كَابوس

51.6K 3.5K 1.3K
                                    

"أنظُرِّي الي" قالها بهمس ونبرة قد تعد ملحة
بلعت رمقها لترفع نظراتها نحوه ... فقط لغة العيون من كانت جليس ذلك المكان ... لم تعي على نفسها كيف قامت بوضع كلتا يديها على كتفيه  ليهمس الآخر أمام شفتيها بتعبٍ بادٍ على ملامحه من رفضها الشديد له "أحبِّيني"، كانت متأثرة بحركات أناملِه على جسمها، ما جعلها تقول بتخدر " إجعلنِّي أفعَل"، اِرتسمت ابتسامةٌ على ثغره  مُقبِلاً خدها بِلطف، ليأخذ بشفتيه ناحيتة  خاصتها، شعرت بنفسه الساخن ضد شفتيها، فعادت  لِرشدها " إنتهى!" ترنحت بكلام لتعدل ياقته بعدما جذبت وجهها بعيداً عن مدار شفتيه، عقد حاجبيه  غير مستوعب  فأشارت بحاجبها  للقميص " أنهيت غلق الأزرار، بإمكانك أن تضعني أرضاً " تحدثت بهدوء فلبى طلبها، لتلامس قدامها الأرض، برغم من أنها كانت رافضة للموقف إلا أن اللّون الأحمر إستحوذ على وجهها، ليس غضباً، إنما خجلاً، كيف لا و هي كانت بين يدي رجولة طاغية و إثارة لا نهاية لا، فهي بذاتها تعترف أن جونغكوك كامل من جميع النواحي، فأقل ما يقال بحقه وسيم، و جسده ذاك تتمناه النساء، لكن هي ليست واحدة منهن؛ أخذت بخطواتها ناحية السرير بينما هو يراقبها و يبتسم، فقد وصل لمبتغاه و قد تجاوبت منه، حسنا هو لم ينفذ ما أراده لكن على الأقل حصل على رد منها، و هو الآن سيسعى جاهدا ليتحصل عليها، ليس جسداً، بل إن يوقعها بحبه لتصبح له عقلا و روحاً، " ماذا تفعلين؟ " تحدث بهدوء بينما يعقد ساعديه، حدقت به بعينين متسعتين و قالت بتلعثم " سَـ-سَوف أنام"، شكلُها كان لطيفًا للّغاية، وجهها الأحمر و تلعثمها الطفيف الذي يجعل منها تبدوا كَقطعة المارشميلو صعبة المقاومة، حبس ضحكته بصعوبة و قال ببرود مصطنع " لا يوجد شخص ينام على الساعة السابعة مساءًا"، نظرت له بزاوية عين منفرجة، فهي لم تتوقع أن الساعة سابعة، كيف ستعرف و هو قد أغلق النوافذ و وضع ذلك الستار اللعين العازل عن العالم الخارجي، حتى أن الغرفة لا تتوفر على ساعة، تستطيعوا أن تقولو بأن الغرفة منعزلة عن العالم الخارجي بوجوده، ففور دخوله ينتشل الحياة من تلك الغرفة لتعود لعتمتها خصوصا بذلك الطلاء ذو اللون الغامق الذي يجعلك في حالة من الاكتئاب، كم تمنت يوري أن تواجه جونغكوك بهذا الكلام، لكنها و اللعنة تخاف من ردود فعله الغير متوقعه، زفرت بتَملل و أشاحت بوجهها لتجلس على طرف السرير و تحرك قدماها في الهواء..بينما هو لم يستطيع أن يزيح نظره عنها، أقسم انها تبدوا كتلة لطافة لم يشهدها من قبل، مرت بضع دقائق و هي حالها "أشعر بالملل " قالت بنبرة متذمرة لتحدق به، همهم لها، لتقول بحدة طفيفة " أنا أخبركَ أنني أشعر بالملل و انت هممم، ما هاذا بحق السماء " قوست شفتيها و هي تضيق عيناها به، ليقهقه الآخر و يتقدم ناحيتها ثم جلس مقابل لها، " إذن ماذا نفعل ؟" سألها لتوسع عيناها و ترفع حاجبيها سويا، ليضيف " لِكيّ يذهب الملل "، وضعت يدها تحت ذقنها و عضت شفتها من الداخل و هي تفكر.. لتقول بعدها بعبس " لم أجد شيء "، عقد حاجبيه، لتكمل "لم أجد فكرة مناسبة"، همهم لها ليقوم بنفس حركتها، حرك يديه على فكه مدعي التفكير ثم قال "لديَّ فكرة "، قفزت دون وعي منها لتقول بحماس "ماهي؟"، إبتسم بسبب رد فعلها وقال "سنلعب لعبة، كل واحد يسأل سؤال، و على الاخر أن يجيب بصدق"، لا يعرف لما لكنه يريد أن يعرفها جيدا فهاذا سيساعده لخطته، بينما الأخرى فكرت بالموضوع قليلًا ثم وافقت، "إذن أنا من سَأسأل أولا بما أنني صاحب الفكرة " قال لتومئ له،  "سونق-هون ، لماذا-" لم يكمل سؤاله لأنه ما إن نطق باسمه حتى تبدلت ملامحها و بدى عليها الانزعاج، " حسنا سأغير السؤ-" قاطعته بنبرة مهزوزة نوعا ما و هي تطأطأ رأسها " سونق-هون ليس والدي الأصلي" رفعت نظرها له و اِبتسمت رغم أن عيناها مليئة بالدموع "وقد سبق و أخبرتك أنني طفلة متبنية "، عقد حاجبيه و كأنه لا يتذكر " في أول ليلة لي بهذا القصر، لكنك لم تهتم لكلامي وقتها" رمت كلماتها بوجهه و كأنها تعاتبه، ها هو الآن يلعن نفسه على سؤاله الغبي و على فكرة هذه اللعبة التي يبدوا أن نهايتها لن تكون على خير، لكن من حسن حظه أنه طُرِق الباب، " تفضل " سبقته يوري، لا يعرف السبب لكنه وجد نفسه مبتسم فقد نطقتها بنفس أسلوبه، بنبرة حادة نوعا ما لكنها ليست مرتفعة، دخلت تلك الخادمة " العشاء جاهز "، اِنحنت بعدها و خرجت، لكن يوري تمددت على السرير و قالت ببرود  " لست جائعة "، لكن جونغكوك لم يفعل شيء لأن معدتها هي من فعلت بإصدارها الأصوات، إحمر وجه يوري بشده، أما جونغكوك فلم يستطع أن يكبح ضحكته، فأطلق قهقهة صاخبة مما جعل يوري تشرد به مرة أخرى، اللعنة !، ضحكتين في يوم واحد، لكن لم يدم تفكيرها طويلا لأنه جذبها و نزلوا لتناول العشاء ...

عشق المتملك ||J.JK✔Where stories live. Discover now