VI

6.8K 682 100
                                    

M O N S T E R 6
-

|الكاتِـبة.|

"سوفَ تجدينَ كل ما تحتاجينَه بالثلاچةِ، يُمكنكِ المكوث بغرفتي، إن أردتي التّجولَ خارجًا فأحرصِ جيدًا من فخاخي لأنني لن أكونَ موجودًا حينها لأنقاذكِ، ثُمّ أنني لا أوّدُ خسارةً صُحبةٍ رائِعةٍ كَصُحبتكِ." إبتسامةٌ ضئيلةٌ رسمَها على ثغرِه بينما ينقرُ على شاشةِ هاتِفه يلعبُ لُعبةً ما بصوتٍ مُزعجٍ.

"و أيضًا يُمكنكِ الأخذُ مِن ملابسي حتى أُحضرَ لكِ ملابسٌ بطريقةٍ ما." رفعَ نظرَه و إختالت إبتسامتَه بتلاعُبٍ، مُمدِدًا ذراعَه على ذراعِ الأريكةِ التي يستلقِ فوقها بإرتياحٍ و إنتفضت ساقٌ من سيقانِه لتستكينَ بأريحيةٍ على الطاولةِ الصغيرةِ الماكثةِ أمامَه لِيرتفِع سروالَه الرياضي الأسودَ قليلًا مُفرِجًا عن ساقِه الرياضيةِ الصلبةِ.

تغاضيت عن ملامِحه التي لم تسُرّها طارِحةً أمالها بأن يتوقّف عن كونَه وغدٌ للقليلِ مِن الزمنِ، ثُمّ إستدارت بخطواتِها جهةَ ممرِ الغُرفِ و قد إحتوي بابين شامخينَ وسطَ الحوائطِ الخشبيةِ على جوانبِ الممرِ، و أخرٌ يقبعُ بنهايةِ الممرِ تحتَ مرمى النظرِ.

إتّخذت من يمينها وجهةً ثُمّ أفرجت عن كفّها ليهبطَ فوقَ مقبضِ البابِ الخشبي، ضاغِطةً عليه ليُفتحَ مُفرِجًا عن دورةُ مياهٍ صغيرةٍ و لكن رُغمَ صُغرِها ألا انها كانت مُرتّبةً بعنايةٍ.

عكست إتجاهَها ليسارِها و قد أعادت نفسُ الأحداثِ مرّةً أُخرى ألا أن ظهرَ أمامَها غَرفةُ نومٍ بفراشٍ خشبيٍ و قطعُ أثاثٍ بسيطةٍ منثورةٍ بينَ جوانحِ الغُرفةِ، نافذِةٌ خشبيةٌ قد إتّخذت موضِعًا من الحائطِ ليظهرَ المُحيطُ من خلفَ الستارةِ البيضاء مُصاحِبًا لِجُزءٍ مِن الأشجارِ الخضراء المُتمايلةِ مِن الغابةِ.

أغلقت البابَ بخفةٍ مُحدِدةً وجهتَها الأخيرةِ ألا و هي الغُرفةٍ بآخرِ الممرِ، دعست على الأرضِ الخشبيةِ بكعبيها المُجرّدَين و مدّت كفّها واضِعةً إيّاه على المقبضِ ضاغِطًا عليه لِيُفتحَ بخفةٍ و ما لبِثَت أن تُفرجَ عن ما هو موجودٍ بالداخلِ حتى إمتدّت ذراعٌ مِن العدمِ لِتسحبَ البابَ صافِعةً إياهُ بقوةٍ، جاذِبةً إياها للخلفِ بِعُنفٍ ملحوظٍ.

"إياكِ، إياكِ ثُمّ إياكِ أن تقتربِ من تلكَ الغرفةِ." بعثرَ أفكارها لوهلةٍ ما أن إخترقت نظراتَه الحادةِ الحيويةِ حدقتيها المُتّسعتانِ بخفةٍ.

"أمفهومٌ ؟" ظهرت نبرتَه أقلُّ حِدةً و أعيُنَه الزّرقاء كانت مُختبئةً أسفلَ خُصلاتَه الفضّيةِ الطويلةِ لِتُخفى حدّتهما و لتُقلّلَ مِن الشراراتِ الهائجةِ المُنبعثةِ مِنهما.

أفقط تلكَ الغُرفةِ هي مَن جعلتهُ يهيجُ مِن برودِه و شخصيتِه المُستفِزةِ تلكَ ؟ ما الذي يوجدُ بداخلِها ليُغيّر مِن مزاچِه ذاكَ لتلكَ الدرجةِ ؟

𝐌𝐎𝐍𝐒𝐓𝐄𝐑 | 𝐊𝐓𝐇Where stories live. Discover now