القطعة الثامنة عشرة
**************
واقفة في حديقة البيت تنتظره بترقب ...
ترتدي إحدى مناماتها الطويلة التي كفت عن ارتدائها من زمن لكنها تعمدت هذا في مناورة -ماكرة- لما تنتويه !
ابتسامتها العابثة تزين شفتيها وهي تسترجع مفاجأتها "الشقية" له !
مفاجأة واحدة ؟!
لا...بل العديد من المفاجآت !
لماذا تأخر؟!
ساعة كاملة مرت على موعده المنتظر وهي لا تكاد تطيق صبراً !
صوت بوق سيارته يصدح أخيراً بالخارج فتتأهب حواسها جميعها ...
تعدو بخطوات رشيقة لتختبئ خلف الباب الخارجي الذي فتح ليطل هو منه قبل أن يغلقه خلفه بعنف لم تنتبه هي له...
_اخس عليك...وأنا اللي قلت هتطير عشان تعرف مفاجأتي.
هتفت بها بمرح وهي تتعلق بذراعيها في عنقه ...
لكنه حافظ على ذراعيه جواره مع تصلب جسده ليقول بنبرة باردة :
_أنا كمان عامللك مفاجأة.
_بجد ؟! قول انت الأول !
قالتها بدلال وهي تميل على وجنته لتقبله فتصطدم بابتعاده عنها بينما يغلق عينيه بقوة ...
انعقد حاجباها وهي تشعر بغرابته لتغمغم بحيرة:
_مالك يا يامن ؟! فيك حاجة متغيرة ؟!
_أكتر واحدة بتفهمني...صح؟!
نبرته الساخرة التي حملت الكثير من المرارة أقلقتها لتعاود اقترابها منه باسطة كفيها على صدره بينما تتفحص ملامحه في ضوء الحديقة الخافت ...
شفتاه ترتجفان كعهده عندما يخفي غضباً يكتمه...
أنفاسه غير منتظمة ...
عيناه ذابلتان شديدتا الاحمرار وكأنه كان ...يبكي؟؟!!!
قلبها ينقبض لوعة بين ضلوعها وذراعاها تتشبثان بخاصرته مع همسها القلق:
_فيه إيه ؟!
إطراقة رأسه ظلت جوابه الوحيد لدقيقة كاملة ألجمها فيها توترها أن تعاود السؤال ...
قبل أن يرفع إليها عينيه العاصفتين بقوله :
_مش عايزة تتمرجحي ؟! من زمان ما عملناهاش!
برودة لكنته الساخرة تصدمها وهي تشعر بالغرابة ...
لتشهق بعنف وهي تراه يجذبها خلفه يكاد يعتصر كفها في قبضته ليسير بها نحو تلك الأرجوحة اليدوية التي صنعها لها بنفسه يوماً ...
كفاه اللذين كانا الآن ككلابتين من نار يطوقان خصرها ليرفعها فوقها أمام عينيها الذاهلتين ...
ESTÁS LEYENDO
سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد الله
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة سينابون ... =========== ليس الحب أن ترجح كفتي في الميزان... الحب أن أكون أنا الميزان! ليس الحب أن يوافق شخصي مزاجك... الحب أن أكون أنا "مزاجك"! ليس الحب أن "تلمس" كفي، "تشم" عطري،"تسمع"صوتي،"تتذوق" أنوثتي،"ترى"فتنتي... بل...