Part-13

170 17 1
                                    

(يوم الحادث)

كان جالسا في مكتبه يعمل كالعادة حتى ورده إتصال عاجل بأن هناك حادثة قلبت المدينة رأسا على عقب وأن عليه الذهاب للمشفى في أسرع وقت للتحقيق في الأمر..

عندما وصل للمشفى وجد حشودا كبيرة تعلو وجوههم ملامح الحيرة، الخوف والتعجب..

إستدعى الطبيب وبدأ بسؤاله أسئلة روتينية كساعة الوفاة، وسبب الوفاة.. إلخ، ثم حقق مع بعض الناس الذين كانوا مُتواجدين في مكان الحادثة..

أشاروا له عليها، فتاة جالسة في الركن، مرعوبة وكل خلية في جسمها ترتعش، تنظر في الفراغ.. آيرين!

يونهو: (إقترب منها) عفوا أنا المحقق يونهو، هل يمكنني أن آخذ القليل من وقتك؟ أريد أن أسألك بعض الأسئلة عن هذه الحادثة
آيرين: (تنظر ليديها المرتعشة) لقد.. لقد كان بين يدي.. لقد كان مُمسكا بيدي هذه.. لقد تكلم معي.. كيف..؟ (تتكلم بصعوبة)
يونهو: لقد سمعت أن حالته كانت مُستعصية ولم يكن هناك أمل في نجاته على أية حال
آيرين: ربما أنا فعلت شيئا خطأ؟ (تنظر للفراغ) ربما لم أُسعفه بشكل صحيح؟ أنا لا أستحق أن أكون طبيبة!! (تبكي بهستيرية)

ظلت تنظر بخوف ليدها وملابسها المُلطخة بدمه الذي لم يجف بعد، صوت أنينه كان يتردد على مسامعها..

آيرين: (إنكمشت على نفسها ووضعت يدها على أذنها) آسفة.. آسفة..
يونهو: (أنزل يدها) هو لم يمت بسببك!! ليس أنتي من جعله في تلك الحالة!! أنتي لستي مذنبة!! (يصرخ عليها)
آيرين: لكن..
يونهو: (قاطعها) أنتي حاولتي إنقاذه! بينما ظل الجميع ينظر إليه.. أنتي بذلتي جهدك لإنقاذه! أنا واثق أنه ممتن لك..
آيرين: كيف يمكن لشخص فِعل هذا بشخص آخر؟ أنا لا أصدق..
يونهو: مع الأسف ليس الكل أخيارا، نحن نعيش في عالم مليئ بالوحوش على هيئة بشر
آيرين: المجرم يجب أن يُعاقب.. (أمسكت يده برجاء) عِدني أنك ستجده!!
يونهو: أعدك (يبتسم) أنتي لستي بخير، إرتاحي اليوم وغدا تعالي للإدلاء بشهادتك
آيرين: (صامتة)
يونهو: أنتي الشاهدة الرئيسية.. شهادتك ضرورية للبدأ بالتحقيق، ستأتين صح؟
آيرين: ( مسحت دموعها وأشارت ب"نعم" برأسها)

كانت هذه مجرد قضية كغيرها بالنسبة له، لكنها أصبحت أهم قضية، أكثر قضية يرغب بحلها..

الكل أغلق التحقيق في القضية بسبب نقص الأدلة، لكن هو لن يرتاح حتى ينفذ وعده لها.

من بين كل المجرمين، يُريد أن يُمسك بمُرتكب هذه الجريمة.. من أجلها!
______________

جالس في مكتبه يُفكر في ذلك اليوم، وفي تلك الفتاة، الفتاة التي أسرته بطيبتها وبرائتها، الفتاة التي حركت بداخله أحاسيس لم يعرفها قبلا..

نفس الفتاة أصبحت مركز إهتمام شخص آخر، وليس أي شخص.. بل صديقه المُقرب!

كان يخطط أن يعترف لها بعد أن يُنفذ وعده لها، لكن يبدو أن للقدر خططا أخرى لها..

إذا كان هناك شخص يعرف ما مرَّ به دونغهي، شخص يفهم مقدار الألم في قلب دونغهي، شخص يتمنى السعادة لدونغهي.. فهذا الشخص هو يونهو! لهذا هو قرر الإنسحاب فحسب..
______________

بمرور الأيام أصبح دونغهي وآيرين اكثر قربا من بعضهما، الآن لم تعد شفقتها تجاهه أو فضوله تجاهها هو ما يجمعهما فقط..

رغم إنشغالهما الشديد، إلا أنهما كانا يحرصان على تخصيص بعض الوقت للقاء بعضهما، لم يعرفا ما طبيعة العلاقة التي تجمعهما.. صداقة؟ إنجذاب؟ إعجاب؟ أم حب؟ لا يهم.. المهم أنهما معا.

(في المقهى)

ذلك المقهى الصغير أصبح عش حبها، فهما غالبا ما يلتقيان فيه..

دونغهي: لا تبدين بخير، هل هذا بسبب ما حصل؟
آيرين: هل نحن نعيش في غابة مع وحوش؟ حصول الأمر مرة كان مُرعبا بالفعل!
دونغهي: (صامت)
آيرين: أنا حقا أكره منظر الدماء، وأكره كل من يتسبب بإراقتها، أتمنى ان يُلقوا القبض على المجرم في أقرب وقت
دونغهي: (طأطأ رأسه)

لم يجد ما يقوله، ماذا سيقول؟ أنه أصبح أحد الوحوش الذين يُرعبونها؟ أنه أصبح مُريقًا للدماء التي تمقتها؟

آيرين: سمعت أنه مدير أحد شركاتك.. هل هذه صدفة حقا؟
دونغهي: هل أنتي قلقة علي؟ (بخبث)
آيرين: يااا (ضربت ذراعه) هل الأمر مُضحك؟
دونغهي: (تذكر قلق يونهو) هل إتفقتما علي؟
آيرين: ماذا تقصد؟
دونغهي: (يبتسم بحزن) وجود أشخاص يقلقون علي.. يمنحني شعورا جيدا
آيرين: أنت شخص جيد (أمسكت يده) لن تكون وحيدا أبدا، وستكون مُحاطا بأشخاص يحبونك دائما
دونغهي: (وضع يده الأخرى على خده) وهل أنتي منهم؟
آيرين: (سحبت يدها بإرتباك وأصبح وجهها أحمر من الخجل)

فجأة رن هاتفه..

دونغهي: لحظة فقط! إنه إتصال مهم.. (إبتعد قليلا)
آيرين: كم هو جريئ! يجعلني أتوتر دائما (تلوح بيدها على وجهها)

دونغهي: أهلا سيد كانغ، لقد كنت أنتظر إتصالك.. اليوم؟ ليس لدي خطط.. حسنا يبدو هذا مناسبا.. أراك لاحقا (أغلق الخط وعلى وجهه أكبر إبتسامة)

آيرين: (تُخفي خجلها) تبدو سعيدا، من كان المتصل؟
دونغهي: شخص لدي معه صفقة عمل كبيرة ويبدو أنها ستنجح.. ما العمل؟ أردت البقاء معك لوقت أطول لكن علي الذهاب لإجتماع طارئ
آيرين: لا بأس! عملك أولى..
دونغهي: أراكي لاحقا (ذهب)
آيرين: دونغهي!!
دونغهي: (توقف عن السير)
آيرين: حظا طيبا في إجتماعك!
دونغهي: (إبتسم لها وأكمل طريقه)

آيرين: إنه فريد من نوعه! أي شخص في مكانه سيتدمر بعدما حصل له.. لكنه يتعامل مع الأمر بشكل جيد
______________
"سعيد بإتصالك سيد كانغ، سعيد بإتصالك فريستي الجديدة.."

 القاتل06Where stories live. Discover now