XIII

5.5K 529 115
                                    

M O N S T E R 1 3
-

|الكاتِـبة .|

"سيدةُ والكر، رجاءًا نحنُ نفعلُ ما بوسعِنا بمحاولةِ إيجادِ إبنتكِ ." تنهّد المُحقّق القابعُ خلفَ مكتبِه محاولًا التحدّثَ بلطفٍ لتهدئةِ تلكَ السيدةِ الماثلةِ أمامَه تحدّقُ تجاهَه بأعيُنٍ أمتلأتا بالدموعِ .

"هي مُتغيبةٌ عن المنزلِ منذُ أكثرَ من أسبوعٍ فلتفعلوا شيئًا بحقَ الله !!" هسهست بحقدٍ و قد تساقطت دموعها بحُرقةٍ مُعتقدةً أنهم يجلسونَ فقط خلفَ مكاتبهم تاركينَ أبنتها بالخارجِ و الإله وحدَه من يعلم كيفَ يحترقُ قلبها خوفًا عليها .

"سيدتي، أنا أُراعي كونكِ قلقةً و في حالةً من الأضطرابِ و لكننا نفعلُ ما بوسعِنا حقًا و نأملُ أن نحصلَ على أي شئٍ قريبًا ." تحدّثَ المُحققُ مرةً أُخرى آملًا أن تتفهم تلكَ السيدةِ موقفَه، ألا أن حديثَه قد جعلَ من بعضِ الأمورِ السيئةِ تتراقصُ في عقلِها المُنهكِ من كثرةِ التفكيرِ .

تساقطت دموعَها أكثرَ فأكثرَ مُحاولةً السيطرةَ على شهقاتِها الخائفةِ ألا أنها قد فشلت بذلكَ، مُتخيلةً صغيرتها تائهةّ، مُختطفةً، أو حتى مقتولةً .

أبنتها، جزءًا من قلبها و روحها فجأةً لما تعُد أبتسامتها تطوفُ حولها، و كأن قلبها قد أُقتُلعَ من صدرِها، فجأةً قد إختفت من تحتِ أنظارِها .

أسبوعًا كاملًا، أسبوعًا كاملًا تنتظرُ على أملِ أن تعودَ مرةً أُخرى لها، أن تعودَ كي تُخفّفَ حرقةَ روحها على  فُقدانها، ألا أنها لم تعُد .

"سيدةُ والكر ؟ أنتِ لستِ بخيرٍ، سوفَ أُكلّفُ أحدَ الضُباطِ بتوصيلكِ لمنزلكِ سالمةً، سوفَ أُعيدَها لكِ، ثقِ بي ." تحدّثَ المُحققُ مرةً أُخرى ما أن شاهدَ إنهيارها أمامَه، مُتمتمةً بكلماتِ أشتياقٍ مُعبرةً عن كم ما تشعرُ بِه من آلامٍ و مخاوفٍ .

شاهدها تستقيمُ بوهنٍ مُبتعدةً عن مرمى نظرِه، مُكفكفةً دموعها بجزعٍ شديدٍ، ماسحةً أعيُنها الداميةً و كأنها ستُقللُ من مقدارِ ذرفها للدموعِ، ساحبةً هالةَ حُزنها معها ألا أنها ام تشأ أن تتركَ أفكارَه المُتراكمةَ و شأنها .

يجبُ عليه التّحري أكثرَ ..
-

تقبعُ أمامَ الشابيين على الأريكةِ محاولةً كتمُ قهقهتِها ألا انها تفشل بذلكَ فكلما تقع أنظارَه على ذاكَ الغاضب الذي يجلسُ أمامَها مُناظرًا إياها بنظاراتٍ حادةٍ و صوتُ تنفسِه العالي قد سُمعَ بالأرجاءِ تتذكرُ كيفَ إستيقظَ مفزوعًا من سباتِه ما ان سكبت فوقَ رأسِه كوبَ المياةِ لينتفضَ صارِخًا بـ "أمي ."

راقبت ملامحَه المُمتعضةَ ثُمّ أنتقلت لملامحِ الأخرِ المُسترخيةِ مُمررةً أنظارها على جلستِه حيثُ كانَ رافعًا إحدَ ساقيه فوقَ الطاولةِ الصغيرةِ أمامَه و مائلًا برأسِه للخلفِ قليلًا، عكسَ الأخرِ الذي يودّ لو يمُكنَه الأنقضاضَ عليها لجعلِه مصدرًا للسُخريةِ بسكبها للمياةِ فوقَ رأسِه، أطلقت قهقهةً خافتةً ما أن أُعيدَ المشهدَ بمُخيّلتها تارةً أُخرى .

𝐌𝐎𝐍𝐒𝐓𝐄𝐑 | 𝐊𝐓𝐇Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz