القطعة السابعة والعشرون

19K 497 65
                                    

القطعة السابعة والعشرون

======

_إسلام! كنت فين ؟! ما بتردش على تليفونك ليه ؟!

تهتف بها ياقوت بلهفة قلقة وهي تفتح له باب شقتها ليروعها مظهره ..شعره المشعث ..منامته البيتية التي خرج بها ..عيناه المحمرتان بمزيج من غضب وألم ..وأخيراً هذا الجرح في مقدمة جبهته ..والذي أشارت إليه بسؤالها الجزع ليرد :

_حادثة بسيطة ..لبست في شجرة .

يقولها بنبرته المتهكمة التي تعرفها إنما بألم رهيب فاض بين حروفه لتفسح له الطريق هاتفة :

_نشوى كلمتني تسأل عليك ..

ثم صمتت لحظة لتردف بأسف:

_حكتلي اللي حصل ..قالتلي زعلتك وانت خرجت بسرعة ..

عيناه تتوهجان بغضب أعمى وهو يشعر بالدم يفور في عروقه ..لقد منع نفسه بالكاد من أن يخنقها بيديه بعدما تفوهت به ..

صفعة واحدة لم تكفه ..ودّ لو يلحقها بألف مثلها لعله يرد لها صفعتها لقلبه ..ولرجولته قبله .

_احكيلي حصل إيه ..الموضوع شكله مش خناقة عادية .

زفر زفرة ساخطة وهو يشعر بالنصل البارد يغرس في صدره من جديد ..

لقد غادر البيت بعد صفعته لها وقد عجز أن يواجهها أكثر ..

خاف على نفسه أن تجرحه بالمزيد ..

وربما خاف أن يؤذيها هو أكثر ..

طوال هذه الساعات من أول اليوم وهو يجوب الشوارع بلا هدف ..

يستعيد لحظات جمعته بها في جنة ساحرة بالأمس لم تلبث أن استحالت لجحيم مستعر !!

هذا الذي اكتوت به حروفه وهو يحكي لياقوت -ببعض التحفظ- عما كان لتستمع إليه صابرة قبل أن تقول بأسف:

_استعجلْت! ..بس ما أقدرش ألومك !

يكز على أسنانه بغضب وهو ينحني بجذعه ليطرق برأسه دون رد ..بينما هي تردف بنبرة عاتبة :

_هي لما اعترفت لك ماكانش قصدها تجرحك ..كانت خايفة تعيش نفس الإحساس تاني ..كانت قرفانة وهي شايفة نفسها خاينة ولو مع صورة في خيالها ..لو واحدة مش نضيفة كانت استحلت الموضوع وخبت عليك ..كانت اشترت راحة بالها وأمان بنتها بالسكوت ..

ثم صمتت لحظة لتردف :

_انت عارف كام حالة قابلتها رجالة وستات عايشين ومكملين مع شريك حياتهم بالخيال المريض ده ؟! ده واحد في مرة قاللي : يا دكتورة الخيال ده فاتح بيوت ، من غيره ما كنتش طقت أكمل ..فيه ناس عايشة كده ومش مستحرمة ولا حتى مكسوفة ..لكن هي لأنها مستقيمة وشخصيتها ماتعرفش لف ودوران فضّلت تعترف لك عشان توقف الغلط ده .

الصدمة تكسو ملامحه للحظات وهو يحاول رؤية الأمر من هذه الزاوية ..لتردف هي بالمزيد من الانفعال:

سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن