VII

6.4K 681 162
                                    

M O N S T E R 7
-

|الكاتِبـة.|

أستيقظت على صوتِ نقرٍ مُتتابعٍ يصدرُ بالقربِ من مسامِعها، جسدها يرتجفُ بنعومةٍ للفحاتِ الهواء التي تضربُ بشرةُ ساقيها و مرفقيها، أعتدلت جالسةً بهلعٍ ما أن لاحظت الآثاث الغير مألوفٍ يحاوطها و لكن سرعان ما أدركت أنها تقبعُ بذاكَ الكوخِ مع شابٍ آسياويٍ ما يُعاني من أضطرابِ الشخصيةِ .

إستقامت ببُطءٍ من فوقَ المادةِ الناعمةِ التي تستلقِ فوقها ثُمّ أخذت من مخرجِ الغرفةِ وجهةً لها، دارت بمُقلتيها يمينًا ثمّ يسارًا باحثةً عن هيئتِه لكنها لما تجد أيّ شئٍ يدّل على وجودِه حولها .

عاد صوت النقرِ الذي أيقظها من نومتِها للصدورِ مرةً أُخرى جاعلًا منها تنحني بخطواتِها للخروجِ باحثةً عن مصدرِ ذاك الصوت .

تقدّمت قليلًا للأمام حتى بدأ يعلو ذاكَ النقر بشكلٍ ملحوظٍ .

تجمّدت قدماها ما أن وجدته يتمسّك بحافةَ فرعِ شجرةِ ما بذراعِه اليُسرى و قدمِه اليُمنى بوضعٍ خطيرٍ و يده الأُخرى تعقد حبالٍ ما بإحكامٍ و قوةٍ ملحوظةٍ حتى أنتهى، ثُم رفع قدمِه اليُسري لتتمسّك بالفرعِ و أفلتَ يدَه اليُسرى حتى أصبحَ يتأرجح فالهواء و كل ما يحميه من السقوطِ هي أقدامَه التي تتشبّثُ بالفرعِ بشكلٍ يدّب الرعب فالقلوب .

"صباحُ الخير ." صاحَ بصوتٍ عالٍ يُأرجح جسدَه بخفةِ فالهواءِ ما أن لمحَ هيئتها المُتشنجة تُحدّق تجاهه و الخوف يتراقصُ في حدقتيها .

"لماذا تُخالف القوانين الفيزيائية بحق الله ؟" تسائلت بحنقٍ من موضعِه ذاكَ ثُم أدارت أنظارها مُحدّقةً بالمكانِ حولها .

حيثُ الأجواء غائمةً و شُعاع الشمسِ يُحارب ليخترقَ تلكَ السُحب لينشرها على ذاكَ المُحيطِ الهادئِ بشكلٍ كبيرٍ و على أشجارِ الغابةِ الخضراء الرّطبة، الجو كان غائمًا ألا ان لونَ الأشجارِ من حولها مع السُحب الرماديةِ فالسماءِ و اصواتِ الأمواجِ الخفيفةِ أعطت مُناخًا داكنًا جميلًا و مُهدّئًا للأعصابِ .

"فلتتفقدي تلكَ الأرجوحةِ الشبكيّةِ، بتُّ أصنعها منذُ الصبحِ ." قلبَ حدقتيه بمللٍ لعدمِ ردها عليه و أسلوبها المتهجّمِ، ثُمّ قفزَ عن الشجرةِ بحركةٍ رشيقةٍ و سريعةٍ مُلامسًا الأرضَ بأقدامِه و مُستعيدًا وضعه الطبيعي بعد ان كان مقلوبًا .

"بربكِ فلتتفقديها لقد صنعتها من أجلكِ حتى لا تشعري بالملل ." سخِر ما أن مرّ بجانبها مُلتقطًا بعض الحبال و بدأ بلفّها بحركاتٍ سريعةٍ حتى عقدهم .

لفّت جسدها لتواجهَ انظارها ظهرَه الذي يواجهها بينما يُرتّب بعض الأخشابِ التي قد قطّعها بالفأسِ مُصدرًا أصواتَ نقرٍ أثناء نومها و الاستغراب قد ملأ محياها .

𝐌𝐎𝐍𝐒𝐓𝐄𝐑 | 𝐊𝐓𝐇حيث تعيش القصص. اكتشف الآن