XXV

2.9K 328 128
                                    

M O N S T E R 2 5
_

|الكاتِـبة .|

"انتِ هادئةٌ للغاية ." نطقها الأسباني ساحبًا إياها من زوبعةٍ قد احتجزت تفكيرها، رفعت أنظارها الهائمة التي قد تصبغت بلون العسل تجاهَه، رمشت عدة مراتٍ حتى أستفاقت، ثُم حدقت به عدةَ ثوانٍ .

"ماذا ؟" همسٌ خافتٌ قد تركَ فاهَها، بينما ملامحها مازالت تحملُ الحيرةَ، و ملعقتها تقبعُ بينُ أصابعها الصغيرة .

"اعني أنتِ لم تنبسِ ببنتِ شفةٍ منذُ جلوسكِ ؟" تبسّمَ في وجهِها بلُطفٍ علّها تُبادله الأبتسام الا انها قد عادت لشرودِها، مما جعلَ ابتسامتَه تذبُل بصمتٍ .

هامت أعيُنها فالفراغِ حولها مرةً أخرى لكثرةِ شرودها، تزاحمت أفكارها و الأفضليةُ كانت له، لقد نهبَ عقلَها بالتفكيرِ به، هل هو بخيرٍ ؟ هل انتظمت حرارته مرةً اخرى ؟ أظلّ ينزفُ الكثيرَ من الدماء ؟ أسيعود حتى ؟ ام ستظلُ تتدحرجُ مثل الكُرةِ بينَ بلادِ لا تفقه بها شيئٍ ؟ و لكن و في وسط تلكَ الإفتراضياتِ التي كانت تصنعها في عقلها، فكرةٌ قد طرئت عليها عدةُ مراتٍ، او بالأرجحِ أُمنية كانت هي .

ان يعودَ سالمًا ..

هو صادقٌ و هي تعلمُ ذلكَ، هي تعلمُ أن ما هو عليه الآن ما هي ألا مُجازفتَه ضد تيار مجرى الحياة الذي يدفعَه للهاويةِ ليصلَ للقاعِ غارقًا فالخطايا، هو فقط يحاول النجاة و في وسطِ محاولاتِه تلكَ قد ذاقَ من تلكَ الخطايا ألا انَه مازال يُجاهد حتى لا يُصبح نسخةً سيئةً من نفسِه .

هو مجردُ فتى قد قسى الدهرُ عليه ..

أم انها مُجرد خرقاء سهلٌ خداعها ؟

عادت بها ذاكرتها لتلكَ الليلةِ عندما حاولت اقتحامَ غرفته التي قد حرم عليها دخولها و قد افقدها بها انفاسها، و لكنها قد استيقظت و اول ما قد قابلها كانت دموعه الساخنةِ المُنسابةِ على وجنتيه، نظرتَه المٌنكسرةِ، توسله بأن تُسامحه، أيفعلُ الأنُاس السيئون هذا ؟

ظنته مُضطربٌ ..

أتؤذني ثُم تأتٍ باكيًا طالبًا غُفراني ؟ أيُ عقلٍ يُصدق هذا ؟

و لكنَها علمت بالفعلِ انها كانت مُخطئة، وعوده لها بالأمان، قد نفذها بالفعلِ، نظراتَه لم تعد جافةً خاويةً بل أصبح بها بعضًا من اللّينِ، أحقًا قد شعر بالذنبِ ؟ ام ان أفعاله من البدايةِ كانت مُختلقة ؟

و لكن يا من أنشغلَ عقلي به، لماذا تُبقني بجانبكَ حتى الآن ؟

صوتُ زحزحةِ المقعدِ قد أفاقها من شرودها مرةً أُخرى، و قد اتضح لها أستقامة هوسوك أخذًا طبقَه البلاستيكي بينَ يديه مُلقيًا إياه بالقمامةٍ مُعلنًا عن أنتهائَه .

𝐌𝐎𝐍𝐒𝐓𝐄𝐑 | 𝐊𝐓𝐇Where stories live. Discover now