القطعة التاسعة عشرة

13.9K 459 53
                                    

القطعة التاسعة عشرة

=========

_لا ..لا ...!!

يصرخ بها رائد بغضب وهو يدرك أخيراً ما حدث ..

همسة اختطفت !!

هنا ؟!

من بيتها ..من بيته ..

بيته الذي بناه ليكون قلعة تحميها ؟!!

صراخه الغاضب يعلو وهو يستقل سيارته أول الأمر يدور بها كالمجنون عشوائياً حول البيت كأنه يبحث عن أي خيط قد يقوده إليها ..

لكنه يعود خاوي الكفين ليفرغ ثورته في طاقم حرسه ..

تساؤلاته الحانقة لا تجد جواباً يرضيها ..

والقبضة الباردة تعتصر قلبه أكثر وأكثر ..

همسة اختطفت وهو نائم !!

كيف لم يشعر؟!

كيف لم ينبئه قلبه الذي يبدو وكأنما ضبطت دقاته على نغم دقاتها هي؟!

كيف؟!!

خطواته تنتهي به عند فراشها في الكوخ ..

هذا الذي انهار أمامه جسده أخيراً بعد طول صراخه الانفعالي ..

يتخيلها مكانها هاهنا كالعادة ..

ثم يتخيل رعبها وهم يأخذونها قسراً ..

بل يتخيل الأسوأ ..

ما الذي سيفعلونه بها ؟!

سيحبسونها على أقل تقدير دون مراعاة لحالتها !!

يقبض يده على صدره بقوة شاعراً بتلاحق أنفاسه المختنقة ..

الدم يضرب رأسه بقوة فيرفع أنامله نحو أنفه لتروعه هذه القطرات النازفة من دمه ..

يشعر بالعالم حوله يدور به فيكاد يستسلم لهذا الدوار ..

لا!!

يهتف بها عالية كأنما يحارب نفسه بنفسه !!

انهياره الآن أنانية !!

ترف لن يسمح به حتى يستعيدها !!

هي الأولى الآن بكل لحظة تركيز !!

فقط عندما يستعيدها سيسمح لنفسه وقتها أن ينهار بكل خلاياه لكن ..بين ذراعيها ..

ستلملمه ..كما بعثرته !!

لهذا تحامل على نفسه ليقف مترنحاً أخيراً وهو يتحاشى النظر من جديد نحو فراشها ..

يخرج من الكوخ بسرعة بعدما مشطته عيناه لعله يعثر على أي أثر يقوده لمعلومة ..

لكنه يصطدم بوجه زين المرتاع أمامه :

_يعني بجد ؟!

يهدر بها زين بعنف وعيناه تشتعلان بغضب ملتاع بينما تدوران حوله كأنما تكذبان ما لا يريد تصديقه ..

سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن