الفصل 10|هناك نبض!

46.2K 2.2K 397
                                        


راحت اليد الصغيرة تتحرك برقة على خدها للحظات، ثم توقفت فجأة إثر صوت رجولي يقول:

"توقف عن ذلك! ستوقظها".

"لا بد أن تستيقظ في لحظة ما! أليس كذلك يا خالي؟".

لم ينل جوابًا فتابع:

"لماذا لم تتحرك و لم تفتح عينيها حتى الآن؟".

"لقد غادر الطبيب توا يا بطلي، ستستغرق ساعات طويلة لتستعيد نفسها".

"و لكن... ماذا لو لم تستيقظ؟".

غمر المكانَ الصمتُ مجددا فأضاف الصغير ببراءة:

"خالي! هل يمكن أن تستيقظ ماريغولد بقبلة؟".

حدق فيه هارولان بنظر مشدوه، فاستطرد لِيو بعفوية مضحكة:

"ألا يمكنك أن تكون الأمير الشجاع الذي يكسر تعويذة الشر و يوقظ الأميرة النائمة بقبلة؟".

تأمل هارولان الفتاة بفوضى مشاعره المتلاطمة لبرهة، إنه لم يرَ أميرة من قبل، و لم يسمع بقصة القبلة التي توقظ امرأة نائمة، و لا يكترث بقصص الحب السخيفة بأية حال، لكنه يجزم أنها أجمل من ألف أميرة خيالية! و يا للعجب...! إنه يتخيل ذلك! تخيل نفسه ينحني فوقها و يطبع قبلة شافية على ثغرها المنهك! فيزيل بها ظلم أيام و ليالٍ، عقد حاجبيه بنرفزة، و سحب بمعيته الطفل خارج ذلك المكان، أي سخافة طرأت على باله منذ لحظة؟ هل يمكن لقبلة أن تشفي المرء من الظلم؟ و هل يمكن لصانع الشر أن يكسر شروره بيده و أن يكون هو نفسه صاحب قبلة الشفاء؟

أفاقت ماريغولد مساءً شاعرة بعياء شديد يغلفها، كأنها ركضت ملايين الأميال، وجدت نفسها في غرفة غريبة، جالت بعينيها في السقف المرتفع و الجدران البيضاء دون أن تعي أين هي، السرير الذي يحمل جسدها واسع و مريح، و اللحاف الرمادي الذي يغطيها ذو خامة رفيعة، رفعت رأسها عن الوسادة مجفلة من ومضة الألم التي هاجمت صدغيها فجأة، أدركت من وجود الشرفة على يسارها أنها في غرفة بالطابق العلوي لذلك المكان، و لكن ما ذلك المكان؟ أين هي؟ و كيف وصلت إلى هنا؟

حاولت جاهدة أن تتذكر ما حدث، راحت تفرك صدغيها مقطبة الجبين، لتكتشف حائرة وجود ضماد يلف يسراها، أجل! إنها الآن تتذكر وقوفها في وجه هارولان كينغ، و لسعة سوطه القاسية التي أصابت يدها! جالت ببصرها في تلك الغرفة التي لم تبدُ كغرف المستشفى، هل يُعقل أنها...؟

قطع حبل أفكارها مزيج أصوات في الرواق، ثم تلا ذلك دخول مفاجئ لصبي صغير، ترك الباب مفتوحا، و ضحك ملء فيه ما إن وجدها على استيقاظ، أما هي فقد اتسعت عيناها غبطة حالما عرفته، و تمتمت بصوت خافت لا يزال يقبض عليه التعب:

"لِيو!".

نظر الطفل خلفه مترددا، ثم عاد بعينيه الواسعتين إليها و قال بقلق:

الغضب الأسودWhere stories live. Discover now