القطعة السابعة

15.9K 501 86
                                    

القطعة السابعة

*************

فتح عينيه ظهراً ليتلفت حوله بدهشة لا يكاد يصدق أحداث ليلته الفائتة...

نظر في ساعة هاتفه ثم عقد حاجبيه بضيق ...إنها المرة الأولى التي يتأخر فيها في الاستيقاظ هكذا ...شيء عادي لكنه مربك لشخص مثله !

لهذا انتفض من فراشه ليتوجه نحو الحمام المرفق بغرفته ...

طقوسه اليومية كالعادة لا تتغير ...

ابتداء من تهذيب لحيته بدقة ...مروراً باستحمامه على مرتين ...إحداهما بنوع خاص من الصابون المطهر...وانتهاء بغسيل أسنانه بضع مرات مع استعمال الخيط الطبي !

هبط الدرج بخطوات سريعة نحو غرفتها لكنه سمع صوت حركتها في المطبخ فتوجه إليه ...

عيناه تضيقان بتفحص وهو يتابع ما تفعله بينما هي غافلة عنه...

شعرها الذي يراه لأول مرة ...لم يكن شديد الكثافة كشعره لكنه كان مميزاً بحيويته حتى مع قصره ...

ورغم أنفته من لونه الأشقر لكن به شيئاً مميزاً جعله يحب رؤيته وهو يحيط بوجهها هكذا ...

ملامحها كانت تبدو مرتاحة منهمكة فيما تفعله باهتمام ذكره بنفسه عندما يعمل ...

تفاصيل جسدها الضئيل فقير الأنوثة كانت مخفية داخل منامتها الواسعة طويلة الأكمام بلون أصفر هادئ...

وجوارها تنبعث موسيقا مبهجة بلحن غربي لا يعرفه ولا يريد أن يفعل ...

فالموسيقا في عرفه شرقية الكينونة شرقية السحر شرقية

الأثر مهما استمع لسواها ...

_صباح الخير!

قالتها بابتسامة هادئة وهي تنتبه إليه أخيراً ...

ابتسامة وجدها تنتقل إليه عفوياً وهو يرد لها تحيتها قبل أن تسأله باهتمام دافئ:

_نمت كويس؟!

تباً لهذا الحنان الصادق الذي يشعر به بين حروفها !!

إلى هذه اللحظة لا يكاد يتصور حجم هذه العاطفة التي ظلت تكنها له طوال هذه السنوات ...

لكنه لن ينجذب لصراع شكوكه هذا من جديد ...

اتفاقهما كان واضحاً من البداية ...مجرد صفقة زواج.. ولن تزل قدماه في معارك جانبية مهما كان!

لهذا ارتسمت على شفتيه ابتسامته الساخرة كالعادة مع قوله وهو يشبك ساعديه أمام صدره:

_مش هنام كويس ليه ؟! بيتي وسريري اللي بنام عليهم كل يوم ...المفروض أسألك انتِ السؤال ده !

ورغم سخافة لهجته لكنها ابتسمت وهي تقول بنفس الحنان الخبير بثغراته:

_أراهن إنك فضلت سهران طول الليل تفكر في اللي قلته.

سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد اللهKde žijí příběhy. Začni objevovat