Part-8

169 18 0
                                    

دوار.. صداع.. ضياع.. عدم القدرة على الحركة.. هذا ما كان يحس به ذلك الشخص المربوط على كرسي مُهترئ..

يفتحُ عينيه بصعوبة، يُحاول تحرير نفسه دون جدوى.. آخر ما يذكره أنه كان في طريقه لمنزله بعد عشاء العمل ثم.. بوم!! وجد نفسه هناك.

في غرفة مُظلمة إلا من ضوء بسيط، يسودها هدوء تام لكن مُخيف.. أين؟ كيف؟ لماذا؟.. لم يفهم!

لوهلة ظن أنه يتخيل أو يحلم، لكن عندما أدرك وضعه بدأ بالصراخ كالمجنون..

السيد نيم: يااااااا من فعل هذا؟ هل تعلمون من أنا؟ سأجعلكم تندمون!!! (يصرخ) هل من أحد هنا؟ فليجب أحد!!!

ظل على هذا الحال للحظات..

"ضجيج.. ضجيج.. اااه كم أنت.. مزعج!"

الهدوء، الحقد، برودة الأعصاب.. كلها تجمعت في نبرة صوت واحدة جعلت الدم يجف في عروق سامِعها رُغم قِلة الكلام..

السيد نيم: من.. من أنت؟ (بصوت مُرتعش)

الوضوح، التناغم، التثاقل.. كلها تجمعت في خُطوات خلقت رعبًا للمُنتظر رغم صغر المسافة..

"لم تتعرف علي؟ لقد أحزنني هذا نوعا ما.."

صوت مألوف، ملامح مألوفة رغم الإضاءة الخافتة..

السيد نيم: (شهق) أ.. أنت!!! (مصدوم)

"إستغرقت بعض الوقت.." (يستمر بالتقدم بخطوات متثاقلة)

السيد نيم: ما الذي تظن نفسك فاعله؟ فكني حالا دونغهي!! (يصرخ)
دونغهي: (أمسكه من رقبته وقرَّب وجهه) وفِّر صراخك! نحن لم نبدأ بعد.. (بإبتسامة جانبية مرعبة)
السيد نيم: ما الذي تقصده..؟ نبدأ ماذا؟
دونغهي: أنت تعرف ماذا أقصد.. (يضغط على رقبته أكثر) تظن أني لا أعلم ما فعلت حقا؟
_______________

(أيام قبل الحادثة)
(في المنزل)

كان تيوك في مكتبه المنزلي يتفقد بعض الملفات الخاصة بالعمل، أما دونغهي فكان بالخارج يتدرب مع أصدقاءه ككل يوم، عندما رجع للمنزل أول شيء فعله هو البحث عن شقيقه كالعادة..

دونغهي: هل أخي هنا؟
أحد الخدم: أجل سيدي، لقد وصل منذ قليل..

(في غرفة تيوك)

دونغهي: تيوووك!! (فتح باب غرفته) اووه ليس هنا؟ لابد أنه في مكتبه..

قبل أن يُغلق الباب لمح شيئا يضيء على السرير..

دونغهي: ما هذا؟ لقد ترك هاتفه هنا.. اااوه هناك الكثير من المكالمات التي لم يجب عليها، سآخذه إليه

بمجرد أن أمسكه رنَّ مرة أخرى، بدا له أن الأمر طارئ لذا قرر أن يجيب، ويا ليته لم يجب..

"أخيرا أجبت؟ تجاهل إتصالاتي ورسائلي لن يفيدك بشيء! إفعل ما طلبوه منك فحسب.. مبادئك وأخلاقك الحميدة ستكون سببا في هلاكك" (أُغلق الخط)
دونغهي: (مرعوب) من يتكلم؟ من أنت!! 

(في المكتب)

دونغهي: (دخل دون أن يطرق الباب وعلى وجهه علامات الصدمة)
تيوك: هذا أنت.. (يبتسم) ما بك؟ هل حصل شيء ما؟
دونغهي: أنا من يجب أن أسألك!! هل حصل شيء ما؟
تيوك: ما الذي تتكلم عنه؟
دونغهي: (حكى له ما حصل) من يكون؟ لما يهددونك؟
تيوك: (يُحاول الإبتسام) كم أنت ظريف! شيء سخيف كهذا أخافك؟ نحن رجال الأعمال دائما نتلقى هذا النوع من الإتصالات المُستفزة
دونغهي: لكن..
تيوك: (قاطعه) ألا تثق بي؟ لا داعي للخوف
دونغهي: (عانقه) طبعا أثق بك! لكن.. كن حذرا أرجوك (إمتلأت عيناه بالدموع) بعد وفاة أمي أنت أصبحت كل شيء بالنسبة لي، إذا حصل لك شيء.. أنا.. أنا.. (يبكي)
تيوك: لن يحصل لي شيء (يُربت على كتفه) أنا لن أتركك أبدا
____________

ظل صدى هذه الكلمات يتردد في أذنيه "انا لن أتركك أبدا.. أنا لن اتركك أبدا.."

دونغهي: ظننت أني لن أعرف؟ ظننت أنك ستنجو بفعلتك؟ (إمتلأت عيناه بالدموع)
السيد نيم: (تنزل قطرات العرق من جبهته) لست أنا.. لست أنا.. أنا فقط كنت أنفذ الأوامر! أرجوك إغفر لي.. أرجوك حافظ على حياتي..
دونغهي: أعلم .. اعلم أنك لست المجرم الوحيد لكنك ستكون أول من يدفع الثمن.. تعلم لماذا؟ (أمسكه من فكه بقوة) لأنك أسوءهم! أنت كنت حوله، قريبا منه، وتراقبه طول الوقت (يضغط أكثر) لأنك خائن!! (يصرخ)

 القاتل06Where stories live. Discover now