Part-29

270 19 6
                                    

دونغهي: ما الذي تفعلينه هنا؟

"آيرين؟ ماذا حصل؟ هل أنتي تبكين؟ أين أنتي الآن؟.."

آيرين: (خبأت الهاتف وراء ظهرها) كنت أنت؟ منذ البداية..؟ (تتكلم بصعوبة)
دونغهي: دعيني أشرح أولا.. (إقترب خطوة)
آيرين: (تراجعت خطوة لخلف)

"تباااا أنت!! تعقب هذا الرقم وإعرف مكانه فورا"

إستمر بالإقتراب، ومن كل خطوة يخطوها كانت هي تبتعد خطوتين..

دونغهي: هل تبتعدين عني؟ هل أنتي خائفة مني؟ آيرين.. إنه أنا! دونغهي.. (بنبرة كلها حزن وإنكسار)
آيرين: (إصطدمت بطاولة صغيرة) لا لست دونغهي الذي أعرفه! دونغهي خاصتي شخص طيب القلب ومرهف الأحاسيس.. ليس سفاحا! (إمتلأت عيناها بالدموع)
دونغهي: (مصدوم)

"سيدي إنه حي كانغنام، تقاطع الشارعين 13 و 15، المنزل رقم 103"
"إنهما في منزله!! أطلب الدعم!! سنذهب إلى هناك.."

آيرين: أنا.. يونهو.. كنت تخدعنا وتستغفلنا منذ البداية، هل كان هذا ممتعا؟ مشاهدتنا نقضي أوقاتا عصيبة بسببك كان ممتعا؟ (بنبرة حادة) ألهذا تقربت منا؟
دونغهي: لا آيرين! ليس الأمر كذلك.. أعترف أنه كانت لدي نوايا أخرى في البداية لكن..
آيرين: (قاطعته) كم أنا غبية.. حياتي كلها كانت أحزان ومآسي، كان علي أن أعرف أن هناك خطبا ما عندما بدأت بالتقرب مني فجأة.. وإلا لماذا سيهتم شخص مثلك بفتاة مثلي أصلا؟ (تنزل دموعها من أعينها كالشلال)
دونغهي: (أمسك وجهها) إذا كان هناك شيء صادق بشأني في الفترة الماضية فهو علاقتي بك وصداقتي بيونهو..
آيرين: (أبعدت يداه) لماذا فعلت هذا؟ لماذا؟ (تصرخ وتبكي)
دونغهي: (لم يجد ما يقوله وطأطأ رأسه)

فجأة سمع صوتا غريبا.. صوت كالصافرة.. يبدو بعيدا لكنه قريب.. نظر حوله حتى عرف مصدر الصوت..

"أطفأه أيها الغبي!!" (يقصد سارينة سيارة الشرطة)

دونغهي: (أمسك يدها التي كانت خلف ظهرها) هل..؟ (مصدوم)
آيرين: (أمسكت مسدسا كان على الطاولة) الشرطة في طريقها، لا تتحرك من مكانك وإلا.. !! (توجه المسدس نحوه بأيدي مرتعشة)
دونغهي: آيرين.. (بأعين دامعة) كلانا يعلم أنكي لن تستطيعي فعلها.. (يقترب أكثر)
آيرين: قلت لك لا تتحرك!! (تصرخ)

"دونغهي!! لا تتهور!!" (يصرخ)

دونغهي: (ضغط على مكبر الصوت) هذا.. أنت؟(يبتسم بحزن)
يونهو: لا تفعل شيء قد تندم عليه!!
دونغهي: هل أنت قلق عليها؟ مني أنا؟ هل تظن أني سأكون قادرا على إيذائها؟ هههههههه (يضحك بهستيرية) يظن أني سأؤذيك!! لابد أنه فقد صوابه..
يونهو: دونغهي.. الشرطة في طريقها، سلم نفسك فحسب.. أتوسل إليك! إنها نصيحة من صديق يهتم لأمرك
دونغهي: أسلم نفسي؟ لماذا؟ لأني خلصت البشرية من شر خلقها؟ أنتم يا رفاق يجب أن تكونوا..
آيرين: (قاطعته) نكون ماذا؟ شاكرين؟ ممتنين؟ مع بعض التشجيع والتصفيق؟ القتل يظل قتلا!!
دونغهي: هؤلاء الحقرة..!! (بنبرة مرتعشة) يستحقون ما حصل لهم وأكثر، حياة الناس كانت لعبة بالنسبة لهم.. من أجل المال والسلطة كانوا يفعلون أفضع الأمور.. مخدرات، مواد سامة، أسلحة، إغتصاب، تجارة أعضاء بشرية .. الآلاف الأبرياء ماتوا بسببهم، منهم أخي! ولولاي لمات آخرون كثر، لذا لست نادما على ما فعلت..
يونهو: لما لم تثق بي؟ هل تظن أني كنت سأدعهم يُفلتون بفعلتهم؟ لو كنت متعاونا منذ البداية لكانوا نالوا جزائهم بطرق قانونية! لما لطخت يديك؟ لما ورطت نفسك؟!! (يصرخ)
دونغهي: ينالون جزاءهم؟ كيف..؟ بقضاء بضع سنوات في السجن كأقصى حد؟ لم أكن لأرضى بهذا..
آيرين: وهل أنت راضي الآن؟ بعد أن صرت مثلهم؟
دونغهي: كيف تقارنني بهؤلاء الحثالة؟!
آيرين: (أنزلت المسدس) توقف عن هذا!!! (تصرخ) أخبرني أن هذا ليس أنت وأن حادثة أخوك هي ما أثرت عليك.. أنت لست واعي بما تقوله أو تفعله صح؟ اااه لابد أن الحادثة أثرت على وضعك النفسي!! كيف لم أفكر بهذا؟ ههههه بالطبع لم تكن واعي لأفعالك.. (تضحك بجنون) كم أنا غبية! لست طبيبة نفسية لكني أعرف هذه الأشياء..
دونغهي: آيرين.. (يشعر بالسوء على حالها)
آيرين: (أمسكت وجهه) لا تقلق.. دونغهي! انت فقط لست في حالة مستقرة.. إذا كان الأمر كذلك لن تدخل السجن وربما لن تتحاكم أصلا! (تمسح دموعها) بضع دورات علاج وبعض الوقت في مصحة عقلية ما وينتهي كل شيء.. هههههه هذا ما سيحصل، وبعدها سيكون كل شيء على ما يرام.. لا تقلق حسنا؟
دونغهي: (يبكي بصمت وهو مطأطأ رأسه)
آيرين: أخبرني أنك مصاب بالفصام!! أخبرني أي شيء! حتى لو كان كذبا.. سأصدقك!! قل شيئا، صمتك وبرودك يقتلانني!! (تصرخ وتبكي)

"هذا سيء، إنها تفقد السيطرة على نفسها بسبب الصدمة.. (في نفسه) هلا أسرعت قليلا!! (منفعل)"
"كدنا نصل سيدي!"

دونغهي: كنت أنوي الإعتراف بأفعالي واللحاق بعائلتي، لكن يبدو أني تعلقت بكما أكثر مما كنت أتصور، كنت آمل البدأ من جديد كرجل جيد لكي وصديق جيد ليونهو.. لكن يبدو أن هذا لن يحصل أبدا (تنزل الدموع من عينيه) لم أتمنى أن تكتشفا الأمر، ليس بهذه الطريقة على الأقل.. (بصوت منكسر) لكن بما أن هذا ما حصل.. (أمسك يدها التي بها المسدس ووجَّهه على صدره) سينتهي كل شيء اليوم!
آيرين: (تحاول إفلات يدها والمسدس) ما الذي تفعله؟ هل جننت؟! أرجوك توقف..

وصلت سيارات الشرطة وتعالت أصوات صفاراتها، إقتحم يونهو وبعض الرجال المنزل والباقي أحاطوا به..

دونغهي: (أمسكها بقوة أكثر) هل تذكرين ما قلته لك؟ إذا كان علي الموت يوما ما، أتمنى أن أموت على يديك..
آيرين: (تحاول إفلات يدها لكن دون جدوى) لا دونغهي! أرجوك أتوسل إليك.. (تبكي برجاء) أرجوك لا.. (ترتعش من الخوف)
دونغهي: (إبتسم بحزن) أحبك.. آسف.. (ضغط على إصبعها الموضوع على الزناد)

بوووم.. طلقة،صرخة، نواح.. نشف الدم من عروقه وتجمد في مكانه لثواني..

يونهو: دونغهي!!!! (صرخ وفتح الباب بقوة)

دخل ووجد مقابله أفضع منظر! آيرين تبكي بهستيرية وهي ممسكة دونغهي الغارق في دمائه والذي يلفظ أنفاسه الأخيرة..

يونهو: ماذا فعلت أيها الغبي!! (يبكي) إتصلوا بالإسعاف حالا!!
دونغهي: لا.. لا فائدة.. (يحاول رفع يده)
يونهو: (أمسكها) أصمد قليلا وكل شيء سيكون بخير! هل نسيت؟ لقد إتفقنا أن نذهب للشرب معا كالعادة!
دونغهي: يبدو.. أني.. لن أستطيع.. هذه.. المرة.. (يتكلم بصعوبة) آسف صديقي.. على كل شيء..
يونهو: م.. ماذا عن خطتك لطلب يد آيرين؟ ستتراجع عن هذا أيضا؟
دونغهي: في الحياة.. في الحياة القادمة.. سأحرص على فعلها.. (يبكي)
آيرين: أرجوك دونغهي لا تتركني! ليس أنت أيضا.. (تبكي بشدة)
دونغهي: إحرصا.. إحرصا.. (بصوت منخفض) على تبرئة إسم أخي.. أخي..

شهق شهقة أخيرة، شهقة كانت كفيلة بإخراج روحه من جسده.. إلى الأبد!

وهكذا كانت نهاية دونغهي.. نهاية القاتل 06!

وجدوا ضحيته الأخيرة في الإستديو في حالة يرثى لها، وجدوه حيا لكنه لم يصمد إلا ساعات معدودة، وهكذا إنتهت المهمة.. مهمة القاتل 06!

إختلفت آراء وردود فعل الناس بعد أن ظهرت الحقيقة، هناك من شعر بالسوء من أجله، هناك من لامه على فعلته، هناك من كان شاكرا له.. لكن الثابت هو أن لديهم قصة سيتداولونها لوقت طويل، قصة القاتل 06!

الأهم من هذا إستعاد لي تيوك سمعته الطيبة، وتم إسقاط كل الشبهات والتهم التي كانت موجهة إليه، ربما الآن سيرقد بسلام؟ ..شقيق القاتل 06!
_______________

(في المقبرة)

شاب وفتاة يرتديان الأسود، من كثرة الحزن أصبح الحزن نفسه جزءا من ملامح وجههما..

ينظران بحسرة وأسى إلى أربعة قبور قريبة من بعضها، قبور لأفراد عائلة ذاقت الأمرين وفرقتهم الحياة بأقسى الطرق.. لكن الآن هم مجتمعون، وأينما كانوا.. نأمل أن يكونوا سعداء معا.
.
.
~النهاية~

 القاتل06Where stories live. Discover now