فرَّ حلمها الجميل، و استمر الطنين في أذنيها مزعجا، رغم أن زعيق بوق المركبة قد توقف منذ لحظات، و انتهى احتكاك العجلات المثير للأعصاب قبل حلول الكارثة. ألقت ماريغولد بنظرات اللوم إلى رفيقها الذي اعتذر قائلا:"آسف!".
تحققت من طيف الشاحنة التي كادت تصطدم بهما في المرآة الجانبية و هو يختفي تدريجيا، ثم عادت برأسها إليه معاتبة:
"لِمَ كل هذه العجلة أوليفر؟ «بانبري» ليست بالمدينة البعيدة، دعنا نبلغها سالمين على الأقل!».
تأكد أنه يسير بالسرعة المطلوبة، و علق بغرور دون أن ينظر إليها:
"هدئي من روعكِ ميغ! أنتِ رفقة المفتش هاغان!“
"يُفترض بهذا أن يجعلك الأكثر احتراما للقانون!".
"فلنقل أنني منحت لنفسي رخصة اليوم، أنا في مزاج جيد".
تخلى عن متابعة الطريق، و أضاف متأملا شحوبها:
"و لا يبدو أنكِ كذلك! هل أنتِ بخير عزيزتي؟".
تحسست صدغيها بعياء، و ردت مشيحة عنه:
"اوه أجل... أنا فقط لم أحظ بنوم كافٍ أمس، كما تعلم... أمضيت وقتا طويلا في حزم متاعي، لذا... غفوت منذ قليل".
هزَّ رأسه و هو يراقب الطريق خلفه بنظره خاطفة، ثم عقب مازحا:
"حتى ظهرت تلك الشاحنة اللعينة من العدم، و أفسدت غفوتك الملائكية!".
حدجته قائلة:
"عليك الاعتراف أن قيادتك كانت ضربا من الجنون!".
"الحق معكِ".
استطرد بينما كانت هي تبتسم لا شعوريا لأفراد متلاصقة من أشجار الصنوبر الشامخة حول الطريق:
"أنا في أوج حماسي لأرى أمي، و أتصورها كذلك أيضا!".
فجأة لم تعد تبهجها المشاهد خارج السيارة، و لم تستطع المحافظة على ابتسامتها و هي تتخيل جاهدة تلك المرأة متحمسة لرؤيتها، يستحيل أن يكون ما قاله خطيبها حقيقة! السيدة هاغان الحديدية... و الحماسُ معا في العبارة ذاتها؟ حتى الخيال يرفض احتمالا كهذا! خاصة بعدما عزَّتها إثر وفاة والدها مؤخرا بصوت جاف، و كان كل ما تلفظت به يفتقر للعاطفة:
"أعتقد أن الوقت قد حان ليستقر ابني إلى جواري... سيكون زواجا دينيا حسب ما تعارف عليه آل هاغان لعقود... كما سيكون لابني جناحه الخاص في الفيلا..."
تفهمت ماريغولد أنه ابنها الوحيد، بيد أن ذلك لم يمنعها من الشعور بالحزن، فقد تمنت لو أن الكلمات لم تدُر حول أوليفر لوحده! في النهاية هذا زواجها هي أيضا، بدا لها أنه تم استبعادها عنوة عن اتخاذ أي قرار بشأن أهم خطوة في حياتها!

BẠN ĐANG ĐỌC
الغضب الأسود
Lãng mạnفسخت ماريغولد خطبتها لتنقذ طفلا صغيرا، لكنها تجد نفسها متهمة بمحاولة خطفه من طرف خاله القاسي! يسجنها راعي البقر هارولان كينغ في إصطبل على أرضه عقابا لها لأنها تجرأت على الوقوف أمامه بكل قوة، لكن ماذا سيفعل سيد قطعان الثيران حين يكتشف أن ماريغولد خطف...