XIV

4.9K 485 89
                                    

M O N S T E R 1 9
-

|الكاتِـبة .|

"ميل ." خرجَ أسمها من بينَ شفتيه للمرةِ الألف حيثُ انّه لم يكُف عن الحديثِ منذُ بداية طريقهم .

"ماذا ؟" تمتمت بنفاذِ صبرٍ بينما تستندُ جبهتها فوقَ إحدى كفيها و بالإخُر قبضت فوقَ مقود السيارة و تمالكت نفسها حتى لا تصفع وجهَه المُبتسم ببلاهة بجانبِها .

"إذا تم القبضُ علي من دونِ سببٍ، و ظهرت صورتي فالتلفاز، ماذا تتوقعين أن تكونَ تُهمتي ؟" تسائلَ بحماسٍ محاولًا إختلاقَ اي مجالٍ للحديثِ معها .

"سرقة مخازن عُلب حليب الموز ." سخِرت بهمسٍ لتتسع إبتسامةَ چونجكوك البلهاء أكثر، مُكملًا حديثَه المُفعمِ بالحيويةِ وسطِ ركودِ الجو بالسيارةِ، حيثُ يقبع الزوج الهادئ بالخلفِ .

أدارَ الأخر حدقتيه لجانبِه حيثُ تقبعُ تلكَ الشاردة بجانبِه، أنظارها مُثبّتةٌ للخارجِ بشرودٍ، أسامعها مسدودةٌ لكثرةِ تزاحمِ أفكارِها التي تُرهق عقلها .

"انتِ بخير ؟" أمالَ رأسَه للجانبِ قليلًا مُستفهمًا عن حالها الا أن الأُخرى لم تُعطِ ردًا مُناسبًا، جاعلةً منه يُفكّر إن كانت تتجاهلَه أم هي شاردةٌ لدرجةِ عدمِ وصولِ سؤاله لها .

"إيڤانچلين ؟" لامسَ ذراعها برِفقِ خشيةً أن يُفزعها، فقطَ صوتُ يُحارب داخلَ عقلَه مُطالبًا إياه بِالرفقِ، و الأخرِ يدفعَه للجفافِ المُعتادِ، عندَ وقوعِ أنظارِه المُستفهمةِ فوقَ ملامحها الناعمةِ التي تُراقب الخارج بهدوءِ قد إنتصرَ الصوتُ الأول .

"هاه ؟" إلتفت لجهتَه ما أن إستشعرت كفّه التي أستقرت فوقَ ذراعِها، ثُمّ إنتقلت أنظارَها لأصابِعه التي تقبضُ فوقَ ذراعها برويةٍ .

"أنتِ بخير ؟" رفعت أنظارَها لتُقابل أنظارَه المُستفهمةِ ما أن نطقَ بسؤالِه البسيطِ، رُغم بساطةِ السؤال الا انها كانت مُشوشةٌ لدرجةِ عدمِ وجودِ أجابةٍ تشرحُ ما تشعُر بِه حاليًا، أهو الخوف ؟ الحزن ؟ أهي حتى تعلم ما تشعرُ به حاليًا ؟

"أجل بخير، بخير .. أينَ نحنُ ؟" تمتمت بهدوءٍ مما جعلَه يُفلتُ قبضته حولَ ذراعِها مُعيدًا انظارَه للنافذةِ بجانبِه بصمتٍ .

"إسبانيـا، برشلونة تحديدًا ." ظهرت رأسُ چونجكوك المُبتسمةِ من مُقدمةِ السيارةِ مُتحدثًا بحماسٍ مما جعلَها تنكمشُ بخفةٍ إثارَ علوِ صوتِه السعيدِ .

هزّت رأسها حتى عادت لها حالة الشرودِ تلكَ مرةَ أُخرى، مُتذكرةً وصول قاربِهم للميناءِ بعدَ رحلتهم من الجزيرةِ لهُنا، الميناء التي ما وصلت لها حتى أعادت لها تلكَ الذكريات البشعةِ، القواربِ المُصطفةِ، المخازنِ و كُل شئٍ، كلُ شئٍ كان بمثابةِ ضربةٍ مُوجعةٍ أعادت من الماضي ما تحاول مِرارًا دفنَه .

𝐌𝐎𝐍𝐒𝐓𝐄𝐑 | 𝐊𝐓𝐇Where stories live. Discover now