فسخت ماريغولد خطبتها لتنقذ طفلا صغيرا، لكنها تجد نفسها متهمة بمحاولة خطفه من طرف خاله القاسي! يسجنها راعي البقر هارولان كينغ في إصطبل على أرضه عقابا لها لأنها تجرأت على الوقوف أمامه بكل قوة، لكن ماذا سيفعل سيد قطعان الثيران حين يكتشف أن ماريغولد خطف...
وضع هارولان قطعة الخشب التي سينحتها، مفكرًا في شكل معين يستلهم منه تحفته الجديدة، إنها أكثر هواية يحبها بعد ترويض الجياد و البقر، النحتُ على الخشب، تسحبه هذه الممارسة تحت أشرعة الليالي إلى عالم خاص به وحده، دقُّ الإزميل بالمطرقة يجعله يستعيد سيطرته على أعصابه، و نفخه بين حين و آخر على الرذاذ المتطاير يمتص غضبه، و إحداثه خطوطا و أشكالا شتى بين ثنايا الخشب يفتح أمامه آفاقا كثيرة لتأمل الحياة و ليكون هادئا متصالحا مع نفسه، هكذا كان دوما يمضي سهراته، يرتشف قهوته المُرَّة و يتحدث بلسان المِنحت و المِدَق.
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
رفع رأسه فجأة مستغربا الطرقة الغريبة التي استرعت انتباهه، هذا ليس السيد لي حتما! لا شكَّ إذن أنها إحدى الخادمات، عقد حاجبيه و عاد إلى تأمل قطعة الخشب مفكرًا، لو تبين أنها ساري الساذجة، سيحرص على منعها من اللهو مع ريك جونسون، فهو أيضا ليس مستعدا في الوقت الراهن لطرده و البحث عن مروض آخر في مثل كفاءته.
"يمكنك الدخول".
قال ذلك بلهجة عادية دون أن يتحرك من خلف مكتبه، منتظرًا توبيخ الخادمة و وعظها، دار مقبض الباب بهدوء، و فوجئ بماريغولد تدخلُ حاملة شيئا ما، تبا لذلك الشيء الذي تحمله! إنه لا يستطيعُ الانتباه سوى للحُسن الذي يطفحُ من كل قسماتها، لا شيء... لا شيء ينافس هذه المخلوقة قوةً و رقةً و بهاءً! لا شيء يشبه جرأة عينيها البندقيتين و لمعان شعرها المسترخي فوق كتفيها، كانت على وجهها أجمل ابتسامة رآها في حياته!
استجمعت ماريغولد كل قوتها لتتقدم نحوه، و تضع الصينية على المكتب، الآن فقط... أدرك أنها هي التي أحضرت له فنجان القهوة! بل فنجانين! و لكن... ألم تكن نائمة بجوار لِيو؟ هل هي حقا تقف أمامه الآن... أم أنه فقد صوابه؟ استفاق من شروده، أيقن أنه لا يتخيلها، و بدأ الغضب فورا يتشكل على وجهه، فسبقته بالكلام قبل أن يطلق عاصفة من الألفاظ القاسية: