XV

5.2K 565 173
                                    

M O N S T E R 1 5
-

|الكاتِـبة .|

متشبثٌ بجسدها الضئيلِ بقوةٍ، دافنًا رأسَه بينَ طياتِ عُنقها مُتمتعًا بالحرارةِ المُنبعثةِ من جسدها الصغيرِ المُرتخي بينَ ذراعيه اللتانِ تقبضانِ على خصرها و كأنّها ستهربُ ألا أنها فقط قد إستسلمت لشباكِ النومِ التي قد جذبتها لتسقط نائمةً، الستائرُ البيضاء الخفيفةَ خاصةَ الغُرفةِ كانت تُرفرفُ إثرَ تياراتِ الهواء التي تُداعبها مُنتقلةً إلى جسديهما المُتلاحمينِ مُصتدمةً بهما .

صدرَ صوتٌ خافتٌ فجأةً مُصاحبًا للهواءِ الباردِ الذي يتسابقُ بدخولِ الغرفةِ ألا أنّه لم يوقظَ كلاهما، أستمرّ الصوتُ المألوف القادمُ من الخارجِ بالصدورِ ألا أنّه لم يستطِع إخراجهما من سباتِهما .

أنتفضَ رأسَه بحدةٍ إثرَ سماعِه لضوضاءٍ عاليةٍ قادمةٍ من غرفةِ المعيشةِ مُصاحبةً لأصواتِ أقدامِ تهرولُ فوقَ الإرض، أستدركَ ما يحدثُ و فجأةً قد إنتفضَ من فوقِ الفراشِ، مُتذكرًا أحداثَ الفجرِ كاملةً، محاولتَه لخنقِها، إنهيارَه، سقوطَه باكيًا بينَ ذراعيها، و أخيرًا لمساتها الحانية التي مسدّت خصلاتَه حتى سقطَ بشباكِ النومِ .

خرجت انفاسَه بصعوبةٍ مُناظرًا جسدها المُستلقي فوقَ الفراشِ متكورًا حولَ ذاتِه إثرَ إبتعادِ الدفئ الذي كان يحاوطَه، بينما هو مستغرقٌ بالتحديقِ ناحيتها قد إقتحمَ چونجكوك الغُرفةَ فجأة نابسًا بجملةٍ قد قلبت ملامحَ وجهِ الأخرِ لغاضبةٍ ألا أنها قد أمتازت بالخُبثِ و كأنّه كان متوقعًا ذلكَ .

"الجزيرةُ محاصرةٌ !" لهثَ بعُنفٍ ما أن أفصحَ عن المُصيبةِ التي قد جاء حاملًا إياها للآخري .

"لقد أتت الفئرانُ لمصيدتِها سريعًا عكسَ المتوقعِ ." إبتسامةً خبيثةً قد لثّمت شفتاه ببُطءٍ بينما قد حدّقَ بالفراغِ لعدةٍ ثوانٍ قبلَ أن يتحرّكَ مُتجهًا لمخرجِ الغُرفةِ .

"الأفخاخُ تُعرقلهم، أسرع ليسَ لدينا الكثيرُ من الوقتِ !!" نبسَ غُرابي الشعرِ مُنظّمًا أنفاسَه الحادةِ ليتلقي أمرًا من الأخرِ .

"أيقظها سريعًا و أعطِها بعضًا من الملابسِ دونَ أن تُخبرها بأيي شيئٍ بينما أنا سأتولى بعضَ الأمورِ، لديكَ سبعُ دقائقٍ لتنفيذِ ما طُلِبَ منكَ ." هزّ رأسَه بالموافقةِ سريعًا ناويًا تنفيذَ ما قد أُمرَ به ممن تركَ  الغُرفةَ راحلًا .

"هيي يا فتاة !! إستيقظِ !! " هزّ ذراعها التي تحاوطُ بها جسدها العلوي بخفةٍ عدةَ مراتٍ حتي بدأ جفنيها يُرفرفانِ برويةٍ محاولةً التعرّفَ على ما يحدثَ من حولِها .

"ما الذي يحدثُ ! " إنتفضت بفزعٍ ما أن لاحظت ملامحَ وجهَه القريبةَ التي تُحدّقُ بوجهِها عن قُربٍ، دارت بأنظارِها سريعًا حولها باحثةً عن ذاكَ الفتى الذي قد سقطَ نائمًا بينَ ذراعيها فجرًا ألا أنها لم تتمكن من العثورِ عليه .

𝐌𝐎𝐍𝐒𝐓𝐄𝐑 | 𝐊𝐓𝐇حيث تعيش القصص. اكتشف الآن