XII

5.5K 604 262
                                    

M O N S T E R 1 2
-

|الكاتِـبة .|

ظهرَ من وراء الأشجارِ مُفصحًا عن هيئتَه التي قد أحتواها سروالًا قصيرًا باللونِ الأسودِ مُصاحبًا لقميصٍ فضفاضٍ واسعٍ بدونِ أكمامٍ مُشابها للسروالِ بلونِه، خصلاتَه الحمراء الطويلةَ ظهرت أكثرَ طولًا لكونها رطبةً مُبعدًا إياها بالكاملِ للخلفِ بعصابةٍ سوداء تستقرُ فوقَ الجزء العلوي من جبينِه و الجزء السُفلى قد أفصحَ عن حاجبيه الحادين الذانِ كانا يختفيانِ أسفلَ غُرتِه عادةً، و قد ظهرت عدةَ جديلاتٍ صغيرةٍ قد صنعها بنهايةِ بعضَ خُصلاتِه الصهباء على الطريقةِ الإفريقيةِ و ذاكَ قد لاقَ به بشدةٍ .

رُغمَ حسنِ مظهرِ و خصلاتِ شعرِه ألا أن ملامحَه كانت مُمتلئةً بالإمتعاضِ و الغضبِ، حدقتَاه السوداء كانتا تُطلقانِ أسهُمًا مُحمّلةً بالغضبِ، خطواتَه الغاضبةَ التي تدعسُ فوقَ الأرضِ أوحت بكم هو غاضبٌ و يشعرُ بالضيقِ .

"أينَ كُنتِ ؟ هاه ؟" ثارَ بوجهها ما أن وقعت عليها أنظارَه المُشتعلةَ، و ذاكَ قد راقها بشدةٍ .

أن تراهُ غاضبًا ذاكَ يُشبعُ نفسها من الداخلِ لشعورِه ببعضِ الضيقِ الذي يستوطنُ صدرَها بسببه و بسببِ أفعالِه و ردودِه الباردةِ و اللعوبةِ المُعتادة، غضبه الذي قد ظهرَ فجأةً جعلها تبحثُ عن ردودٍ لتستفزَه حتى يزدادَ غضبَه .

فليشعر قليلًا بما يطبقُ فوقَ صدرِها .

"أتجوّل ." و ردّها الهادئ أشعلَ أعصابَه جاعلًا من أنفاسِه تثقلُ بغضبٍ بينما يحاول تنظيمها حتى لا يتطاولَ عليها بالحديثِ .

"مرحبًا ." صاحَ غُرابي الشعرِ المُتدلي بالمُعاكسةِ من فوقَ الشجرةِ محاولًا جذبَ أنتباههم ألا أنَ الإثنانَ قد إلتهى كلٌ منهما بإفراغِ غضبِه ضدّ الأخرِ .

" و انا قد حذّرتكِ بعدمِ التجولِ بداخلِ الغابةِ ." رفعَ سبابتَه مُوجهًا إياه تجاهَها بحدةٍ

"شباب .." صاحَ المُتدلّي مرةً أُخرى ألا أنّه قد حصلَ على التجاهُلِ مرةً أُخرى .

"ألستَ تضعُ أفخاخًا بكلِ أتجاهِ، و لا يوجد شبكاتُ أتصالٍ هُنا ؟ أوليست تلكَ الجزيرةِ بسجنٍ ؟ لما أنتَ خائفٌ لهذا الحد ؟ لا يُمكنني الفرارُ ." سخرت ليقبضَ الأخرَ حولَ قبضتا كفاه محاولًا التراجعَ عن أذيتها لفظيًا .

"أنا هُنا أحاولُ حمايتكِ لا العكس، لما لا تفهمين ! " هسهسَ بغضبٍ ألا أن نبرتَه قد خانته جاعلةً منه يرفع صوتَه بنهايةِ حديثِه، صارِخًا .

"هيي، مرحبًا ." صاحَ المُتدلّي متمللًا و قد بات صبرَه ينفذ .

"و أنا لا أحتاجُ تلكَ الحمايةِ بحقِ الله !" صرخت هي الأُخرى فاقدةً هالتها الهادئةِ التي حافظت عليها كثيرًا ألا أنها باتت لا تستطيعَ كبتَ غضبها هي الأُخرى .

𝐌𝐎𝐍𝐒𝐓𝐄𝐑 | 𝐊𝐓𝐇Where stories live. Discover now