القطعة الثانية والعشرون

13.9K 473 74
                                    


القطعة الثانية والعشرون

======

_فاكر بنتي يا زين بيه ؟!

ينعقد حاجباه وهو يميز الخادمة كبيرة السن التي عايشها في بيت "الفايد" منذ طفولته ..ولولا مكانتها الخاصة لديه لطلب منها الخروج وتركه وحده كما يفعل مع الباقين ..

_بنتي حامل!

تقولها بتأثر وهي تضع كفيها على كتفي ابنتها جوارها لتقدمها أمامها مردفة :

_هي وجوزها اتفقوا لو جه ولد ..هيسموه على اسم حضرتك ..

يغمض عينيه بقوة وهو يشعر بكلماتها البسيطة تشعل قناديل من نور في روحه ظنها قد انطفأت للأبد ..

خاصة وعاطفة المرأة الجلية تبدو واضحة وهي تذكره بما فعله

لأجل ابنتها ..

هذه التي تعرضت لحريق شوه ملامح وجهها ..وقتها كانت مخطوبة لرجل تحبه ..أرغمه أهله أن يتركها بعدما نالها من ضرر ..لكن زين تكفل بمصاريف جراحة تجميلية لها على أعلى مستوى حتى عادت ملامحها شبه طبيعية ..

ولم يكتفِ بهذا بل قابل خطيبها بنفسه ليشجعه على الوقوف في وجه عائلته الرافضة لارتباطهما ..

ثم وفر له عملاً أفضل بإحدى شركاته !

_جميلك هيفضل في رقبتنا ليوم الدين ..سامحني لو قطعت عليك خلوتك ..بس ماقدرتش أمنع نفسي أني أشوفك وأطمن عليك ..اتحايلت على رائد بيه لحد ما رضي يجيبني هنا ..أنا معاك من سنين ..من قبل وفاة والدتك الله يرحمها ..وربنا يشهد ..غلاوتك من

غلاوة ولادي .

كلماتها تنتهي بدموع عاطفة حقيقية شاركتها فيها ابنتها ليجد الجرأة أخيراً فيفتح عينيه ..

بل ويفتح قلبه معهما ل"نقطة النور" التي بزغت فجأة وسط هذا الظلام الذي يغشاه ..

حسناً ..

يبدو أنه لم يكن "شيطان الحكاية" برغم كل شيء!

_مفيش حد الزمان ده بيعمل اللي عملته ..أنا معرفش إيه مزعلك ومخليك تسيب الدنيا بحالها وتحبس نفسك هنا ..بس اللي متأكدة منه ومستعدة أحلف عليه بكتاب ربنا إنك أطيب قلب قابلته .

تقولها الخادمة وهي تقترب منه أكثر بعينين تصرخان صدقاً ولهفة ..

لترتجف شفتاه بشبه ابتسامة وهو يشيح بوجهه عنها ..

دمعة كبيرة تتجمع في طرف عينه ويمنعها كبرياؤه من السقوط ..

"أطيب قلب قابلته"؟!

ماذا عساها تقول لو علمت عن خطاياه ؟!

لو علمت أن أمام "ابنتها" التي تتباهى بمعروفه معها هذه هناك "أخرى" ترقد

سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد اللهWhere stories live. Discover now