Part-15

154 15 2
                                    


ماء ساخن.. حد الغليان! سُكب عليه دفعة واحدة جعلته يستيقظ مُنتفضا من إغماءه..

حاول النهوض لكن دون فائدة، فأمتار من الحبال مُلتفة به..

حاول الصراخ لكن دون فائدة، فطبقات من الشريط موضوعة على فمه..

حاول النظر لكن دون فائدة، فالظلام يُغطي كل ما حوله..

"قاعدتي أن أترك ضحاياي يرتاحون أطول وقت قبل أن أُباشر عملي عليهم، لكن مع الأسف.. أنا أتوووق لأضع يدي عليك، إعتبره سوء حظ"

إقشعر بدنه رغم نبرة الصوت المنخفضة والصوت المُريح..

إشتعل المصباح الذي فوقه، ضوء خافت لكن كافي ليجعله يرى المكان الذي هو به و الشخص الذي يكلمه، كافي ليجعله يدرك أنه في ورطة..

دونغهي: (يبتسم بخبث)
السيد كانغ: (يحاول التكلم وتحرير نفسه)
دونغهي: اووه آسف! (أزال الشريط من فمه بقوة) هكذا أفضل؟
السيد كانغ: لي دونغهي!!! ما الذي تظن نفسك فاعله؟ فك رباطي حالا!!
دونغهي: هههههههه لا تغضب.. أكيد سأفكه! لكن بعد أن تصبح جثة هامدة
السيد كانغ: (نشف الدم من عروقه) ما.. ما الذي تقصده؟
دونغهي: (أحضر كرسيا وجلس مقابله) أنت تعلم جيدا ما أقصده (يغمز)
السيد كانغ: ههههههه (يضحك بشدة) وهل تظن أنك قادر على إيذائي؟ أنا متأكد أن رجالي يبحثون عني، وواثق أنهم سيجدونني قريبا وأنت.. ستكون في عداد الموتى!! سأحرص على دفنك بجوار والدك وشقيقك.. ألست لطيفا؟
دونغهي: (يستشيط غضبا) أنا سأموت وسأُدفن أمام عائلتي بالتأكيد لكن.. (يخنقه) بالتأكيد ليس الآن! ليس قبل أن أنتهي منكم جميعا
السيد كانغ: (يختنق)

كان سوف يموت بين يديه لو لم يتحكم دونغهي بغضبه في الوقت المناسب، الموت مخنوقا ليس عذابا كافيا، شخص مثله لا بستحق ميتة سهلة كهذه!

دونغهي: كان هذا وشيكا..
السيد كانغ: (يلتقط أنفاسه بصعوبة)
دونغهي: اااه نسيت تقريبا (جلس مرة أخرى)

فرقع اصابعه فدخل فجأة بعض الرجال ضخمي البنية..

الرجال: تحت أمرك سيدي! 
دونغهي: إحرصوا على ألا يدخل أحد.. لا أحد! (بنبرة آمرة) يمكنكم الخروج الآن..
الرجال: حاضر سيدي! (خرجوا)
السيد كانغ: (مصدوم مما يراه) هذا.. هذا مستحيل!!
دونغهي: ما الذي كنت تقوله؟ رجالي سيبحثون عني؟ رجالي سيجدونني؟ رجالي سيقتلونك؟ رجالي.. رجالي.  رجالي.. (يقلده) ما رأيك بهذا الآن؟
السيد كانغ: ك.. يف..؟ (عاجز عن الكلام)
دونغهي: سهل جدا، أغدقتهم بالمال! أضعاف مُضاعفة مما كانوا يتلقونه وهم تحت خدمتك
السيد كانغ: (إمتلأ جبينه بالعرق)
دونغهي: كان لدي قناعة أن المال ليس كل شيء، وطالما كنت مُشككا فيما يسمى "سلطة المال" و "قوة المال".. حتى قابلتك! (وضع رجلا على رجل) بفضل المال إستطعت خداعك بسهولة، جعلتك تثق بي بشكل كلي، إشتريت ولاء رجالك.. المال سهل علي كل شيء! 
السيد كانغ: إذا كانت هذه خطتك منذ البداية؟
دونغهي: لقد ظننت أن التقرب منك سيكون صعبا، لكن جشعك.. أعماك!
السيد كانغ: (إمتلأت عيناه بالدموع)
دونغهي: (يبتسم) ماذا ظننت؟ أني حقا سأصادق شخصا مثلك؟ الشخص الذي دمر حياتي؟! لقد أردت قتلك في كل لحظة قضيتها معك (يشد قبضته) لكن كان علي التحمل والتظاهر بالود لأصل لهذه النقطة!
______________

عاجل: "كما توقع مركز التحقيق لم يتوقف الجاني عن جرائمه، واليوم، في السادس من الشهر تم العثور على جثة أخرى.."

عاجل: "يبدو أن الجاني لن يتوقف، بل هو يزيد في جرعة إجرامه! في كل مرة تكون جثة الضحايا في حالة أسوء، إلى متى سيستمر هذا؟ ولماذا؟.."

عاجل: "الجاني المجهول الذي بث رعبا في نفوس المواطنين و الذي أصبح يُلقب بالقاتل 06، ألقى جثة ضحيته الجديدة في نفس المكان.. ترى من يكون هذا المجرم؟"

إرتسمت إبتسامة كبيرة على وجهه وهو يُقلب القنوات الإخبارية، لقد أصبح حرفيا حديث البلد، كابوس رجال الأعمال ولغز كل محقق..

دونغهي: القاتل 06؟ ليس سيئا.. ليس سيئا على الإطلاق!
_____________
(في مكتب التحقيق)

ذهب دونغهي ليتفقد الأجواء ويتطمن على صديقه بعد الذي حصل، لكنه صدم بما رآه! فقد كان ذلك المكتب المنظم مقلوبا رأسا على عقب، وصديقه المعروف برصانته فاقد أعصابه بشكل كلي ويدمر كل شيء أمامه..

يونهو: هذا مستحيل!! كيف أفلت بهذه السهولة؟!! (يصرخ ويرمي الأشياء)
دونغهي: (يمسكه) يااا توقف!! لا تفعل هذا بنفسك!
يونهو: كيف يمكن أن يحصل هذا؟ ذلك النذل يلعب بنا وبأعصابنا!!
دونغهي: (أجلسه على الكرسي) إهدأ قليلا، لا شيء سوف يُحل بالغضب
يونهو: لقد كان كل شيء مجهز بشكل مثالي للإمساك به.. لكنه أفلت! كيف؟ (ينظر للفراغ)
دونغهي: أنت لا تبدو بخير، دعنا نخرج لإستنشاق الهواء..

(في الخارج)

يونهو: شخص آخر مات.. بسببي! لأني عاجز عن الإمساك بذلك القمامة
دونغهي: لا تلم نفسك! أنت تبذل جهدك وتفعل كل ما بإستطاعتك للإمساك به
يونهو: لكن كل هذا بدون فائدة.. (جلس على أحد الكراسي) هل تعلم ما هو أكثر شيء يقهرني؟ عائلات الضحايا..
دونغهي: (ينظر إليه بتأثر)
يونهو: ترى ماذا سيحصل لهم؟ بعدما رأيتك تنهار عند خسارة شقيقك.. أصبح هذا ما يقلقني! هل سيمرون بما مررت به؟ سيعانون مثلك؟ أقل منك أو ربما أكثر..؟ لا أحد يعلم..
دونغهي: (يُمسك كتفه) جميل أنك تفكر بهذا الشكل.. (إمتلأت عيناه بالدموع) قلبك الطيب.. هذا أكثر شيء أحبه فيك
يونهو: (متأثر) احم.. ماذا تقصد؟ (يغطي صدره) أنا لست هذا النوع من الرجال! (يُلطف الجو)
دونغهي: (يضحك) أنت مجنون! بالكامل! (ضربه)
يونهو: (وقف) ااااه أشعر أني بحال أفضل بعد رؤيتك والتحدث معك
دونغهي: لا تحاول! لست من هذا النوع..
يونهو: في أحلامك! علي العودة الآن، ما رأيك ببعض المشروب لاحقا؟
دونغهي: أكيد (يبتسم)
يونهو: حسنا إذا، سأذهب
دونغهي: (ينظر إليه وهو يمشي) هل تظن أني لم أفكر بهم؟ لا تقلق بشأنهم..

كل شخص قتله دونغهي أو سوف يقتله هو شخص فاسد وشرير، شخص لا يهتم إلا بنفسه ومصلحته..

معظمهم ليس لديهم أُسر أصلا وكل ما يفعلونه هو السعي نحو ملذات الحياة، والقليلين الذين لديهم جعلوا من حياة زوجاتهم وأولادهم جحيما.. لذلك فموتهم أرحم لعائلاتهم من حياتهم.
______________

"أنا لست سيئا لهذه الدرجة! أنا لن أسمح أن يكون هناك دونغهي آخر.. لا أحد يستحق أن يمر بما مررت به"

 القاتل06Where stories live. Discover now