IV

7.1K 738 90
                                    

M O N S T E R 4
-


|الكاتـبة.|

أتّزنت خطواتَها و بدأت تركضُ وسطَ الغابةِ سريعًا و نبضاتُ قلبِها بدأت تتصارعُ داخلَ قفصِها الصّدريِ كلٌّ مِنهما تحاولُ أن تسبِق الثّانيةِ مُزيدتانِ مِن علّوِ وتيرةِ تنفّسِها، لتشعُرَ بِموجةٍ حارقةٍ تبدأُ بغزوِ صدرِها و تلكَ كانت تُطالبُ رئتيها بإستنشاقِ الهواءِ بشكلٍ مُنتظمٍ ألا أنها أبت التّوقّفَ مُكملةً طريقها، باحثةً عن أيُ مخرجٍ من الغابةِ الخضراءِ التي تشعرُ أنها تنكمشُ ضددها.

كانت كلُ ثانيةٍ تلتفتُ للخلفِ ظانةً أنّه أتّبعها مُحاولًا إعادتها مرةً أُخرى.

و كأن الوقتَ قد تجمّد لأقلِ من الثانيةُ، شعرت أن جسدَها تصنّمَ فجأةً و كأنّه إنتُشِل من فوقِ سطحِ الأرضُ و توقّفت جميعُ أعضائِها عن العملِ و كلّ ما صدرَ مِنها كان صرخةً فزِعةً أثرَ صدمتِها بما حدثَ.

إستمعت لِصوتٍ جرسٍ يهتزُ بحركاتٍ سريعةٍ مُصدرًا صوتًا عاليًا ألا أنه كان خافِتًا يكادُ يكونُ غيرَ موجودٍ لِبِعدِها عن مصدرِ الصوتِ صدرَ وسطَ هدوءِ الغابةِ بعد أن صدرَ صدى صرخِتها بالغابةٍ مُفزِعةً الطّيورَ مِن مقابِعها للدقيقةِ عندنا بدأت تُجمّع ما حدثَ في عقلِها.

أخذت عدةَ ثوانٍ لتسوعبَ ما حدثَ ثُمّ شعرت بِسخونةٍ تغزو كامِلَ رأسِها و وجهِها أثرَ أنزلقِ الدّماءِ بجسدِها إلى منطقةِ رأسِها حيثُ وضعيتها، و إنقباضُ أنفاسَها بشكلٌ ملحوظٍ، أنّه فخٌّ ..

فخٌّ مصنوعٌ مِن الحبالِ إلتفَّ حوالَ كاحليها الإثنانِ ثُمّ سحبَها لِتُصبحَ مُعلّقةً على شجرةٍ ما رأسًا على عقِبٍ، شعرت بِخمولٍ و شعورٍ غريبٍ راودها لِوضعيتها الغريبةِ التي كانت بِها، حاولت رفعَ جسدِها للوصولِ لِفكِّ عُقدِ الحبالِ المُلتفّةِ بِعنفٍ حوالَ قدميها و لكنها فشلت ليسقطَ جسدَها للأسفلِ و مازالت مُعلّقةً فالهواءِ عن طريقِ تلكَ الحبالِ الموصولةِ بالشّجرةِ.

مرّت عدةُ دقائقٍ و قد حاولت محاولاتٍ عديدةٍ لفكِّ قيودها و لكن أبت بالفشلِ و قد بدأت إيڤانچلين بتخيُّلِ جثّتِها المُعلّقةِ بالشجرةِ رأسًا على عقبٍ و بدأت تندبُ حظّها على موتةٍ شنيعةٍ كتلكَ بعد عدةٍ أيّامٍ، أخذت تتذكّرُ ماذا فعلت بحياتِها البائسةِ لتنتهِ حياتَها بِتلكَ الطريقةِ.

أنقبضت أنفاسَها لوهلةٍ ما أن سمِعت صوتُ خطواتٍ ما تدهسُ فوقَ أوراقِ الشجرِ المُتساقطةِ على بُعدٍ مُعيّنٍ، أدارت جسدَها بصعوبةٍ تجاهَ مصدرِ الخطواتِ التي بدأت ترتفعُ و قد صاحبها صفيرٌ خافتٌ يصدرُ مِن بينَ شفاهِ صاحبها.

𝐌𝐎𝐍𝐒𝐓𝐄𝐑 | 𝐊𝐓𝐇Où les histoires vivent. Découvrez maintenant