القطعة الحادية عشرة

17.1K 535 50
                                    

القطعة الحادية عشرة

========

_هنا؟!

هتف بها يامن بضيق بينما يرد على اتصال سيلين وعيناه تحيدان نحو البوابة الخارجية ليردف بنبرة ساخرة:

_ده انتِ مراقباني بقا؟! أنا لسه راجع...حاضر...هافتح!

انقبض قلب ياسمين وهي تراه يغلق الاتصال ليتوجه نحو الباب الخارجي فجذبته برفق قائلة :

_هادخل أنا ...مش عايزة أقابلها دلوقت.

_نعم؟! بعد كل ده تقوليلي مش عايزة أقابلها؟! امال احنا كنا بنعمل كده ليه أصلاً؟!

هتف بها باستنكار وهو يتوقف مكانه فشحبت ملامحها وهي تبسط كفها على صدرها لتقول له مهدئة:

_مابحبش المفاجآت ...اديني وقت بس أجهز نفسي...المواجهة هتبقى صعبة .

زفر بقوة ثم غلبه الإشفاق على ارتباكها فأومأ برأسه موافقاً ...

لتتجه هي نحو الداخل بملامح متوترة فيما عاد هو ببصره نحو البوابة ليقف مكانه لبعض الوقت متعمداً جعلها تنتظر ...

قبل أن تلتوي شفتاه بابتسامة ساخرة وهو يعد العدة لقناعه الجديد...

سيلين لن ترحل عنه إلا بالحيلة...سيستغل كل ثغراتها ليجعلها تخرج من عالمه إلى غير رجعة...وليس هذا فحسب ...بل ويرد لها ما فعلته به هناك !

لهذا عاد يتقدم نحو الباب ليفتحه ...

ابتسامته الساخرة تتسع وهو يرى ملامحها التي يعرفها عاصفة بغضب أرضى نهم انتقامه...

ابتسامته التي ارتجفت رغماً عنه وعيناه تهبطان لبطنها البارز لتختفي تدريجياً...وقبضة باردة تعرف طريقها لقلبه...

هنا...هنا يكون من -تزعم- هي أنه ابنه !

لم يتحمل النظر أكثر وروحه غارقة في صراع بين عاطفة غريزية لم يملكها وبين وساوسه الضارية التي تنهش عقله...فأغمض عينيه بقوة مع صراخها الهستيري كعادتها بينما تدفعه بكفيها لتدخل:

_اتجوزت ؟! بالسرعة دي؟! وابننا ؟! هتسيبه؟! هتسيبني؟!

كانت كلماتها تتأرجح بين العربية التي تجيدها ولكنتها الأجنبية بحكم أصلها نصف الانجليزي ...

لكنتها التي طالما كانت تثير جنونه وهي تذكره بصراعه العتيد بين شرقية طباعه وما يفترض أن يحمله من أعباء تحضر الغرب الذي يزعمونه !

لهذا أخذ نفساً عميقاً ليبدأ في خطته قائلاً ببرود مصطنع:

_اهدي يا سيلين ...العصبية مش كويسة عشانك...أكيد طبعاً مش هتخللى عن ابني...بس كمان مش هاقدر أسيب حياتي الجديدة ...

ثم ضغط على حروف كلماته ليردف بحذر:

_لو تحبي نكمل سوا معنديش مشكلة عشان خاطر الولد ...عيشي معايا هنا ...بس مش هاطلقها .

سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد اللهWhere stories live. Discover now