Part-10

184 17 2
                                    


بعد أيام من مراقبتها أصبح يعرف روتينها اليومي، أصلا حياتها ليست بذلك التعقيد فهي إما في المشفى أو الجامعة أو مكان عملها..

مجرد فتاة بسيطة تعيش حياة عادية، لكن بالنسبة له هي شخص مميز! شخص يشعر بفضول وإنجذاب غريبين تجاهه.. لذا قرر التقرب منها ومكالمتها بعد مراقبتها لوقت طويل.

(في أحد المقاهي)

كانت جالسة في مكانها المعتاد تشرب قهوتها المعتادة إلا نبضات قلبها لم تكن عادية، فاليوم رأت ذلك الوسيم الغريب مرة اخرى بعد غياب، لكن هذه المرة لم يكتفي بمراقبتها من بعيد بل كان قريبا، قريبا جدا..

جلس في المقعد المقابل لمقعدها في الحافلة وسبقها بالنزول في نفس الموقف الذي تنزل هي فيه..

عندما نزلت كان هو واقف على جنب، ولأول مرة إلتقت نظراتهما.. فتاة أخرى قد ترتعب من الموقف، قد تهرب، قد تطلب المساعدة للتخلص من هذا المُترصد لكنها.. إبتسمت!

لما ابتسمت له؟ لما لم تخف منه؟ بسبب ملامحه المُسالمة؟ لأنها أحست أنه غير مؤذي؟.. هي نفسها لم تفهم!

دونغهي: (وقف أمام طاولتها بدون أي كلمة)
آيرين: (تنظر له بدهشة)
دونغهي: هل يمكنني الجلوس؟
آيرين: (تنظر حولها) لكن.. هناك أماكن فارغة
دونغهي: أقصد.. هل يمكنني الجلوس هنا؟ معك؟
آيرين: أكيد.. أقصد.. تفضل (مرتبكة)
دونغهي: غريب! أنتي تعملين بدوام جزئي في كافيتريا لكنكي تحتسين قهوتك في مكان آخر
آيرين: هل تراقب الناس غالبا؟ أنت جيد في هذا
دونغهي: كشفتيني بالفعل.. هذا مُخجل (وضع يده خلف رقبته)
آيرين: فلنقل أني دقيقة النظر فحسب (إرتشفت قهوتها بغرور)
دونغهي: (ربَّع يديه على الطاولة وإقترب) أنت مثيرة للإهتمام.. أكثر مما كنت أتصور!

بدأت بالسعال والكح من شدة التوتر.. أبسبب قُربه؟ نبرة صوته؟ نظرة عينيه؟ عبيق عطره؟.. لم تعرف!

دونغهي: (أعطاها كوب ماء)
آيرين: لقد تأخرت عن تدريبي في المشفى.. علي الذهاب الآن! (مرتبكة)
دونغهي: اااه آسف..
آيرين: لا بأس.. إذا إلى اللقاء (ذهبت)
دونغهي: غذا، في نفس الوقت.. سأكون هنا
آيرين: (توقفت للحظات ثم أكملت سيرها بسرعة)
____________

صحيح ان المسامحة جميلة لكن الإنتقام ليس خيارا سيء دائما.. وصحيح القانون وُجد لتحقيق العدالة ومعاقبة كل مجرم على جرائمه، لكن أحيانا حتى القانون يكون تحت أمر وتصرف المجرمين.. في هذه الحالة.. هل يجوز للضحية أخذ حقها بيدها؟

دونغهي كان يرى نفسه الضحية والمتأذي الأكبر مما حصل، كان مُدركا تماما أن من تسبب بهذا لن يلقى جزاته، لذا قرر أن يختار الإنتقام بنفسه! سيفعل بهم نفس ما فعلوه لأخيه، نفس الألم، نفس العذاب، نفس النهاية.. هذه كانت عدالة بالنسبة له.

كان يعرف أن هذا لن يُرجع أخاه ولا والده، هذا لن يُرجع له حياته القديمة.. لكن على الأقل سيشفي غليله.
_______________

مربوط على ذلك الكرسي لا حول له ولا قوة، ينظر لمُعذبه وهو يقترب منه ببطء،  يعرف تماما ما الذي ينتظره، فهو نفسه منذ وقت ليس بطويل كان شاهدا على تعذيب شخص آخر بوحشية، لم يتأثر بالمنظر حتى! بل إكتفى بالوقوف جانبا والمشاهدة ببرود، الآن هو في نفس الوضع..

دونغهي: عجيب! عند النظر إليه يبدو سكينا صغيرا عاديا لكنه قادر على فعل الكثير (يحرك السكين أمام عينيه) أشعر بالفضول..
السيد نيم: (مرعوب) أرجوك إرحمني.. سأسلم نفسي! سأظل في السجن لبقية عمري تكفيرا على فعلتي..
دونغهي: (إبتسم بخبث) حقا؟ ستفعلها حقا؟
السيد نيم: أجل أجل.. أعدك!

بحركة سريعة وغير مُتوقعة غرز دونغهي ذلك السكين في فخذ السيد نيم ما جعله يصرخ بشدة!

دونغهي: هل تظن أن هذا كافي؟

ضغط على السكين أكثر وحركه بشكل دائري  ليزيد من الألم..

دونغهي: أنا لن أقبل بأقل ما تعرض له أخي لكن.. إذا أعطيتني أسماء كل المتورطين وطرق الوصول إليهم ربما.. ربما سأرأف بك
السيد نيم: لا أستطيع! إذا فعلت سيقتلونني..
دونغهي: وهل تظن أنك ستنجو مني إذا لم تخبرني؟ (طعنه في كتفه)
السيد نيم: (يصرخ من الألم) أنت لا تعرف مدى خطورتهم! هم لن يرحموا أي شخص يُعرقل عملهم أو يغدر بهم!! (يبكي)

إستشاط دونغهي غضبا وبدأ بطعنه في أماكن مختلفة، لدرجة أن الدم كان يتطايش على وجهه وملابسه مع كل طعنة..

تفادى طعنه في أماكن حساسة ومميتة، لأنه لم يرغب أن يموت بهذه السهولة، بل حرص على جعله يتعذب لأطول وقت ممكن..

رغم إستمتاع دونغهي بالصراخ والإستنجاد العالي إلى أنه أغلق فم السيد نيم بشريط لاصق، فصوت صرخاته المكتومة كان كالموسيقى في أذنيه وفكرة حرمانه من الشيء الوحيد القادر على فعله (الصراخ بألم) زاد من شهوته ومتعته..
______________

"منظر الدم، أشكال الجرح المختلفة، صدى الصرخات، عجز الرهينة.. ليس الأمر سيئا في النهاية! ليس سيئا على الإطلاق.."

 القاتل06Where stories live. Discover now