القطعة التاسعة والعشرون ج1

13K 468 57
                                    

القطعة التاسعة والعشرون ج1

_محمود البنا ..ودلوقت محمد عيد ..وألوف قبلهم ..وألوف بعدهم ..البلد دي بقت بتتنفس قهر !

تكتبها ريتال على صفحتها الشخصية على الفيسبوك بينما تجلس في صالة الاستقبال في مركز جمعية "رسالة" الذي تتطوع للعمل فيه خيرياً .

تكاد تغلي غضباً وقهراً وهي تستعيد الحادثين الأخيرين ..

الأول لذاك الفتى الذي راح ضحية شهامته وهو يدافع عن إحداهن أمام أحد "البلطجية" الذي توعده بالقتل لينفذ وعيده بعدها ..

العجيب أن الحادث صار قضية رأي عام ..الناس من هنا وهناك ينتفضون ويثورون لجلب حق فتى تم تصوير عملية قتله بالصوت والصورة !!

لكن الغمامة القاتمة لا تزال تهدد بغيث القهر على الجميع ..

النفوذ العتيد قال كلمته ..ولتخرس كل الألسنة !

ومن جديد يبزغ القهر في الحادث الثاني ..

ذاك البائع الجائل الذي أجبره "الكمساري" على القفز منه وهو يسير لأنه لم يكن يملك ثمن التذكرة.. فدفعها بحياته !!

تتأفف بضجر وهي ترفع رأسها تتابع وجهاً من الوجوه البائسة لطفل دخل لتوه كي يسأل عن مساعدة ما ..

ينقبض قلبها بالمزيد من القهر وهي تتأمل هيئته الرثة ..

قدميه الحافيتين ..كعبيه المشققين ..

وسامته الطبيعية دنسها درن العوز وقسوة الناس !!

_صبّح صبّح يا عم الثورجي ..

يكتبها لها سامر برسالة خاصة فتتنهد لتكتب له بانفعال:

_هاطقّ يا سامر ..هاطقّ ..البلد دي خلاص ماعادش يتعاش فيها .

_والكلمتين بتوعك دول اللي هيخلوها يتعاش فيها ؟! صلي ع النبي كده وخفي من الكلام اللي يودي في داهية ده ..عيش نملة تاكل سكر!

يكتبها لها مع "وجه أزرق مرتعب" فتبتسم رغماً عنها لتكتب:

_بذمتك دمك مش محروق زيي؟! عاجبك الحال ده ؟!

_دعي الخلق للخالق يا آنسة .

_مش قادرة يا سامر ..مش قادرة ..حاسة إني هاتخنق لو قعدت في البلد دي سنة كمان .

_الاسطوانة المشروخة إياها ..عايزة أسافر ..انتِ فاكرة السفر ده جنة الله في الأرض مثلاً؟! ..يابنتي احنا مالناش قيمة جوة هيبقى لنا بره ؟!

_بس نعيش ..نتنفس ..احنا هنا بنموت بالحياة .

_روقي كده بس وما تقفليليش اليوم ..ده أنا قلت هتصبحي عليّ بغنوة حلوة من بتوعك .

يرسلها لها مع صورة كفين ملتصقين في وضع الرجاء فتبتسم وهي تكتب له :

_ماشي ..قوللي صحيح ..ياقوت ردت عليك ؟! أنا مارضيتش أعرفها إني عارفة .

سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد اللهOù les histoires vivent. Découvrez maintenant