Part-1

989 24 2
                                    


"لماذا أنا؟ لما يحصل هذا لي أنا فقط؟ لما كل الأشخاص الذين أحبهم يتركونني؟.. واحدا تلو الآخر! هل قدري أن أعيش تعيسًا طول عمري؟ أم ربما القدر يتلذذ بألمي فحسب؟.. هذا غير عادل.. غير عادل أبدا.."

هذا ما كان يقوله ذلك الشاب ذو البذلة السوداء الواقف بين قبرين! قبر والدته التي تُوفيت وهو مجرد طفل وقبر أخيه الوحيد الذي كان معه في الأمس فقط لكنه الآن تحت التراب.. هذا ما كان يقوله دونغهي.

شاب بوسامة وجهه وطيبة قلبه يستحق حياة أفضل مئة مرة من تلك التي يعيشها، شاب في سِنه يُفترض أنه يعيش أحلى أيام حياته.. لكن لا! التعاسة إستمتعت برفقته وهي تنوي ألا تترك جواره.

وجهه خالي من أي تعبير.. جامد!

هو لم يعد نفس الشخص، الظروف القاسية غيرته.. هو لم يعد هو!

عندما كان طفلا كان أسعد إنسان، لما لا؟ كان لديه والدان محبان وأخ حنون، بالإضافة لكونه إبن أحد أغنى العائلات، حياته مثالية.. كانت!

قطع حبل أفكاره وتأمُلاته الفارغة صوت يبدو من نبرة صاحبه أنه ليس أفضل حالا..

السيد لي: مازلت هنا؟ (وضع يده على كتفه)
دونغهي: أبي.. أخبرني أن هذا مُجرد كابوس.. (بصوت مبحوح)
السيد لي: (إمتلأت عيناه بالدموع) أتمنى لو كان الأمر كذلك..
دونغهي: لماذا مات هذه الميتة البشعة؟ ألأنه كان صادقا ونزيها فقط؟
السيد لي: (يبكي)

أخوه تحت التراب ووالده أمامه يبكي بحرقة.. هذا كثير على أي شخص ليتحمله، خاصة شخص حساس مثل دونغهي!

لكن الغريب أن ردة فعله كانت مُعاكسه تماما، لو كان يبكي ويتحسر لكان الأمر مفهومًا وطبيعيًا.. لكنه لم يذرف أي دمعة و وجهه لم يُظهر أي تعبير، هذا كان مرعبًا.

الصدمة أثَّرت عليه بشكل مختلف، بشكل غريب، بشكل خطير..

(بعد مدة)
كان دونغهي في طريقه للخروج من المقبرة وهو يسندُ والده المنهار، خطوات متثاقلة، أفكار متصارعة.. قطعها شخص ما..

يونهو: مرحبا، أنا المحقق يونهو (إنحنى)
دونغهي: (ينظر إليه كمن ينظر للفراغ)
يونهو: أنا آسف على مأساتكما، أعلم أنه ليس الوقت المناسب.. لكن علي أخذ أقوالكما لأُباشر بالتحقيق في هذه القضية (أعطاه بطاقة عمله)

إبتسم دونغهي إبتسامة مُبهمة، غير مفهومة.. ومُحيرة! أكانت إستهزاءًا؟ ضعفًا؟.. أو قهرًا؟

دونغهي: تحقيق..؟ (مُبتسم)
يونهو: أعلم انكما مصدومان مما حصل لكن أرجوا أن تتعاونا معنا
دونغهي: ولما علينا ذلك؟ هل هذا التحقيق سيرجع أخي لنا؟
يونهو: (شعر بالأسف على حاله) لا لن يُرجعه، لكنه سيكشف الفاعل و..
دونغهي: (قاطعه) الكل يعرف من فعلها لكن لا أحد سيتجرأ على معاقبتهم (بنبرة كلها ألم)
يونهو: بلى! هناك قانون، هناك عدالة!
دونغهي: السلطة والمال.. فوق كل شيء، في هذا العالم كل شيء يرضخ لهما، حتى القانون والعدالة اللذان تتكلم عنهما (ذهب)
يونهو: أنا لن أتخلى عن هذه القضية! إذا غيرت رأيك يمكنك القدوم إلى مكتبي
دونغهي: (توقف عن السير، إبتسم بحزن، ثم أكمل طريقه)

(في المنزل)
يمشي بخطوات مُتثاقلة في أركان المنزل، كل ركن شاهد على ذكرى، قصة أو حادثة.. التي بقدر ما كانت جميلة بقدر ما أصبحت مُؤلمة.

لقد عاش كل حياته في ذلك المنزل، إذا لما يبدو غريبا و غير مألوف الآن؟

من الخارج يبدوا كالقصر.. كالجنة! من يراه يحسد مُلاكه و يتمنى العيش به، لكن هذا المنزل أصبح جُحرا خانقا لأصحابه، في ليلة و ضحاها أصبح مهجورا كئيبا بعدما كان ينبض بالحياة، الضحكات المتعالية، الخطوات الصاخبة، الأحاديث الطويلة.. لكن كلها توقفت!

(Donghae Pov)

"لا أحد يستطيع إدانتهم، لا أحد سيتجرأ على معاقبتهم.. لكن أنا سأفعلها! أخي.. موتك لن يكون عبثا، كل من تسبب به سيدفع الثمن! 06 أفريل 2017 اليوم الذي بدأ فيه العد التنازلي.. لموتهم!" (ينظر بشر و حقد)

(Pov End)

السادس من الشهر، الرقم ستة (06).. تذكروه جيدا !

 القاتل06Where stories live. Discover now