القطعة الخامسة

15.6K 514 114
                                    

القطعة الخامسة

==========

_استني ما تمشيش !

العبارة جمدت الدم في عروقها وهي تشعر أن وجهها قد غابت عنه الحياة !

التفتت نحو المرأة التي تقدمت نحوها لتبتسم أخيراً وهي تعطيها مبلغاً من المال :

_هاخلليهم يبعتوكِ كل مرة.

تنفست الصعداء وهي تشكر المرأة بكلمات مرتجفة قبل أن تغادر وقد قررت أن تعود فوراً لقريتها ...

الحظ حالفها بمكانٍ خالٍ في القطار لتستقله والدموع اللعينة تأبى التوقف!!!

لماذا تفعل هذا ؟!!

هل هذه عاقبة تربية ثمر لها ؟!!

هل هذه آخرتها ؟!

ابنة خادمة...ولصّة؟!!

شعور الخزي يعتصرها وهي تفرك كفيها بقوة ...

السارق يقطعون يده كما كانت ثمر تعلمها وهي بعد طفلة صغيرة ...

لكن يشهد الله أنها لا تفعلها وهي بوعيها ...

لقد فكرت يوماً أن تسأل ياقوت عن مرض نفسي يجعلها تفعل هذا ...

لكنها جبنت عن هذا!

آه!

ما حيلتها؟!

إنها تجد نفسها كل مرة مدفوعة للسرقة بمتعة لا تدري لها سبباً ولا تعرف لها مثيلاً...

لكن شعور الخزي والذنب الذي ينتابها بعدها يكاد يحرقها بحسرته...

يجب أن تتوقف ...

ثمر ستموت لو علمت ...

وهي ستموت قبلها خزياً!!

ظلت تبكي طوال الطريق وهي تشعر أنها كانت إشارة لها من السماء أن تتوقف ...

المرة القادمة لن تنالها رحمة لكن ...هل ستتمكن من المقاومة ؟!!

لهذا ما كادت تصل للبيت الذي وجدته خالياً حتى توجهت نحو الإناء الفخاري الذي تخفي فيه كنزها ...

لملمت كل شيئ في وشاح قديم طوته قبل أن تغادر نحو المصرف المهجور القديم ...

ككل مرة تفعلها ...

تلقي كل ما تسرقه هناك !!!

لماذا لا تنتفع به لنفسها؟!!

لا !

تربية الحاجة ثمر لم تكن لتنفق قرشاً من حرام على نفسها !!

لقد كبرت وهي تعي كلام الجدة الذي كانت تنقشه على حجر روحها ...

"ما نبت من حرام فالنار أولى به"

وهي تخاف النار ...وتخاف غضب ثمر!!

لهذا ما كادت تطمئن لتخلصها من عارها حتى تنهدت بحرارة وهي ترفع رأسها للسماء باستنجاد صامت ...

سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن