II

9.6K 935 179
                                    

M O N S T E R 2
-

|الكاتِبـةُ|

فرقت جفونها بِثُقلٍ مُفرجةً عن قزحتيها الضائعين، ثُمّ رمشت لعدةِ مراتٍ لِتعتادَ على خيوطِ الشمسِ التي تُهاجمُ إبصارَها الذي لم يعملَ لِفترةٍ طويلةٍ، رفعَت رأسَها بِثُقلٍ عن ذاكَ الشّئ الهشُ التي تستلقِ عليه، أمتدّ كفّها لِيفركَ المنطقةَ خلفَ عُنقِها لِشعورِها بِتخدرٍ و ألمٍ ينخزُ ذاكَ المكانِ .

صرخةٌ مكتومةٌ أبت تركُ حلقَها و الخروجَ لترنَ في أركان المكان المجهول حولها و فضلت البقاء في ثنايا جوفها ما أن لاحظت المكانِ القابعةِ بِها و فورًا قد ضربت الذّكرياتُ عقلَها .

هي قد أُختُطِفت .

إستقامت بِفزعٍ تدورُ حولَ نفسِها بضياعٍ بينما أنقباضُ أنفسِها و هولُ الموقفِ لا يُساعِدانَها على التفكيرِ، أنفاسها عاليةٌ صاخبةٌ بالإضافةِ لإرتجافِ أناملها .

لاحظت تلكَ الشُرفةِ الكبيرةِ المَفتوحةِ على مصرعيها و سقطَ تحتَ أنظارَها امواجُ البحرِ الصّافيةِ تحتَ أشعةِ الشّمسِ، الهواءُ يُداعب شُجيراتِ النّخيلِ بِخفةٍ و الصّخورُ مُرتصةٌ على اطرافِ الشّاطئِ .

أكملت تفحّصِ المكانِ حولَها بِرعبٍ، و قد تبيّن لها أنّها كوخٌ ما لِتصميمِه الذي صُنِع بِالخشبِ كامِلًا و لِإقترابِه مِن الشاطئِ بتلكَ الطريقةِ .

أخطُتِفت أم ذهبت لِرحلةِ أستجمامٍ على جزيرةِ هاواي ؟

"جيدٌ أنكِ أستيقظتِ، أعتقدتُ أنّك توفيتِ ."
و هُنا سقطَ قلبَها لِمعدتِها عند وقوعِ تلكَ الجملةِ على مسامِعها، إستدارت لِجهةِ الصّوتِ سريعًا، قابِضةً كفيها تجاهَ قلبِها بِرعبٍ، هو سيتوقفُ حتمًا لكثرةَ ضخّه للدماءِ بتلكَ السرعةِ .

مطبخٌ مفتوحٌ ما واجَه انظارَها، بِالإضافةِ لِذاكَ الهيكلِ الطويلِ الذي يتوسطُ المطبخِ، مُعطيًّا أيّاها ظهرَه .

أنّه هو، ذاكَ الصّوتُ العميقُ الذي أستمعت لَه مُباشرةً قبلَ فُقدانِها الوعي أثرَ المُخدرِ الذي ضربَ عنقِها، سُترةً سوداءً واسِعةً قد إحتوت جزءه العلوي بينما يضعُ قلنسوتَها لِتعتلِ رأسَه، و سروالٌ أسودٌ قصيرٌ أبرزَ ساقيه الطويلتينِ .

"مَن أنتَ ؟" داهمته بسؤالِها و لم تُنتظر حتى لسماع إجابته حتى أغدقته بالمزيد من الأسئلةِ .

"و ما هذا المكان، لماذا أحضرتني هُنا ؟" إهتّزت نبرةَ صوتِها لِيبتسمَ هو بِإستمتاعٍ لِمُحاولتِها لإظهارِ الشّجاعةِ .

تركَ تلكَ الملعقةِ التي كان يُمسدُ بِها على وجه الخُبزِ، ثُمّ إستدارَ لَها بينما يضعُ أطرافَ الخبرِ بِفمِه و لأولِ مرةٍ قد رأت تقاسيم ملامِحُه كامِلةً .

𝐌𝐎𝐍𝐒𝐓𝐄𝐑 | 𝐊𝐓𝐇Where stories live. Discover now