Part-2

420 23 1
                                    


يقتلون القتيل ويمشون في جنازته.. هؤلاء هم أحقر البشر، هل تعلمون ما هو الأسوء؟ أنه لا يوجد دليل ضدهم، ولا أي دليل!

العالم الذي نعيش به غريب جدا، في هذا العالم أحيانا الطمع والحقد قادران أن يدفعا صاحبهما لإرتكاب أبشع الأفعال.. حتى القتل! والأغرب أن الطيبة والنية الحسنة قد يضعان صاحبهما في أخطر المواقف.. حتى الموت!

وهذا بالظبط ما حدث معه.. لي تيوك.

لي تيوك هو الإبن البكر من الجيل الثاني لعائلة لي، منذ ولادته كان تيوك مصدر سعادة للمحيطين به، أولا نشر البهجة في عائلته عند ولادته كأول حفيد وأول وريث، كان إبنا بارا لوالديه وفخرا لعائلته، كان أفضل صديق، وأرق إنسان.. كان!

وما زاد الفرح فرحة في تلك العائلة هو قدوم فرد جديد إليها.. دونغهي.

دونغهي شخص ينطبق عليه قول "وُلد وفي فمه ملعقة من ذهب"، فحياته كانت مثالية من كل النواحي والكل يحسده عليها، قد يكون مشاغبا بعض الشيء وله فكر مُغاير عن عائلته لكنه شخص مُحب وحنون القلب.

لسنوات كان كل شيء مثاليا حتى جاء اليوم المشؤوم، اليوم الذي شُخصت به السيدة لي بمرض السرطان، حاول زوجها إنقاذها بكل الطرق، أخذها لأرقى المستشفيات، جعل أفضل الأطباء يُشرفون عليها.. لكن دون جدوى!

في غضون بضعة أشهر هلكها المرض وتوفتها المنية، في غضون بضعة أشهر ترمل رجل وتيتَّم طفلان ونقصت عائلة..

لكن على الأقل لم تمت لوحدها في سرير المشفى، بل لفظت أنفاسها الأخيرة في منزلها، في سريرها الدافء، بين أحباءها.

"إهتم بأخيك جيدا، إرعاه واغمره بحبك دائما.. لا تتركه ولا تفرط فيه أبدا.. أبدا" هذه كانت كلماتها الأخيرة وسط فيض الدموع، هذه كانت وصيتها الاخيرة لإبنها لي تيوك، وكم أحسن تنفيذها..

كم كان صعبا عليهم العيش بشكل عادي بعد هذه النكسة، لكن حبهم وتمسكهم ببعضهم البعض ساعدهم على تجاوز الأمر نوعا ما.. إستغرق الأمر بعض الوقت لكن تجاوزوه.
_____________

تيوك: يااا إنهض! ستتأخر على الجامعة أيها الغبي
دونغهي: دعني أنم قليلا بعد..
تيوك: هل سهرت مجددا؟ لما تفعل هذا وأنت تعلم أنه لديك محاضرات في اليوم التالي؟! (يضربه)
دونغهي: (نهض بملل) ليس الأمر كأني أستفيد من ذهابي للجامعة، أنت تعلم أني أذهب مُجبرا
تيوك: لا أمل منك! (ضربه برجله)
دونغهي: اااااه هذا مؤلم!! (يتظاهر بالألم) لكن لا! أنا لي دونغهي ولا شيء يؤثر علي!! (يبالغ بالتمثيل)
تيوك: (ينظر له بإستهزاء) تخلى عن الغناء والموسيقى وإتجه للتمثيل.. سيكون لك مستقبل مشرق!
دونغهي: (تمدد مرة أخرى) ما العمل؟ أنا فقط متعدد المواهب جيد في كل شيء! ااااه كم هو صعب العيش بهذا الشكل.. عليك أن تكون فخووووورا لأن لديك أخ مثلي (بغرور)
تيوك: (يكتم ضحكته) فخور؟ هل تريد أن ترى مدى فخري بك؟

في ثواني تحول من رجل رزين وجاد إلى طفل مشاغب وبدأ في ضرب و دغدغة أخيه..

دونغهي: (يضحك بشدة) توقف أرجوك.. أرجووووك!!
________________

دونغهي: لي تيوك!!!! (إستيقظ فزعا)

نظر حوله للحظات وسرعان ما أدرك أنها مجرد ذكرى جميلة أصبحت مؤلمة، سرعان ما أن أدرك أنه مجرد حُلم.. كم تمنى ألا يستيقظ أبدا.

نهض من الركن الذي غفى فيه وظل يتأمل أنحاء الغرفة.. لم يتغير بها شيء لكن لما تبدو كئيبة لهذه الدرجة؟ هل الغرفة إشتاقت لصاحبها أيضا؟ إذا كان هذا حال الجماد، فكيف يكون وضعه هو؟ هو مجرد إنسان.. من لحم ودم!

وقع ناظره على صورة كانت موضوعة في مكتب لي تيوك، صورة له مع شقيقه ووالده.. كم كانوا سعداء في تلك الصورة!

دونغهي: (يلمس الصورة) كنا عائلة مثالية.. بفضلك! كيف سنستمر بدونك؟ أخي كن واثقا أني لن أدعهم ينجون بفعلتهم! (مسح دموعه المتجمعة قبل أن تنزل)

ثبَّت ناظره على وجه والده في الصورة، شعر بسوء أكبر لأنه أدرك أنه بالكاد تحدث مع والده بعد الحادثة، فحتى لو كان مقهورا لخسارته أخوه وجد أنه كان مُقصرا تجاه والده الذي خسر إبنا، ففي النهاية لم يبقى إلا هما الإثنين، وعليهما دعم بعضهما في هذه المحنة.

 القاتل06Where stories live. Discover now