هدية

43.3K 3.4K 2.1K
                                    

" أنا ... "

تنهدت حينما أخرجت تلك من بين شفتيها بصعوبة، كان يحدق بها بتمعن ينتظر ما تريد تَقوله، لكن ما لا يعرفه أن نظراتِه تلك جعلت منها تتخبط من الداخل، هي الآن تشعر و كأنها أتفه شخص على وجه الأرض، لِوهلة فكرت بكل شيء من البداية، بضع ثواني أعادت فيها كل شريط حياتها، و خصوصًا دخول جونغكوك حياتها .. كيف تجاهلت أنه أنقذها من زواج لا تحمد عقباه بينما تايهيونغ بقي مكتوف اليدين في تلك اللحظة !؟، كيف لها أن تكون بتلك السذاجة؟، كانت كلِمات تلك الخادمتين تتردد عدة مرات بعقلها؛ لا تزال تحدق به و مركزة بعينيه، باتت تدرك غباءها، و جزء منها يخبرها أن الأوان قد فات، و هذه الفِكرة جعلت من خافقها يضطرب لتتمرد تلك الدموع مرة أخرى، طأطأت رأسها فلا رغبة لها بأن يرى دموعها بموقف كهذا، لكن شهقاتها كانت ستفضحها فلم يكن أمامها سوى الركض .. الهرب من من أمامه، تريد أن تبكي و أن تلوم نفسها بعيدًا عن نظراته التي تزيد من شعورها بالندم .

الدم بدء يغلي بجسده، لتحمر عيونه و تبرز عروق رقبته، كيف لها أن تهرب هذه الطريقة أمامه ... تطلب منه الأمر فقط بضع خطوات حتى كانت بين يده، أدارها ناحيته ليحدق بها بحدة، لكن توسعت عيناه ما إن رأى حالتها تلك الدموع، كانت تبكي بمرارة، دموعها جعلت منه ينسى كل شيء و كل أخطائها، ضمها إليه بقوة، لِتتشبك هي الأخرى بِصدره العاري، حضنٌ دام لدقائِق لا شيء سوى شهقاتها بينما هو يحاول أن يهدئها، أبعدها عنه ليحدق بها بنظرات زائغة

" ما بكِ يوري ؟ "
سألها بهمس و حنان، بينما أنامله كانت خفيفة على جسدها، كأنه يُمسك بتحفة زجاجية ثمينة يخاف أن تنكسر بين يديه ..

لم تجبه بل أخفضت نظرها لتمسح دموعها بخشونة؛ كيف له أن يهتم بها بتلك الطريقة بعد كل ما قامت به، تلك الكلمات تتكرر لِتستحوذ على تفكيرها ..

" يوري هل أنتِ بخير ؟ "
أعاد صياغة سؤاله، ليضع يده تحت ذقنها و يرفع رأسها ناحيته، إتسعت عيناها و هي تقابل وجهه، لتلاحظ تلك النظرات التي يطلقها ناحيتها، نظرات مُتفحصة تدل على مدى إهتمامه بها، و هنا أقسم أنهُ زادَ إحتقارها لنفسها، أغمضت عيناها بقوة لتمنع تلك الكائنات الفضولية التي تدعى دموع من النزول، لكن الدموع مشاكسة للّغاية فهي إستطاعت أن تخترق جفونها ...

" كفى ! " صاحت به لِتتسع عيناه

" هل تريد أن تعرف ما بي ؟، هااه !، أليس الأمر واضحًا، أنا أكرهك جونغكوك، أمقتك بشدة، توقف عن هذه التصرفات المبتذلة، توقف عن إهتمامكَ المزيف "

بصقت تلك الكلمات بنرة مخنوقة، عكس إرادتها تمامًا، كل ما أردفته كان مخالف لِطوعها، أمنيتها كانت أن تخبِره مَا في جعبتها بهدوء و أن تعود لِحضنه، أن تعتذر و تباشر من جديد معَه، لكن لم يَكُّن لها الجرأة لِذلك، بل زادت الوضع سوءًا بكلماتها تلك، أضافت بنزين لتلك النار اللاهبة لِتسمح لها بأن تحرق الأخضر و البايس ...

عشق المتملك ||J.JK✔Where stories live. Discover now