصص. اكتشف الآن