عشق المتملك ||J.JK✔

تِلكَ المرأة

وجدت يوري في نظرات هذه المرأة الصدق، فَبلعت مافي حلقها لِتومئَ لها بالموافقة، وكانت على وشك أن تتحدث لتنتفض من مكانها هي والأخرى حال فتح باب الغرفة مُتسمرتَانِ كلتاهما،  لِينطق ذلك الوحش بحدة

" ما الذي يحصل هنا؟"

تحمحمت يوري باحِثةً عن كذبةَ مُقنِعة، لِتقول بنوع من التلبك
" لا-ا شيء فـ-فقط كنت..، أقصِد أخبرتني السيدة أنها ستعلمني طبخ فأنا أحب ذلك "

اِبتلعت ريقها فور ما أنهت حديثها، لتجده يرفع أحد حاجبيه وكأنه يكذبها أو يشك في ما تقوله، إلا أنه لم ينبث بكلمة بل شد على ذراعها ساحبًا إياها خلفه صاعدًا بها للّغرفة.. دلفَا لِيغلق الباب بقوة ..

" هل تردين أن تفقديني  صوابي يا فتاة؟ "
عيناه تطلق شرارًا و أنفاسه الغير منتظمة تضرب وجهها لتكتفي بِتنظيف حلقها ألف مرة في الثانية من شدة رعبها..

" أجيبي؟ "، صّر على أسنانه لِتطأطأ الأخرى رأسها، شَد على ذقنها و رفعه لِيجعل وَجهها مقابلًا لِوجهه نَظر لها بتمعن و عيناه تُوشك  أن تخترقها..

" حينما أحدثَكِ تنظرين لي " ببرود و نبرة مخيفة..

لا تعرف السبب إلا أن الدموع تجمعت بعيناها، قِواها خارت من هذه المعاملة، شعرت بِالضعف و الخوف و كل ما يشبه ذلك، لم تجد نفسها إلا و هي تبكي بحرقة، نثرها بقوة متجاهلًا دموعها و حزنها قائلا بصياح
" إذ رأيتك مع أحد مرة أخرى ستكون نهايتك"

بصق كلامه لِيخرج من تلك الغرفة تاركًا الأخرى ممدة على الأرض تبكي.

~

جالس بمكتبه و أمامه العديد من الزجاجات الفارغة و لا يزال يشرب .. يشرب بعنف غير آبه لنفسه، كأس يليه كأس بلا توقف، يتذكر دموعها، خضوعها أمامه، يحاول أن يجد تفسيرًا لكل ذلك، تَفسير لِضعفها أمامه، و تفسير لضعفهِ أمامها، يتسائل و بشدة إذ كانت تعرف الحب الذي يكنه لها، و خائف من أن يفقدها، هو لا يريدها أن تحدث غيره، يريد أن يكون الإنسان الوحيد بحياتها هو أناني جدًا، أناني بِممتلكاتِه، و التي هي أهمها هي متربعَة  على عرش قلبه لا بل هي قلبه، فكرة أن يفقدها ترهقه، جَعلَها منعزلة عن العالم خشية عليها و خشية على نفسه بدرجة الأولى، ينتابه الرعب كلما يفكر!، تُشغِل باله فكرة أن تعرف حقيقته، يخاف أن تكتشف ضعفه أمامها فتستغله لصالحها و تتركه، لذلك قرر وضع حواجز، حواجز عديدة بينهما، من بين هذه الحواجز المعاملات الباردة، لكن إكتشف بالإخير أن هذه الحواجز التي وضعها لم تكن لصالحه أبدًا بل زادت الوضع سوءًا  ... لذلك هو يشرب لأنه لم يجد أي حلول، أنثى، لا تختلف بشيء عن البقية، فكيف اِستطاعت أن ترهقه لهذه الدرجة!.